التحذير قبل الأخير.. للخطاب الرسمي الفلسطيني وأبواق السلطة
تتصاعد وتيرة النقد والاستياء لدى الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني وكذلك في أوساط أبناء حركة فتح المناضلة لبعض المواقف الرسمية الفلسطينية والأصوات المرتبطة بها.
عند الحديث عن الذرائع التي تقدمها حركة حماس للعدوان المستمر على شعبنا وما يرتكبه من مجازر وقتل وتدمير، وربما المقصود كل فصائل المقاومة وكتائبها وسراياها المسلحة المقاتلة، وبالتالي الاتهام الواضح بأن من يقدم الذرائع ما هو إلا شريك بالجرائم التي يرتكبها العدو. وكأن السابع من أكتوبر وصمود وثبات المقاومة على مدار العشرة أشهر ما هو إلا تقديم ذرائع لاستمرار حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وتدمير كل مقومات الحياة.
الموضوع الذي يشعل هذه السلطة قيادة وأبواق هو كيف ينتهي العدوان وكيف تنتهي حركة حماس، وفصائل المقاومة المقاتلة لتبقى هي في مكانتها ووظيفتها وحفظ مصالح القائمين عليها والمتنفذين فيها. ما يحصل منذ عشرة أشهر لم يكن له أن يكون لولا عملية طوفان الأقصى، وغداً ربما يقال لولا عمليات المقاومة المسلحة في الضفة الغربية لما كان يمكن أن تتم الاجتياحات والاقتحامات والاغتيالات والتدمير والهدم والقتل الميداني واستباحة البيوت والأراضي والبساتين.
يبدو أن نداء السلطة وخطاب أركانها وأبواقها للشعب الفلسطيني خلاصته أن أوقفوا المقاومة، ولا تقاتلوا العدو ويكفي مواجهة هذا “المحتل” بالمقاومة السلمية. وهنا السؤال: ما هي الذرائع التي دفعت بريطانيا لإعطاء فلسطين لتكون “وطناً قومياً لليهود”، وما هي الذرائع التي دفعت الغرب الإمبريالي وعلى رأسه بريطانيا وأمريكا لدعم العصابات الصهيونية في اغتصاب فلسطين وطرد معظم سكانها بعد ارتكاب آلاف المجازر وتدمير مئات القرى الفلسطينية، وما هي الذرائع التي قدمها العرب للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وعدوان 1967، وكذلك العدوانات المتتالية 1978، واجتياح لبنان، واحتلال العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982، وهل الوجود العربي ومقاومة الاغتصاب ذريعة، وهل الوجود الفلسطيني وإعلانه الثورة ذريعة، وهل المقاومة للمشروع الصهيوني والهيمنة الإمبريالية ذريعة..؟؟
وَيْحَكُم.. احذروا السقوط هل تريدون الاستسلام والتسليم لهذا العدو ومخططاته، وهل الصمت والاستكانة أمام جبروت العدو وداعميه هو الحكمة.. نعم تبكون دماء الأطفال والنساء والأبرياء.. لكنكم تقولون ما كان لهذه الدماء أن تسيل لولا الذرائع التي يقدمها المقاومون، أليس الفدائيون أبناء هذا الشعب العزيز الصابر المظلوم، وضحايا هذه الجرائم النازية الصهيونية والفاشية العنصرية هم من أبناء وأهالي المقاومين والفدائيين، وأبناء الشعب الفلسطيني الصابر الصامد والمظلوم.
آن لحركة فتح حركة الانطلاقة والرصاصة الأولى وأحرار فلسطين إعلاء الصوت وسحب الغطاء عن كل العازفين على إيقاع جرائم الاحتلال، وعشرات آلاف الضحايا بانتظار اجتثاث الذرائع أو التسليم للعدو سداً للذرائع.
يبقى الوعي الفلسطيني والهوية الفلسطينية والأرض الفلسطينية والكرامة الفلسطينية ثباتاً ومقاومة، هي الأصل والخيار حتى زوال الكيان الصهيوني العنصري ووظيفته الاستعمارية.
أما المصالح العليا للشعب فلن يكون أحرص عليها دعاة الفتنة والشماتة والتصالح مع العدو.
وأما الوحدة الوطنية فلها مقوماتها، وبقدر ما هي ملحة أكثر من أي وقت مضى باتت ضرورة، ومقتضياتها الصراحة والوضوح والشفافية باعتبار المشروع السياسي التفاوضي انتهى، وسقط، والخيار الأمثل في حل التناقض التناحري مع العدو الصهيوني هو خيار الشعب المتمسك في أرضه والتواق للعودة إلى المدن والقرى التي هُجِّر منها وهذا لن يتم إلا بالوحدة والمقاومة والهدف واضح هو تحرير فلسطين، واجتثاث هذا الكيان العنصري الفاشي من أرضنا.
أيها القائمون على المنظمة والسلطة إما أن تلحقوا بركب المقاومين الأحرار، وإما أن تبقوا أسيرين رحمة الاحتلال تقدمون له الخدمات من حيث تدرون ولا تدرون، عندها الحكم للتاريخ والشعب والميدان.
عمر مراد. عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول الدائرة السياسية.