البرازيل وأمريكا.. ترحيل المهاجرين يفجر أزمة دبلوماسية
بإعطاء دونالد ترامب الضوء الأخضر لعملية ترحيل المهاجرين، اشتعلت أزمة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول، والتي كان آخرها كولومبيا، قبل أن تلتحق البرازيل بالقائمة.
فبعد أن أعربت عن غضبها إزاء وصول مهاجرين مكبلين بالأصفاد، استدعت الحكومة البرازيلية، القائم بأعمال السفارة الأمريكية غابريال اسكوبار، لدى برازيليا لتقديم شرح عن المعاملة “المهينة” التي تلقاها مهاجرون برازيليون خلال عملية ترحيلهم من الولايات المتحدة إلى بلادهم الأسبوع الماضي، وفق ما أفاد مصدر رسمي وكالة فرانس برس.
يأتي هذا الخلاف في الوقت الذي تستعد فيه دول أمريكا اللاتينية للتعامل مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة ببرنامج عمل متشدد ضد الهجرة.
وانتقدت الحكومة البرازيلية السبت “التجاهل الصارخ” لحقوق عشرات المهاجرين المطرودين من الولايات المتحدة، حيث زعم بعضهم أنهم حُرموا من الماء والذهاب إلى دورات المياه خلال رحلة العودة.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون البرازيلي بعض المهاجرين وهم ينزلون من الطائرة المدنية وأيديهم وأرجلهم مقيدة بالأصفاد.
وأفاد مصدر حكومي وكالة فرانس برس أن عملية الترحيل لم تكن مرتبطة بالأوامر التي أصدرها ترامب لدى توليه منصبه الاثنين الماضي، بل نتيجة اتفاق ثنائي أبرم عام 2017.
وأعلنت الوزيرة البرازيلية المعنية بحقوق الإنسان ماكاييه إيفاريستو أن الطائرة كانت تنقل أيضًا «أطفالًا يعانون التوحّد أو إعاقة قاسوا أوضاعًا صعبة جدًا».
وقالت وزارة العدل البرازيلية، في بيان، إنها أمرت السلطات الأمريكية «بإزالة الأصفاد على الفور» حين هبطت الطائرة التي تقل المرحّلين في مدينة ماناوس، مندّدة بـ«ازدراء صارخ بالحقوق الأساسية» لمواطنيها.
وأشارت السلطات البرازيلية في مذكرتها الرسمية إلى أن «كرامة الإنسان» هي «إحدى ركائز دولة القانون الديمقراطية» وهي «قيم غير قابلة للتفاوض».
أكبر برنامج ترحيل
وتعهّد دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بإطلاق «أكبر برنامج ترحيل في التاريخ الأمريكي».
وتفاخر البيت الأبيض هذا الأسبوع بتوقيف مئات «المهاجرين غير النظاميين المجرمين»، مشيرًا إلى ترحيلهم بطائرات عسكرية وليس مدنية، خلافًا لما كان يحصل سابقًا.
والجمعة، وصل 265 مهاجرًا مطرودًا من الولايات المتحدة إلى غواتيمالا في ثلاث طائرات، بحسب السلطات المحلية.
وتشير تقديرات وزارة الأمن الداخلي الأميركية إلى وجود نحو 11 مليون مهاجر غير مسجل في الولايات المتحدة.