سكان ووهان يكذِّبون الحكومة! قالت إنها أنهت الحظر، لكن نقاط التفتيش ما زالت منتشرة في المدينة

لا يزال سكان مدينة ووهان الصينية، التي انتشر منها فيروس كورونا للعالم، وتضم 11 مليون نسمة، ومات فيها 2500 شخص بسبب الجائحة، يشعرون بالتضييق وبعض مظاهر الإغلاق، رغم إعلان السلطات بدء السماح للمواطنين بممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

يأتي إنهاء حالة الإغلاق بووهان في إطار جهود أوسع يضطلع بها المسؤولون الصينيون لطمأنة الجمهور بأن الحياة يمكن أن تعود إلى الوضع المعتاد، وأن السلطات هزمت الفيروس، وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية

الإغلاق لم ينته: الحديث عن عدم انتهاء الإغلاق بشكل كامل، يؤكده تشانغ، الذي يبلغ من العمر 50 عاماً ويعيش في منطقة ووتشانغ حيث أخضع نفسه للحجر الصحي داخل المنزل، قائلاً: “لم نشعر بتغيير كبير. بالنسبة للأشخاص العاديين، الإغلاق لم ينته”.

في حين قال هو-فونغ هونغ، المحاضر في الاقتصاد السياسي بجامعة جونز هوبكنز: “إعادة الفتح البارزة لمدينة ووهان يُقصد منها إرسال رسالة بأن الصين تعود إلى الأعمال التجارية وبأن العمل يمكن استئنافه. لا يستطيع الأشخاص أن ينسوا بسهولةٍ الخطوات الخاطئة الأولى التي اتخذتها الحكومة وتسببت في الأزمة، لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين فقدوا ذويهم أو أُضعفت صحتهم بشدة”.

إغلاق المتاجر: رغم الحديث عن إنهاء الإغلاق، فإن التقرير يقول إن كثيراً من المتاجر في المدينة ظلت مغلقةً، في حين أُعيد فتح المطاعم مرة أخرى ولكن لتوصيل الطلبات فقط. ولا تزال المدارس ودور السينما وأماكن التسلية الأخرى مغلقة. في حين تظل أحياء كثيرة مغلقة، ولا يُسمح إلا لمن حصلوا على إذن من أصحاب العمل، بأن يغادروا بشكل منتظم ليعودوا إلى العمل. وبرغم أن الأشخاص لديهم حرية في التحرك، توجد نقاط تفتيش ثابتة، حيث يجب على السكان عرض “كودهم الصحي” وقياس درجة حرارتهم. ويقول تشانغ إنه مر على أربع نقاط تفتيش كي يذهب إلى موقف الحافلات المحلية في منطقته.

إذ إن القيود المستمرة، التي قالت عنها السلطات إنها سوف تُرفع “تدريجياً وبطريقة منظمة”، تعطي إشارة على أن الوباء برغم أن حدَّته قد هدأت، لم ينته بعد.

القلق مستمر: قالت تشو، البالغة من العمر 68 عاماً وتعيش في منطقة هانكو حيث تجرأت على الخروج من منزلها لأول مرة منذ شهرين: “لا نزال قلقين، وسنظل داخل البيوت. ما زال هناك أشخاص تظهر إعادة اختبار حالاتهم إيجابيةً للفيروس”.

بينما قال آخرون إنهم كانوا متحمسين للعودة إلى العمل، لكنهم لا يزالون قلقين من إمكانية حدوث موجة تفشٍّ ثانية. قالت أيريس ياو، التي تعيش في هانكو وتبلغ من العمر 41 عاماً: “العودة إلى المعتاد لا تعني أن الفيروس اختفى”.

الخروج نتيجة الاضطرار: في أحد محال البقالة التي استأنفت العمل مؤخراً، ويقع خارج مستشفى ووهان يوفو بالقرب من سوق المأكولات البحرية في ووهان، حيث اكتُشفت الحالات الأولى، قالت صاحبة محل البقالة إنها لم تكن ستعود إلى العمل إن لم تكن مضطرة إلى ذلك. وأضافت: “إذا لم أخرج، فلن أكسب المال ولن أستطيع أن آكل. لو كنت أستطيع، لبقيت في المنزل”.

في حين قال عديد من الأشخاص إن الأحياء التي يعيشون فيها صارت القيود فيها صارمة مرة أخرى، بعد تخفيفها. واشتبه كثيرون بأن حالات عدوى جديدة ظهرت فيها.

عدم ثقة بالتصريحات: في حين قال آخرون إنهم لم يثقوا بالتصريحات الرسمية. قالت كوكو هان (22 عاماً)، إنها تتذكر أنها كانت مصابة بالفيروس في يناير/كانون الثاني، في حين ظل المجمع السكني الذي تعيش داخله في ووتشانغ يعلِّق ملصق “خالٍ من الفيروس”، حتى عندما كانت مصابة وتمكث في المنزل.

أما تشين (60 عاماً)، القادم من مدينة ييتشانغ، حيث وُضعت قيود صارمة على السفر والتنقل في بداية تفشي الفيروس، فقد عاد إلى ووهان ليستأنف عمله. كان تشين فخوراً بجهود الحكومة لاحتواء الفيروس؛ إذ قال: “تكاتفت الحكومة والبلاد معاً. الحزب يضع الناس أولاً بالفعل”.

تدرس ابنة تشانغ في هونغ كونغ، وهو لا يريدها أن تعود، لأنه لا يعتقد أن الوضع آمن بما يكفي. وقال: “يعتقد بعض الأشخاص أن الكارثة انتهت، ولكن يوجد أشخاص كذلك لا يرونها بهذه الطريقة”.

أضاف: “الخطر هنا ليس بالضرورة أكبر مما هو عليه في المدن الصينية الأخرى، لكنه موجود. الجميع يعلمون ذلك: بدءاً من الأشخاص العاديين ووصولاً إلى الحكومات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى