آمال سنغافورة تتبدد مع التصعيد بين الكوريتين
مع تمام عامين من التهدئة عقب قمة سنغافورة انتقدت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية، واصفة تصريحات الأخيرة بـ”التافهة”، ليتبدد الأمل في استئناف محادثات حول قدرات بيونج يانج النووية في الوقت الراهن.
وعقدت قمة تاريخية بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنغافورة قبل عامين ما شكل أبرز انعطافة في مسار شائك للمفاوضات حول نزع أسلحة بيونج يانج النووية.
وشكلت كوريا الجنوبية هدفا لسلسلة تصريحات غاضبة صادرة عن كوريا الشمالية التي تتهم سيؤول بالسماح لمنشقين بإصدار منشورات تنتقد الزعيم كيم جونج أون انطلاقاً من أراضيها.
البيان الأخير الصادر اليوم عن بيونج يانج جاء رداً على تصريح لمسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، قال فيه إن بلاده ستواصل “جهود نزع السلاح النووي”، في إشارة إلى المفاوضات المتعثرة منذ وقت طويل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وقال المسؤول الكوري الشمالي المكلف التفاوض مع الولايات المتحدة كوون جونج غون في البيان: “من المنافي للعقل الاستماع للكلام الفارغ لسلطات كوريا الجنوبية غير المؤهلة لأي نقاش أو لحشر أنفها في المسائل” التي تجمع بين بيونج يانج وواشنطن.
وندد بمحاولة سيؤول “التدخل” في تلك المفاوضات في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.
وتابع القول:”من الأفضل التوقف عن هذا الكلام الذي لا معنى له حول نزع السلاح النووي”.
ووجهت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي انتقادات لاذعة للولايات المتحدة قبيل الذكرى السنوية الثانية للقمة التاريخية التي جمعت بين ترامب وكيم أون في سنغافورة.
وتضمن البيان انتقاداً قوياً لواشنطن هو الأشدّ الذي توجهه بيونج يانج لها في الأشهر الأخيرة، ويثير الشكوك حول مستقبل المفاوضات النووية المتعثرة.
قطع العلاقات
وتمر العلاقات بين الكوريتين في مأزق منذ انهيار القمة الثانية بين ترامب وكيم في هانوي في فبراير/شباط 2019 بعد الخلاف بشأن التنازلات التي تعتزم الولايات المتحدة تقديمها لبيونج يانج مقابل اتخاذها لإجراءات نزع للسلاح النووي.
الثلاثاء الماضي، قالت كوريا الشمالية إنها ستقطع الخطوط الساخنة للتواصل مع كوريا الجنوبية في خطوة أولى تمهيدا لقطع جميع سبل الاتصال مع سيؤول.
وتندد كوريا الشمالية بجارتها الجنوبية، منذ أيام مهددة بإغلاق مكتب اتصال بين البلدين ووقف مشروعات أخرى إذا لم تمنع الأخيرة منشقين من إرسال منشورات ومواد أخرى إلى كوريا الشمالية.
وطالبت بيونج يانج، سيؤول بمنع المنشقين من إرسال منشورات إلى المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين وأنذرت باحتمال إلغاء اتفاق عسكري ثنائي أبرم قبل عامين إذا استمر ذلك.
ومؤخرا، ووجهت شقيقة زعيم كوريا الشمالية، كيم يو جونج، التي تتولى بشكل غير رسمي إدارة طاقم موظفي مكتب شقيقها كيم جونج أون، تحذيرها في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
وكانت تشير إلى آلاف “المنشورات المعادية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية” أرُسلت في الآونة الأخيرة عبر الحدود في المنطقة منزوعة السلاح شديدة التحصين وتحمل عنوان “منشقون عن الشمال”.
نصحية الصين
وفي إطار هذه الأجواء المتوترة بين الجارتين والدور الأمريكي في ذلك، دعت الصين، الجمعة، أمريكا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة مخاوف كوريا الشمالية وسط تصاعد التوتر بين بيونج يانج وواشنطن.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ للصحفيين، في إفادة يومية، إن أحد أسباب تدهور العلاقات الثنائية منذ قمة في سنغافورة عام 2018 هو أن المخاوف المشروعة لكوريا الشمالية لم يتم حلها.
وعلى الصعيد ذاته، عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن “خيبة أملها”، و”دعت كوريا الشمالية إلى العودة إلى طريق الدبلوماسية والتعاون”.
ووصلت العلاقات بين الكوريتين إلى طريق مسدود رغم عقد ثلاثة لقاءات قمة عام 2018 بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إين.