“اللغز الأخطر”.. لماذا يُقلق تقرير البنتاغون عن الأجسام الطائرة المجهولة خبراء الأمن الأمريكيين بدرجة كبيرة؟
وتقول “الغارديان” لو أن الفكرة القائلة إن المخلوقات الفضائية تزور الأرض تبدو خيالية أكثر من اللازم، فالفرضية القائلة إن المركبات الطائرة غريبة الشكل من صنع خصوم أرضيين تبدو أكثر منطقية قليلاً، وفي الوقت نفسه، مصدر قلق بالغ لخبراء الأمن الأمريكيين.
“المخلوقات الفضائية ليست المسؤولة عن ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة”
وكان قادة الكونغرس قد أشاروا في مساعيهم للدفع بنشر تقرير وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن الأجسام الطائرة المجهولة، الذي اطلعوا عليه، إلى التهديد الأمني الخطير الذي تمثله هذه “الظواهر الجوية غير المفسّرة”.
وقال مارك وارنر، الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لقناة فوكس 8: “لو أنه توجد أجسام تحلق فوق منشآت عسكرية ويمكن أن تشكل تهديداً أمنياً… فلا بد من رفع السرية والكشف عنها للشعب الأمريكي. ولو أن ثمة شيئاً يتجول خارجاً، فلنتعقبه، وهو على الأرجح يخص قوة أجنبية”.
وقد خلص التقرير، الصادر يوم الجمعة، إلى أن مسؤولي المخابرات لا يرون أن المخلوقات الفضائية هي المسؤولة عن عشرات من الظواهر الجوية المجهولة (UAP)، لكنهم لا يستطيعون شرح طبيعتها بالكامل.
تحدٍّ كبير للأمن القومي الأمريكي.. من يقف وراءه؟
وذكر التقرير أيضاً أن معظم حوادث الأجسام الطائرة المجهولة تندرج في خمس فئات محتملة: “التشكيلات العشوائية المحمولة جواً، وظواهر الغلاف الجوي الطبيعية، وبرامج الحكومة الأمريكية أو برامج تطوير الصناعة، وأنظمة الخصوم الأجنبية، ومجموعة “أخرى”، وأن الأجسام الطائرة المجهولة قد تشكل تحدياً للأمن القومي الأمريكي“. وقال إنه لا يوجد دليل على أن هذه الأجسام مرتبطة بدولة أخرى مثل روسيا أو الصين، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال.
من جهته، يقول ماريك فون رينينكامبف، الذي عمل في البنتاغون ومحللاً في مكتب وزارة الخارجية للأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة، إن احتمال وقوف قوة أجنبية وراء هذا الجسم الطائر الذي رصده الطيارون الأمريكيون والرادار يعني أنهم حققوا قفزة تكنولوجية مذهلة، وأن الاستخبارات الأمريكية فشلت فشلاً ذريعاً. وهو يستبعد شخصياً كلا الاحتمالين.
يقول رينينكامبف: “لدى الصين مشكلات معروفة في المحركات النفاثة البسيطة، وهم يعتمدون على التجسس لتطوير منظومات أسلحتهم المتقدمة. لذلك أجد صعوبة في تقبل أن الصين هي من صنعت هذه المركبة الطائرة. وميزانية روسيا الدفاعية ليست سوى جزء ضئيل من الميزانية الأمريكية، وجزء كبير من بنيتها التحتية العسكرية ينهار، ولذا أجد صعوبة في تقبل هذا الاحتمال أيضاً”.
وأضاف: “ولذا، سواء كانت الصين أو روسيا هي من تقف وراء هذه المركبة الطائرة، فلا أعرف كيف فعلوها، وسيعني فشلاً أمريكياً ذريعاً في جمع المعلومات الاستخبارية، يفوق فشلها في أحداث 11 سبتمبر/أيلول بأضعاف”.
من يملك هذه التكنولوجيا الغامضة والخطيرة؟
في السياق، يقول جاك وينشتاين، أستاذ الأمن الدولي في جامعة بوسطن والفريق السابق في القوات الجوية الأمريكية: “لو أن قوة أجنبية تملك تكنولوجيا تعمل بهذه السرعة، وتأخذ منعطفات شبه مستحيلة من الناحية الأيرودينامية (الديناميكا الهوائية) فكنا لنراها خلال إحدى الحروب”.
وأضاف وينشتاين: “لو أن قوة أجنبية تختبر بالفعل معدات متقدمة، فإنها ستختبرها في منطقة محمية في بلدها لا تستطيع الولايات المتحدة أو القوى الأجنبية الأخرى رؤيتها. وإذا كان لديك شيء بهذا القدر من السرية والنجاح، فلن تكشف عنه لأي جهة حتى تحتاج إلى ذلك فعلياً”.
ومن الاحتمالات الأخرى القائمة هو أن قوة أجنبية طورت طائرات بدون طيار يمكنها خداع الرادار والأجهزة الأمريكية كي ترصد هذه السرعات والانعطافات المذهلة المسجلة.
يقول توماس بانيا، أستاذ علم الفلك في جامعة بوسطن: “بدون النطاق، لا يمكن للمرء ببساطة أن يعرف السرعة والتسارع وما إلى ذلك. لذا فتفسير السرعات والانعطافات (أي التسارع) التي لا تستطيع تكنولوجيتنا الأمريكية مضاهاتها هو أنها مجرد وهم. ولا حاجة للاعتقاد بأن قوة أجنبية تملك تكنولوجيا شديدة التفوق”.
يقول بانيا: “لو أنني أدير برنامج حرب إلكترونية، فكنت لأصنع طائرات صغيرة بدون طيار وأزودها بالأجهزة الإلكترونية اللازمة لمراقبة وتسجيل كل ما ترسله راداراتنا العسكرية إليها. ثم سأبدأ في العمل على الهندسة التي يمكنها إبطال ما تفعله أسلحتنا. ثم سأطور بروتوكولات لخداع راداراتنا ودفعها لرصد نطاقات تشير إلى هذه الحركات الخيالية”.