“الحياة الباطنة”.. رحلة إلى السلام الداخلي والتصالح مع الذات
من خلال رحلة داخل عالم الانفعالات والأحاسيس تطرح ترجمة كتاب “الحياة الباطنة” للباحث والمعالِج النفسيّ الفرنسيّ كريستوف أندريه، الصادرة عن مشروع “كلمة” للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي عدة تمرينات نفسية هدفها خلق حالة من السلام الداخلي، يتم من خلالها التصالح مع ذاته ومع العالم المحيط.
الكتاب نقلته إلى اللغة العربية المترجمة المصرية الدكتورة جيهان عيسوي، وراجع الترجمة الشاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم في فرنسا كاظم جهاد.
وصدر في فرنسا عام 2018، وحقق مبيعات هائلة، وتمت ترجمته بعد أقلّ من عام من صدوره إلى اللغات الإسبانية والإيطالية والبرتغالية.
وكلّ فصل من الكتاب عبارة عن تمرين عملي يستعرض فيه الكاتب إحدى التجارب أو أحد المشاعر التي يعيشها كل منّا، ثمّ يدعونا إلى ممارسة التمرين المناسب إما لتعزيز تجربة إيجابية أو للتغلب على انفعال سلبي، ففي مقدمة كتابه يوصي المؤلف بقراءة فصل واحد يومياً وتطبيق التمرين النفسي المصاحب له.
وتنقسم الأربعين تمريناً التي تضمّنها الكتاب إلى 3 فئات هي أحاسيس، وتجارب وجودية، وطرق الوصول، تركز الفئتان الأوليان على تجارب وانفعالات إنسانية يعرفها كل منّا، فالبعض سعد بها وانتشى والبعض الآخر عاناها وتألم.
ونجد الكاتب في وصفه الدقيق لهذه الجوانب الإنسانية يكشف حقائق النفوس العميقة ويشرح خبايا الأرواح ويميط اللثام عن الأفكار.
ويفعل كلّ ذلك بخبرة عالم وبراعة معالج نفسي يستند في تحليله للنفس البشرية إلى أسس علمية ودراسات تجريبية، فيعمد إلى الإقناع وينجح في سرد الحجج والبراهين التي تجعل أي محاولة للمواراة مستحيلة ..فلا يملك القارئ أمام ترسانة أسلحته النفسية الكاشفة إلا أن يقرّ أمام ذاته بضعفه وهشاشته.
وهنا، يأتي التمرين التطبيقي الذي يجذب القارئ تجاه الحل بعد أن أقرّ بعجزه أمام فيض الأحاسيس وعنفوان الانفعالات المتمكنة منه بحثًا عن شعور بالارتياح والسكينة والسلام الداخلي.
أما الفئة الثالثة من التمارين التي تحمل عنوان “طرق الوصول” فتقدم للكثير من المعضلات حلولاً من شأنها أن تقوده إلى برّ الأمان، فيشير المؤلّف إلى القيام ببعض الممارسات الحياتية الداعمة للوجود والهادفة إلى تعزيز السلام النفسي، مثل المشي والقراءة والاستبطان والصلاة والكتابة، إلخ.