الاستثمار والفيروس والتجارة.. أولويات قمة “التهدئة” بين أوروبا والصين
الاستثمار ومعلومات الفيروس والتوازن التجاري على رأس المشكلات التي يسعى كل من الاتحاد الأوروبي والصين للوصول إلى نقطة التقاء بين الجانبين، في أول محادثات غير مباشرة بينهما بعد انقطاع دام نحو 9 أشهر.
ويسعى الاتحاد الأوروبي والصين لتهدئة التوترات اليوم الإثنين خلال اجتماع قمة عبر الفيديو في أول محادثات رسمية بين الجانبين منذ تدهور العلاقات بسبب اتهامات أوروبية للصين بنشر معلومات مضللة عن فيروس كورونا المستجد.
وستعقد أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية وشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي مؤتمرات عبر الفيديو مع رئيس الوزراء لي كه تشيانغ والرئيس شي جين بينغ.
ويدور المؤتمر الذي يعقد عبر الفيديو حول الطريقة التي يمكن من خلالها تحفيز التعاون الاقتصادي مجددا في ظل الانكماش الحاصل في أعقاب أزمة كورونا- وكذلك أيضا في ظل التوتر الحاصل بين واشنطن وبكين.
وقال مسؤول كبير يساعد في التحضير للقمة ” إننا مستعدون للعمل مع الصين. ولكننا نتوقع أيضا أن تضطلع الصين بمسؤولياتها كأحد أكبر الاقتصادات في العام.
“الجائحة سلطت الضوء على بعض مخاوف” الاتحاد الأوروبي.
ومن غير المتوقع صدور بيان مشترك بعد القمة التي من المقرر أن تبدأ في الساعة 0800 بتوقيت جرينتش.
ويقول مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن الصين سعت لطمأنة دول الاتحاد التي تنتقد أسلوب معالجتها لفيروس كورونا المستجد واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر تقارير كاذبة عن الإهمال الأوروبي لمرضي كوفيد-19. وتنفي بكين ارتكاب مخالفات.
وحتى قبل الجائحة كانت توجد خلافات بين الجانبين من بينها خلافات تتعلق بهونج كونج واتفاقية استثمار يجري التفاوض عليها.
وكشفت دراسة حديثة أن المستثمرين الصينيين يشترون، أكثر من مستثمرين آخرين، الشركات الكبيرة المثقلة بالديون في الخارج.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها معهد «إيفو» الألماني للأبحاث الاقتصادية، في منتصف العام الماضي، أنه من بين أكثر من 70 ألف صفقة استحواذ جرت منذ العام 2002 في 92 دولة استحوذ المستثمرون الصينيون على 1900 شركة، من بينها 171 شركة ألمانية، أي بنسبة 10 شركات سنويا.
وبحسب بيانات الدراسة، فإن الشركات التي اشتراها مستثمرون صينيون يزيد حجمها في المتوسط سبع مرات مقارنة بالشركات التي اشتراها مستثمرون من دول أخرى.
ويواجه الاتحاد الأوروبي أيضا ضغوطا أمريكية لاتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه الصين. ويشعر الاتحاد الأوروبي بأنه عالق بين الجانبين الذي يحتاج كليهما ويحجم عن إغضاب أي منهما.
وأبدت حكومات الاتحاد الأوروبي “قلقا بالغا” بشان قانون الأمن الصيني الخاص بهونج كونج.
ورد البرلمان الصيني بشكل غاضب يوم السبت على قرار للبرلمان الأوروبي يحتج على قانون الأمن.
وتحرص بروكسل على ضمان التعاون مع بكين بشأن سياسة المناخ ولكن الاتحاد الأوروبي يتهم الصين بالتقاعس عن فتح اقتصادها على الرغم من التوصل لاتفاق في 2019 لفعل ذلك.
وأجلت ألمانيا اجتماع قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي مع شي في سبتمبر/ أيلول الماضي، متعللة بفيروس كورونا رغم قول دبلوماسيين إن ذلك يرجع إلى حد ما إلى مأزق في المفاوضات الخاصة بالاستثمار.