التقيا نجل القذافي ولديهما ارتباط بالكرملين.. اعترافات لروسيين محتجزَين في ليبيا بتهمة التجسس

قالت صحيفة The Washington Post  إن حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة أممياً تعتقد أن الروسيين اللذين أُلقي القبض عليهما في وقت سابق من هذا العام بتهمة التجسس كانا يعملان في مجموعة فاغنر الروسية، وهو ما يشير إلى أن المجموعة الأمنية المرتبطة بالكرملين اضطلعت في الصراع الذي تشهده البلاد بدور أكبر مما كان معروفاً من قبل.

وقال فتحي باشاغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس الليبية مقراً لها، إن الروسيين أُلقي القبض عليهما للاشتباه في محاولتهما التأثير على الانتخابات البلدية التي كان مخططاً عقدها وجمع المعلومات حول العمليات العسكرية التي تنفذها حكومته ضد القوى المناوئة لها، التي تتمركز في شرق ليبيا وتحظى بدعم روسي.

وأوضح باشاغا، خلال مقابلة أجراها إبان زيارة له إلى واشنطن، أن الرجلين قدما «اعترافات» وظلّا محتجزين بينما كان النائب العام في حكومة الوفاق الوطني يجري تحقيقات حول أنشطة كليهما.

وتزامنت العملية الاستخباراتية المزعومة مع تزايد القلق حول تورط روسيا في معركة من أجل السيطرة على طرابلس وفي الانقسام الأكبر الذي تشهده البلاد، وهو الصراع الذي أضعف الصناعة النفطية ومنح موطئ قدمٍ للجماعات المسلحة.

يبدو أن الدور الذي تضطلع به موسكو يلفت انتباه إدارة ترامب، التي لم تضع ليبيا ضمن أولويات السياسة الخارجية خاصتها بالرغم من حالة انعدام الاستقرار التي تشل البلاد منذ ثماني سنوات بعد الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي.

يقاتلون إلى جانب حفتر

ويقول المسؤولون الأمريكيون والليبيون إن المئات من المرتزقة الروس يقاتلون الآن في ليبيا بجوار القوات التابعة للواء المتقاعد المتمرد خليفة حفتر، وهو ما يحتمل أنه يمنح خصوم حكومة الوفاق الوطني، المتمركزين في شرق ليبيا، قدرةً على كسر حالة الجمود المطولة التي حلَّت بهجوم حفتر من أجل السيطرة على العاصمة الليبية.

وقال مسؤول غربي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة موضوعات دبلوماسية، إن الحكومة الروسية كانت تمارس «ضغوطاً كبيرة» على قيادة حكومة الوفاق الوطني للإفراج عن الرجلين، اللذين قال عنهما المسؤول الغربي إنهما كانا «جزءاً من جهود أوسع» تبذلها موسكو لفرض نفوذها في ليبيا.

روسيا تقوم بأعمال عسكرية قابلة للإنكار

وقال المسؤول: «من الأسلم أن نقول إن ما تفعله روسيا في ليبيا يعد جزءاً من نهج الحرب الهجينة الذي انتهجته في أوكرانيا ومناطق أخرى، بأن توظف وسائل متنوعة، على أن يكون كثير منها قابلاً لإنكاره، من أجل تحقيق مصالحها. وكثير من هذه الأمور يديرها فرع بريغوزين هناك ومجموعة فاغنر»، وذلك في إشارة إلى يفغيني بريغوزين، رجل الأعمال المرتبط بالكرملين الذي يقول عنه المسؤولون الأمريكيون إنه يدير مجموعة فاغنر، فضلاً عن اتهامه بارتكاب جرائم التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.

أنكر الكرملين علمه بالمرتزقة الروس في ليبيا، فيما أنكر متحدث باسم بريغوزين وجود أي علاقة بين رجل الأعمال وبين مجموعة فاغنر.

وقد أفادت وكالة Bloomberg الأمريكية في وقت سابق بأن الروسيين المحتجزين قابلا سيف الإسلام القذافي مرتين قبل إلقاء القبض عليهما. وتجدر الإشارة إلى أن نجل القذافي يعد ضمن قائمة المطلوبين للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، غير أن الاعتقاد السائد يشير إلى أنه يسعى لتأمين عودته السياسية.

ذكر باشاغا الاتصالات التي حدثت بين الروسيين وبين القذافي الابن، وقال إن هدف روسيا طالما كان «إعادة النظام السابق إلى سدة الحكم».

وفي إحاطة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الإثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني، قال غسان سلامة، المبعوث الأممي لدى ليبيا، إن «التورط المتزايد للمرتزقة والمقاتلين القادمين من شركات عسكرية أجنبية خاصة» تسبب في اشتداد حدة القتال في ليبيا.

فضلاً عن أن تقريراً صادراً عن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، يُتوقع له أن يوثق هذه الانتهاكات المزعومة التي ارتكبتها دول عديدة في حق الحظر المفروض على الأسلحة، بما فيها الإمارات والأردن من أجل دعم حفتر، وأيضاً الدول التي تدعم الحكومة المدعومة دولياً كتركيا.

باشاغا الوزير في حكومة الوفاق الوطني قال إن حكومته حصلت على أسلحة من تركيا أو من شركات تركية في الأشهر التالية لبدء حفتر هجومه على طرابلس. وأضاف: «لدينا حق في أن ندافع عن عائلاتنا».

وكان وزير الداخلية كشف عن هذا في أعقاب عقد محادثات مع مسؤولين من البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون)، وكان معه محمد طاهر سيالة، وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني. وقد طلبت حكومة الوفاق الوطني خلالها مشاركة أكبر من الولايات المتحدة في ليبيا. إذ قال: «نعتقد أن أمريكا هي الوحيدة القادرة على مساعدة الليبيين على الخروج من هذه الأزمة».

وجاءت زيارتهما وسط انقسامات مشهودة في إدارة ترامب حول اتجاه السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالشأن الليبي. ويقول مسؤولون حاليون وسابقون إن المسؤولين في البيت الأبيض عبروا عن مزيد من الانفتاح تجاه حفتر في الأشهر الأخيرة، فيما ظلت وزارة الخارجية أقرب اتساقاً مع حكومة الوفاق الوطني.

وبدا في أبريل/نيسان الماضي أن الرئيس الأمريكي ينقلب على سنوات من الدعم المستمر المقدم إلى حكومة الوفاق الوطني، عندما ناقش مع حفتر «رؤيتهما المشتركة» من أجل ليبيا في مكالمة هاتفية، بعد مدة قصيرة من شن اللواء المتقاعد هجومه على العاصمة الليبية.

وكان بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بعد لقاءات الأسبوع الماضي، قد دعا القوات الموالية لحفتر إلى إنهاء الهجوم على طرابلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى