”الإغلاق“.. رواية مرعبة للكاتب الاسكتلندي بيتر ماي تتوقع أزمة وباء قاتل منذ 15 عاما

من كان يتوقع أن نرى شوارع كبرى مدن العالم فارغة تصفر بها الرياح، من كان يظن أن أكثر توقعاتنا جموحا قد تصبح واقعنا اليومي.. من كان يظن أن رواية رفضت منذ 15 عاما لعدم واقعيتها، يأتي يوم لتكون أصدق توصيف لما نعايشه.

لقد قلب الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19، حياتنا رأسا على عقب بطريقة لم يتوقعها أحد، أو ربما توقعها أحدهم؛ ففي 21 آذار/مارس الماضي وعلى موقع تويتر، توجه أحد القراء للكاتب الاسكتلندي، بيتر ماي، وطلب منه أن يكتب رواية عن جريمة تقع أحداثها أثناء هذا الوباء الذي عصف بالبشرية.

وأتت المفاجأة حين أجاب الكاتب بأن الرواية موجودة بالفعل، وهي على وشك الإطلاق في وقت قريب جدا، فما هي هذه الرواية وما هي قصتها؟

ونشرت صحيفة الإندبندنت مقالا تحدثت به عن هذه الرواية الديستوبية التي تروي قصة جائحة قاتلة تنشر الخراب في جميع أنحاء العالم، ورفضت الرواية قبل 15 عاما، ليتم نشرها حديثا، بعد أن أثبت الواقع مرة أخرى أنه أغرب عن الخيال.

وكتب الكاتب الاسكتلندي بيتر ماي، وهو صحفي سابق وكاتب سيناريو في هيئة الإذاعة البريطانية، روايته ”الإغلاق“ عام 2005، متخيلا لندن كمركز لتفشي مرض عالمي، لكن الناشرين رفضوا مخطوط الرواية، لأنهم اعتبروا موضوعه ”مبالغ فيه وغير واقعي أو منطقي“.

وقال الكاتب في تصريح لشبكة سي إن إن: ”في الوقت الذي كتبت فيه الرواية، كان العلماء يتوقعون أن تكون إنفلونزا الطيور هي الوباء العالمي القادم، وكان ذلك شيئا مخيفًا جدًا واحتمالًا واردًا. أجريت كثيرًا من البحث وخرجت بفكرة الكتاب؛ ومفادها: ماذا لو بدأ هذا الوباء في لندن؟ ماذا يمكن أن يحدث إن أُغلقت مدينة مثل لندن؟“.

وتتمحور الرواية حول أحد محققي الشرطة الذين يحققون في مقتل طفل بعد اكتشاف عظامه في موقع مستشفى مؤقت، وهي فكرة توقعتها إذ تم افتتاح مستشفى مؤقت في العاصمة البريطانية هذا الأسبوع.

وقال ماي: ”ظن المحررون البريطانيون في ذلك الوقت، أن تصوري عن لندن المحاصرة من قبل العدو غير المرئي (إنفلونزا الطيور) كان غير واقعي ولا يمكن أن يحدث أبدا، على الرغم من حقيقة أن جميع أبحاثي أظهرت صحتها، في الواقع ذلك يمكن أن يحدث“، وفقا لما نقله موقع آي نيوز.

وبعد رفض روايته البوليسية، تخلى ماي عن المشروع ونسي كل شيء عنه في نهاية المطاف، إلى أن تواصل معه أحد المعجبين على موقع تويتر ليقترح عليه كتابة شيء ما عن فيروس كورونا، لينعش هذا السؤال ذاكرته ويدفعه لإخراج مخطوطة الرواية من بين ملفاته القديمة.

وقال ماي: ”أخبرت ناشري بذلك وحين علم بالأمر سقط عن كرسيه من الدهشة. قرأ الكتاب كله بين عشية وضحاها وفي صباح اليوم التالي؛ قال لي: هذا رائع. يجب أن ننشرها الآن“.

وأضاف: ”أنا مرتاع للغاية من مدى تشابه الأزمة الحالية مع الرواية. عندما أعدت قراءتها حديثا ولأول مرة منذ أن ألفتها، صُدِمت بمدى دقتها المخيفة. التفاصيل اليومية للحياة، كيفية عمل الإغلاق، ومنع الأشخاص من مغادرة منازلهم. كل شيء متطابق بشكل مخيف“.

وتكفلت دار نشر كويركوس بوكس، بنشر الرواية وهي متاحة من خلال موقع أمازون، وستكون متاحة ككتاب ورقي وكتاب مسموع أواخر نيسان/أبريل الجاري.

 ومع ذلك، فإن ادعاء ماي بأنه أول شخص كتب عن الأزمة الحالية، يواجه تحديًا من قبل مؤلف آخر يدعى إيه إم سميث، الذي نشر ذاتيا كتابه ”مولر“ ويتحدث فيه عن تعرض الجنس البشري لهجوم من فيروس قاتل يقتل الملايين يوميا وأصبح متوفرا على موقع أمازون، الأسبوع الماضي.

وحاليًا، تتصدر المشهد رواية أخرى، حول وباء مروع ينهي العالم، تدعى المحطة الحادية عشرة، للكاتبة إيميلي ماندل، ويبقى العمل الروائي الأكثر شهرة، الذي يتخيل سيناريو مماثل لما يحدث، هو كتاب ستيفن كينغ ”ذا ستاند“ الذي نُشِر عام 1978.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى