العرض غير مجد.. “سيمنس” الألمانية تعمق جراح لبنان

قالت شركة سيمنس الألمانية العملاقة، الخميس، إنها لن تستمر في عرضها بتوفير محطتين متنقلتين لتوليد الطاقة بتوربينات الغاز مجانا للعاصمة اللبنانية بيروت في أعقاب الانفجار المدمر الذي ضرب المدينة قبل شهر.

وقال متحدث باسم سيمنس إنه بسبب “مشاكل مالية ولوجيستية”، فإن العرض “غير مجد”، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

كانت سيمنس عرضت على لبنان المحطتين لتوفير الطاقة الكهربائية لحوالي 150 ألف شخص مجانا لمدة عام، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب، وأسفر عن مقتل 190 شخصا، وإصابة 6 آلاف، وتشريد 300 ألف آخرين.

وقال المتحدث إنه عوضا عن ذلك، ستقوم “سيمنس انرجي”، دون مقابل، بعمليات الفحص والصيانة لمحطتي الطاقة في بيروت، اللتين توفران نحو 30% من إنتاج الطاقة في لبنان.

وقالت سيمنس إنها ستقوم أيضا بتحديث المعدات في المحطتين. ولم يصدر تعليق عن الحكومة اللبنانية في هذا الشأن.

ويعتبر نظام إنتاج الكهرباء في لبنان عتيقا بشكل عام، وغير كفء، ويلقي منتقدو الحكومة باللائمة في هذه المشكلة على الفساد المستشري داخل أروقة النخبة الحاكمة.

أزمة تاريخها 3 عقود

ويعاني لبنان منذ ثلاثة عقود على الأقل من مشكلة متفاقمة في قطاع الكهرباء ذي المعامل المتداعية، ومن ساعات تقنين طويلة تصل إلى 12 ساعة أحياناً، ما أجبر غالبية المواطنين على دفع فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى مرتفعة لأصحاب مولدات الكهرباء الخاصة، التي تعوض عن نقص إمدادات الدولة.

إلا أنه ومنذ بداية الصيف، وفي خضم انهيار اقتصادي متسارع، ازدادت بشكل كبير ساعات التقنين مع انقطاع الكهرباء في بعض المناطق لنحو 20 ساعة يومياً.

وعقب انفجار مرفأ بيروت أعلنت وزارة الطاقة والمياه في لبنان، أن الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت، أدى إلى تدمير المبنى المركزي لمؤسسة كهرباء لبنان، حيث يقع مركز التحكم الوطني الذي خرج كليا من الخدمة.

كما أدى إلى خروج محطة التحويل الرئيسية في الأشرفية عن الخدمة، وتضاف أزمة التيار الكهربائي في الأشرفية، إلى أزمة أوسع في التيار تسارعت في البلاد منذ يونيو/ حزيران الماضي، ناتجة عن شح وفرة الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، بسبب عدم وفرة النقد الأجنبي اللزم للتوريد.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى بيروت هذا الأسبوع، إلى إجراء إصلاحات بقطاع الكهرباء، ضمن أمور أخرى.

واشنطن تحذر

دعت الولايات المتحدة يوم  الأربعاء المسؤولين السياسيين اللبنانيين إلى القيام بإصلاحات عميقة في بلدهم مؤكدةً أن موقفها ينسجم مع الرسالة العاجلة التي حملها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت.

وكان ماكرون أول مسؤول أجنبي يزور العاصمة اللبنانية بعد الانفجار الهائل الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب الماضي في مرفأ بيروت. وخلال زيارته الثانية في أقلّ من شهر، انتزع يوم الثلاثاء من القوى السياسية تعهّداً بتشكيل حكومة مؤلفة من “شخصيات كفوءة” خلال 15 يوماً وتنكب على إجراء إصلاحات عاجلة تستجيب لمطالب اللبنانيين.

في المقابل، لم ترسل الولايات المتحدة إلى لبنان سوى دبلوماسيين أقلّ مستوى بكثير.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مؤتمر صحافي “أعمل بشكل وثيق مع الفرنسيين، نتشارك الهدف نفسه”.

على خط مواز، بدأ رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مصطفى أديب مشاورات برلمانية لتشكيل حكومة في غضون 15 يوماً بهدف تنفيذ إصلاحات عاجلة في البلد الذي يعاني من أزمة سياسية واقتصادية عميقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى