الفائز بجائزة ملتقى الشعر العربى: إساءة استخدام وسائل التواصل يحولها إلى نقمة
أعلن ملتقى القاهرة الدولى للشعر فوز الشاعر قاسم حداد الحائز على جائزة الملتقى، والذى نظمه المجلس الأعلى للثقافة، واختتم فعالياته أمس، وقررت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة رفع قيمة الجائزة من 100 ألف جنيه إلى 200 ألف جنيه، وحول مكانة الشعر.
قال “حداد”، الشعر العربى الآن بمواهبه الجديدة وتجاربه يحاول أن يتحرر من القيود الكثيرة التى ورثها من التقليد ومن التراث المقدس وبعناصر من التراث الجمالى فى اللغة، وهذا الشعر برغبته فى التحرر يفعل ذلك بصعوبة لأن التحرر من القيود الاجتماعية والإنسانية يتعرض للخلخلة بسبب أن الشعر يكسر القالب، بهذا المعنى أظن أن الشاعر العربى بحاجة ماسة لدعمه فى رغبة التحرر، دعمه بمنح الأمان، بمنح الحرية، فجزء من جيل الستينيات حتى الآن يسهم فى هذه المحاولات، فنحن جيل واسع يسعى إلى حرية التعبير.
وبسؤاله هل ترى أن جيل الستينيات والسبعينيات منحوا حرية أكثر من الآن؟، أجاب الحرية المخيلة فى السبعينيات كانت تتمتع برؤية واضحة شبه كاملة، ولكن مع التحولات السياسية والاجتماعية فى الوطن العربى تتعرض هذه التجارب إلى قيود نوعية مضاعفة، تبتكر وسائل تسلُّطها على المخيلة الشعرية، وعلى الأفكار الجديدة، وهذا التسلط يعوق حركة النمو المتوقعة فى المجتمع ومن ضمنها النمو الفكرى والشعرى.
وحول تأثير وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة فى نشر الشعر هل هى أمور سلبية أم فى ازدياد مساحة هذه الحرية لدى الشاعر؟ فأجاب وسائل الاتصال والوسائط التقنية الجديدة مثلها مثل أى مبتكر جديد، لها جوانب إيجابية ولها جوانب سلبية، إذ تعتمد على كيفية استخدام الإنسان لها بشتى المجالات، وأظن أن لهذه الوسائط أثرًا إيجابيًّا كبيرًا يستطيع الإنسان العربى فى شتى المستويات الاجتماعية أن يتعامل معها ويحقق ذاته وينشر أفكاره، هذا لم يكن متاحًا للمبدع العربى، ولاسيما أنه كان محرومًا من وسائط التعبير، ويبقى الجانب السلبى الذى يحتاج إلى قدر كبير من الحذر لكيلا تتحول هذه الوسائط إلى نقمة بإساءة استخدامها، وإن كانت فى تقديرى مستقبل لا يمكن تفاديه، مستقبل يجب الذهاب إليه وعدم التأخر عنه، لأن فيه الكثير مما يغنى التجارب الإنسانية، فالعقل العربى السلطوى لا يزال يفكر فى الرقابة على الأشياء وهذا شيء مضحك، فلا يمكن أن تمنع كتابًا فى الوقت الذى يمكن لهذه الوثائق أن توصل الأفكار وتنشرها بأسرع ما يمكن، فهذه المفارقة غير حضارية بين سلطات المجتمع التى تجمع بين حرية الإنسان وبين رغبته فى التعبير عن رأيه.
وتابع قاسم حداد، أزعم أننى قريب من هذه الوسائط، وأزعم أننى بادرت مبكرًا فى نشر الشعر العربى على الإنترنت من خلال موقع جهة الشعر فى منتصف بداية التسعينيات تقريبًا، ولكن المدهش فى الأمر أننى الآن أرى مئات المواقع للشعراء والكتاب العرب الذين استطاعوا أن يعمقوا حضورهم فى هذا المشهد.
أما عن تجربته الشعرية قال : أنا جزء من جيل، لا أفهم كيف أتحدث عن تجربتى، ولكنى أحاول أن أعبر عن نفسى وعن أفكارى بشكل حر وبشكل جميل، فهذان شرطان لا بد من توافرهما فى الكتابة الأدبية، الحرية والجمال، وهذا المعنى يستدعى من جيلى أن يتشبث بهذه الحرية، فمهما تقلصت الحريات العامة يظل الكاتب هو وقلمه يستطيع أن يحقق ذاته دون أوهام كبرى بالتغيير لأن هناك سلطات كثيرة تعوق التغيير، لكن الشاعر بأحلامه وبتشبثه بمخيلته وبقدرته على الجرأة يستطيع أن يساعد القارئ على اكتشاف العوالم الجديدة والمستقبل.