“الميغاسنتر”.. طرح رئاسي جديد يهدد الانتخابات اللبنانية

أشعل طرح الرئيس اللبناني ميشال عون موضوع المراكز الانتخابية الكبيرة في المحافظات “الميغاسنتر” المخاوف من إمكانية تأجيل الانتخابات.

و”الميغاسنتر” هي مراكز ضخمة يجب إنشاؤها في المناطق والمحافظات والمخصصة للناخبين اللبنانيين لكي ينتخبوا في أماكن سكنهم، وليس في أماكن قيدهم، وذلك حتى يستطيع القاطن في العاصمة، وهو من الجنوب اللبناني أو من الشمال الاقتراع في مكان سكنه دون التوجه لمركز قيده.

وكان الرئيس ميشال عون دعا خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة إلى ضرورة اعتماد “الميغاسنتر” لتمكين المواطنين من ممارسة حقهم الانتخابي من دون أن يضطروا إلى الانتقال لبلداتهم البعيدة عن أماكن سكنهم، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ما يؤثر على نسب المشاركة.

وقرر مجلس الوزراء إنشاء لجنة لدراسة إمكانية إقامة المشروع خلال المدة الزمنية التي تسبق الانتخابات المقررة في 15 مايو/ آيار 2022.

وأبلغت مصادر وزارية أن النقاش لم يتقدم واستمر الخلاف على تعديل القانون النافذ لجهة اعتماد هذه المراكز، وأمور تقنية تفصيلية من جهة أخرى.

ولكن اللافت بحسب المصادر، مطالبة وزير السياحة المحسوب على عون تأجيل الانتخابات لفترة شهرين أو ثلاثة، لإعطاء وزارة الداخلية الوقت لتنفيذ “الميغاسنتر”، ما اعتبره الوزراء اول مطالبة صريحة بتأجيل الانتخابات.

ورغم النقاشات المطولة لم يصل المجتمعون إلى اتفاق على الموضوع، وجل ما جرى أنه تمت إحالة الملف والمناقشات والخلافات الى مجلس الوزراء مجتمعاً.

أما على الصعيد التقني فقد تمسك وزير الداخلية بسام المولوي بدراسته التي قدمها وأكد خلالها استحالة تنفيذ “الميغاسنتر” في المدة الفاصلة عن موعد الانتخابات، مشيراً إلى أن إقامته بطريقة منطقية مقبولة يحتاج إلى 5 ملايين دولار ونحو 4 أشهر من العمل، إضافة إلى صعوبة تأمين كادر بشري كافي لإدارة هذه المراكز الضخمة.

وفي هذا السياق، اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أن “الأسباب التي حدت بجماعة التيار الوطني الحر للعودة إلى طرح الميغاسنتر ظهرت بوضوح، إذ إن جبران باسيل (صهر رئيس الجمهورية) ووزراءه ونوابه يعرفون قبل غيرهم استحالة العمل بنظام الميغاستنر في الانتخابات المقبلة ضمن الفترة الفاصلة عن هذا الاستحقاق”.

ورأى أن” تأجيل الانتخابات في هذه المرحلة بالذات يعني عمليا تطييرها، كما يعني حرمان الشعب من فرصته الوحيدة للإنقاذ بعدما أوصلوه إلى قعر جهنم”. وختم: “لكننا لن نسمح لهم بذلك وسنبقى نناضل حتى الرمق الأخير لحصول الانتخابات في موعدها المحدد”.

وعلّق أمين سر كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن عبر حسابه على موقع “تويتر” على موضوع “الميغاسنتر”، قائلا:” ما حذّرنا منه منذ أكثر من شهر وحتى الأمس بدأ يطفو على السطح، نعرفكم جيداً ولعبتكم مكشوفة، لا تريدون الانتخابات”.

أضاف: “لم يخفِ أحد الوزراء المحسوبين عليكم هذه الرغبة ففضحكم، الكلام موجه إلى الحكومة احسموا الأمر، وأوقفوا تجاوز الدستور وإرادة الناس، اسحبوا موضوع الميغاسنتر من التداول!”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى