“الآن اكتشفنا أهميتهم”.. إيطاليا تمنح أكثر من نصف مليون مهاجر غير شرعي حق الإقامة
أعلنت إيطاليا أنها ستمنح أكثر من نصف مليون مهاجر غير شرعي تصاريح البقاء والعمل بموجب خطة جديدة طرحتها الحكومة، التي تقول إنَّ هؤلاء المهاجرين تبينت أهميتهم في مجالي رعاية كبار السن وحصد المحاصيل في الأسابيع الأخيرة.
المهاجرون غير المسجلين قدموا حهوداً كبيرة في الحقول في أنحاء الدولة خلال شهرَي الإغلاق المفروض بسبب فيروس كورونا المستجد، حسب ما أورد تقرير نشره موقع The Times الخميس 7 مايو/أيار 2020، مما ساعد في تأمين إمدادات الغذاء للإيطاليين العالقين في بيوتهم، بينما هم يخاطرون بالتعرض للاعتقال. وقال جوزيبي بروفينزانو، وزير جنوب إيطاليا: “الطعام على طاولاتنا يأتي من تلك الحقول. والآن علينا أن نمنح من يعملون فيها الحقوق التي سُلِبوها”.
وزيرة الزراعة تيريزا بيلانوفا كانت هي من اقترحت الخطة، التي تمنح المهاجرين التصاريح المرغوبة لمدة تسري لستة أشهر قابلة للتجديد. وقالت الوزيرة إنَّ 600 ألف مهاجر يعملون في الحقول والرعاية المنزلية. ويمكن إدراج هذا الإجراء الآن في مرسوم حكومي مؤقت، وبالتالي سيدخل حيز النفاذ على الفور، لكن يُشترَط تصويت البرلمان عليه بعد 60 يوماً.
الوزيرة تيريزا تقول إنَّ إجبار المهاجرين على الاختباء من السلطات يمثل مشكلة أخلاقية وكذلك طبية؛ نظراً لأنَّ التجمعات المصابة بفيروس كورونا المستجد لا تخضع للفحص. وأشارت إلى بلدة مبنية من أكواخ القش مخصصة لقاطفي الثمار بالقرب من مدينة فودجا جنوبي إيطاليا، التي يقيم فيها 3000 شخص. وأضافت: “لا يُمارس التباعد الاجتماعي ولا توجد أقنعة ولا مُعقِمَات”.
الفاتيكان يشيد بالفكرة: البابا فرانسيس أعرب، الأربعاء 6 مايو/أيار، عن تأييده للإجراء الجديد، وأدان “الاستغلال القاسي” للمزارعين العمال في إيطاليا. وأضاف: “لعل الأزمة تمنحنا الفرصة لنضع كرامة الإنسان والعمل في بؤرة اهتماماتنا”.
مصدر حكومي آخر أقرّ بأنَّ تقنين عمال المزارع له جانب عملي للدولة أيضاً؛ إذ إنَّ جامعي الثمار الرومانيين الذين يسافرون عادةً إلى إيطاليا كل عام محاصرون حالياً في بلدهم؛ بسبب حظر السفر المرتبط بفيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي تنضج فيه محاصيل الربيع في حقول إيطاليا.
وأضاف المصدر الحكومي الذي لم تذكر الصحيفة اسمه: “إيطاليا تحتاج إلى الهنود والباكستانيين والأفارقة. وهم موجودون هنا الآن لسد هذه الفجوة، وتقنين عملهم يساعد في ذلك”.
سيُقنِّن هذا الإجراء أيضاً إقامة 100 ألف مهاجر غير شرعي يعملون في الرعاية المنزلية. وقد فقد كثير منهم وظائفهم خلال حالة الإغلاق التي فرضتها إيطاليا وبالتالي فقدوا تصاريح الإقامة، المرتبط إصدارها بالعمل.
ماركو أوميزولو، عالم اجتماع في معهد Eurispes الإيطالي للدراسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الذي يعمل مع قاطفي الثمار السيخ في جنوب روما قال: “وفروا تصاريح للمهاجرين غير الشرعيين حتى لا يكونوا غير مرئيين بعد الآن، وبالتالي يصعُب على مافيا الزراعة استغلالهم في الحقول مقابل دفع أجور زهيدة”.
صوت معارض للمهاجرين: من جانبه، احتج ماتيو سالفيني، رئيس وزراء إيطاليا السابق الذي انضم للمعارضة بعد خروجه من الحكومة العام الماضي، على فكرة التصاريح، زاعماً أنَّ الحكومة مهتمة بحقوق المهاجرين أكثر من الإيطاليين العاطلين عن العمل. وقال: “هذا جنون، سنحاول إيقافه بأية وسيلة، داخل البرلمان وخارجه”.
مع ذلك، فشل خطاب سالفيني المناهض للمهاجرين في الحصول على تأييد خلال أزمة “كوفيد-19”. وعلَّق أوميزولو: “أعتقد أنَّ المزيد من الإيطاليين باتوا ينظرون إلى المهاجرين على أنهم مورد أكثر من كونهم خطراً، بفضل هذه الأزمة”.