مشاكسات
سليم يونس
“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة”؟
سطوة..الدرهم!
عبر السيسي، عن إدانة مصر حكومة وشعباً لهذا العمل الإرهابي من قبل ميليشيات الحوثى، مؤكداً دعم وتضامن مصر مع دولة الإمارات وشدد على ارتباط أمن واستقرار دولة الإمارات بالأمن القومي المصري، وذلك امتداداً للعلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
مشاكسة.. أكيد أن استهداف المدنيين هو عمل مدان ومجرَّم، من الحوثيين ومن غيرهم، لكن السؤال لماذا فقط سلوك الحوثيين هو المجرم فقط؟ وهل قصف الحوثيين لمواقع في الإمارات هو الفعل العدواني الأساس؟ أم أنه رد فعل على ما تقوم به الإمارات والسعودية في اليمن؟ ثم لماذا يصمت السيسي وغيره عن الحرب التي تشن على جزء من الشعب اليمني منذ عدة سنوات؟ ألا يرى السيسي وغيره عملية التدمير الممنهج التي تنفذها الآلة العسكرية الإماراتية والسعودية في اليمن؟ ألا يشاهد وقائع الدمار للمدارس والمستشفيات والأحياء المدنية والمراكز المدنية الحيوية من قبل سلاح الجو الإماراتي والسعودي؟
ألا يقرأ تقارير المنظمات الدولية عن عشرات آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين من أهل اليمن جراء هدايا طائراتهم؟ ثم هل استهداف الحوثيين للإمارات التي تبعد آلاف الكيلومترات عن مصر،هو فقط الذي يهدد أمنها؟ ولماذا لا يعتبر ما تتعرض له سوريا من عدوان تهديدا لأمن القاهرة؟ ثم لماذا لم يهدد العدوان الصهيوني المستمر على الضفة بقدسها وأقصاها وحروب الإبادة على غزة المحاددة لمصر أمن القاهرة؟ أم أن الأمر يتعلق بالدرهم وإرادة أمريكا؟
مفارقة..الموقفين
وقعت نحو 10 منظمات ومعابد دينية يهودية وأفراد من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية، على بيان يدعو إلى مقاطعة مهرجان سيدني في استراليا، لتبرع السفارة الإسرائيلية للمهرجان بمبلغ 20 ألف دولار”.تعبيرا عن رفضهم لاستمرار سياسات الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. كما قال عمر العلماء وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، إن إسرائيل “شريك مذهل” ووصف الكيان الصهيوني بأنه “مثال رائع لدولة ناشئة” و”بلد يقوم شعبه بإنتاج مخرجات مذهلة”
مشاكسة.. هل كان لنسبة عالية من القراء أن تصدق، لو لم يحدد الخبر سالف الذكر عمن صدرت هذه المواقف؟ وهل وصل الأمر بمسؤول عربي أن يبلغ هذا المستوى من التردي عبر تزوير الحقائق وانعدام النزاهة في بعدها الفكري والأخلاقي لهذا التوصيف لكيان يتهمه بعض مسؤوليه بأنه عصري؟ ثم ألا يكشف موقف الوزير الإماراتي تجاهلا فظا لطبيعة الكيان الصهيوني الفاشي والعنصري؟ ومن ثم أي الموقفين أكثر صدقية وإنسانية وعدالة من هذا الكيان العنصري؟ موقعي بيان المقاطعة من يهود الولايات المتحدة؟ أم الوزير المحسوب اسما على العرب؟ ثم ألا يمكن عند المقارنة بين الموقفين اليهودي والإماراتي، كم هي مفارقة مخجلة وهي..إدانة صارخة لهذه المواقف التي تحكم سلوك وسياسات بعض العرب تجاه الاحتلال الصهيوني لفلسطين،(القدس والأقصى على الأقل)؟ ومن ثم ألا يمكن اعتبار هذه المواقف إدانة سياسية وفكرية وأخلاقية لمثل هذا الوزير؟ وأن هؤلاء اليهود هم أقرب للعرب من أولئك الذين لم يغيروا جلودهم فقط، وإنما وعيهم كذلك؟ ثم ألا يعتبر نوعا من التجديف الفكري والسياسي والإنساني، وصف الكيان الصهيوني العنصري بـ”الشريك المذهل” ومثال رائع؟ وضمن أي مستوى من النزاهة يمكن وصف
كيان قائم على الاحتلال والعنصرية والجرائم أنه مثال رائع؟