البرهان يعتقل معارضين مصريين في السودان مجاملة للسيسي الذي أرسل ضباطاً لتعذيبهم
فجر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني مفاجأة من العيار الثقيل، السبت، بكشفه في تقرير له عن اعتقال المجلس العسكري في السودان متمثل في عبدالفتاح البرهان وحميدتي لمعارضيين مصريين هناك مجاملة لنظام عبدالفتاح السيسي في مصر.
وفي التفاصيل بحسب الموقع البريطاني اعتقلت السلطات السودانية وعذَّبت ما لا يقل عن 9 مواطنين مصريين معارضين للسيسي”.
واعتبر التقرير ذلك مؤشراً كبيراً على دفء العلاقات بين حكومتين يدعمهما جيش كل منهما.
محامٍ سوداني على دراية وثيقة بالاعتقالات، قال في تصريح للموقع البريطاني بحسب ترجمة موقع “عربي بوست” إن 9 مصريين مهددَّون بالترحيل، موضحاً -شريطة عدم الكشف عن هويته- أن المعتقلين “حُرِموا من التمثيل القانوني، والزيارات العائلية، والحصول على الإمدادات الطبية والطعام من عائلاتهم تحت ذريعة منع نشر فيروس كورونا المستجد”.
في السياق ذاته، قال مصدر سوداني آخر -لم يذكر الموقع اسمه- إن العدد الفعلي للمصريين المعتقلين يقترب من 40 شخصاً، وذكر مصدر ثانٍ لديه اتصالات وثيقة مع عائلات الضحايا، أن “ضباط أمن مصريين شاركوا في استجواب بعض المعارضين”.
من جانبه، قال هيثم غنيم، المدافع عن حقوق الإنسان المصري، إن عائلات المحتجزين المصريين لم يُعلِنوا عن الاعتقالات خوفاً من التعرّض للانتقام من الحكومة.
وأضاف غنيم أنه “من غير المفهوم كيف يمكن لحكومة جاءت عقب ثورة داعية للديمقراطية أن تُرحِّل معارضين مؤيدين للثورة المصرية إلى حكومة استبدادية”.
كذلك أشار غنيم إلى أن ما لا يقل عن 3 معارضين مصريين اعتقلوا ورُحِّلوا إلى مصر خلال حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، بعدما بدأ السيسي في تحسين العلاقات مع الخرطوم،
بينما لم تُوثَّق سوى حالة ترحيل واحدة تحت حكم القيادة السودانية الجديدة، التي وصلت للسلطة في 2019، بحسب “ميدل إيست آي”
الموقع البريطاني لفت أيضاً إلى أنه يتضح على الفور ما إذا كانت الاعتقالات تُشكِّل جزءاً من صفقة بين السلطات المصرية والسودانية لاحتجاز وترحيل مواطنين مصريين مطلوبين من القاهرة.
محام سوداني قال أيضا إن بعض المحتجزين اختفوا قسرياً لمدة 15 يوماً، وظهر على أجساد بعضهم آثار تعذيب حين مثلوا أمام الادعاء العام.
من بين هؤلاء معتقل مصري يُدعى أحمد حنفي عبدالحكيم محمود، ظهرت “آثار زرقاء في جميع أنحاء جسده” عندما حضر إلى مكتب المدعي العام، على ما يبدو نتيجة التعذيب، وقد أُلقي القبض عليه في 8 فبراير 2020، لكن لم تُوجَّه إليه أية اتهامات.
كان محمود، وهو سجين سياسي مصري سابق احتُجِز في مصر 6 أشهر بتهمة الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وقد أُفرِج عنه بعد دفع الكفالة، كما أن 4 من أشقاء محمود (وهم عبدالحكيم ومحمد ووليد وعبدالله) مفقودون أيضاً منذ اعتقالهم في مصر في 27 يناير/كانون الثاني 2019، بحسب المحامي السوداني الذي تحدث للموقع البريطاني.
توقع المحامي أيضاً أن “يُرحَّل هؤلاء المعتقلون في أي وقت”، خاصة في ظل التقارب الأخير بين حكومة السيسي والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان.
يُذكَّر أن نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم، محمد حمدان دقلو -المُلقَّب بحميدتي- معروف أيضاً بعلاقاته المقربة من السيسي، وزار القاهرة في 14 مارس، لكن من غير الواضح ما إذا كانت الزيارات المتبادلة تشمل اتفاقيات تتعلق بترحيل المعارضين المصريين من الخرطوم.