التهشيم الاستراتيجي للكيان الصهيوني
محمد حسين
يعيش الكيان الصهيونى في أسوء مراحله منذ قيامه عام ١٩٤٨ بعد العملية المزلزلة التي أصابته( طوفان الأقصى )
التي وجهت ضربة قوية لهذا الكيان على كافة المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية والاجتماعية وحققت نقلة نوعية بالصراع معه.
لقد حققت عملية طوفان الأقصى تهشيم استراتيجي لكافة منظوماته لن يستيطع الحد من تداعياتها التي تهدد مستقبله إلا بتحقق إنجاز استراتيجي بهذه المعركة مع قوى المقاومة التي أعتقد إذا ما فشل فيها فإن مستقبل وجود إسرائيل سيكون على مفترق طرق في المستقبل القريب،
إن عملية القتل والتدمير الممنهج لقطاع غزة لن ترمم هذا التهشيم الاستراتيجي وهو يدرك ذلك جيداً،
لقد أسقطت عملية طوفان الأقصى فكرة البقاء لديه من خلال:
أولاً تحطيم أسطورة( جيش الدفاع الإسرائيلي ) الجيش الذي لا يقهر هذه الأسطورة التي أخافت غالبية النظام الرسمي العربي وبعض الفلسطينيين حتى وصلت إلى فكر جزء من النخب العربية وجزء من الشعوب العربية،
ثانياً إن تحطيم هذه الأسطورة تعني فقدان الثقة المتعالية من المجتمع الإسرائيلي الذي كان يعتقد أن لديه جيش قوي يستطيع ليس هزيمة الفلسطينيين فحسب بل هزيمة العرب أيضاً وأنه يستطيع أن يحقق له الأمن المطلق سقوط هذه الأسطورة لدى المجتمع الإسرائيلي تعني عليه التفكير بمغادرة هذه الأرض التي لا توفر له الأمان المطلق كما كان يعتقد.
ثالثاً إن تحطيم الأسطورة تعني فقدان ثقة الحلفاء( أمريكا والغرب) بقدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء خارجي وبالتالي سيصبح هذا الحليف والشريك والقاعدة المتقدمة لهم في المنطقة العربية مثار شك في قدرة على البقاء.
على مستوى المؤسسة الأمنية فأجهزة الأمن الإسرائيلية ( جهاز الموساد .. جهاز الشين بيت. جهاز الشاباك. الخ ) كانت مثار إعجاب المجتمع الإسرائيلي وحلفاء إسرائيل ومثار رعب للعديد من الدول التي كانت تخشى من عملياتها وقدرتها على الوصول لأي من الأهداف التي تريدها، عملية طوفان الأقصى وجهت لها ضربة قاسمة ومرغت أنفها في التراب أمام المجتمع الإسرائيلي وأمام العالم كله، ليخرج الناطق باسم الخارجية الأمريكية ويقول: لا نعرف ماذا حصل وكيف حصل وكيف استطاع الفلسطينيين تجاوز كل المنظمومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية) لقد أصبحت هذه المؤسسة مثار سخرية لكافة المحللين الاستراتجيين في العالم.
حتى مراكز أبحاثهم الأمنية التي كانت تشكل مرجعية للعديد من مراكز الأبحاث العالمية والعربية والفلسطينية أصيبت بالصدع.
إن فكرة البقاء أصبحت على المحك بالمعنى الاستراتيجي لهذا الكيان في المدى المنظور،
في مقابل هذا الانتصار الاستراتيجي الذي حققته المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى ستحاول إسرائيل ومن خلفها أمريكا والغرب عبر عملية التدمير الشامل الذي تقوم به إسرائيل لقطاع غزة وقتل آلاف المدنيين العزل لوضع المقاومة الفلسطينية في زاوية (الندم) لما قامت به وإسقاط فكرة المقاومة التي يؤمن بها الشعب الفلسطيني والعربي لاستراد حقوقه المشروعة.
إن إسرائيل ستقاتل من أجل فكرة البقاء وترميم التحطيم الذي أصابها من خلال إنجاز انتصار نوعي على قوى المقاومة في غزة من خلال عملية برية لا أحد يستطيع الآن رسم سيناريو محدد لها ولتداعياتها على المنطقة بأسرها،
والمقاومة والشعب الفلسطيني سيواجه وسيصمد وسيتمسك بفكرة إمكانية هزيمة الاحتلال الصهيوني عبر المقاومة،
القتال الآن بعد عملية طوفان الأقصى بالمعنى الاستراتيجي يدور حول الفكرة من يسقط فكرة من الاحتلال أم المقاومة؟
إذا خرجت المقاومة الفلسطينية من هذه المعركة سليمة فإن إسرائيل ستدخل بكل تأكيد بالعد التنازلي لوجودها.