انحناءة أم خيار؟.. تايوان.. ولاية أمريكية..!ّ
مشاكسات
سليم يونس
“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة”؟
انحناءة أم خيار؟
نقل عن أردوغان قوله إنه «لا أطماع لبلاده في الأراضي السورية»، وأن «الشعب السوري إخواننا وسلامته الإقليمية مهمة لنا».
واتهم «الولايات المتحدة الأميركية وقوات التحالف أنهم المغذون للإرهاب في سورية في المقام الأول، لقد قاموا بذلك دون هوادة ولا يزالون يواصلون ذلك»، مشيراً إلى أنه «يتوجّب علينا الإقدام على خطوات متقدمة مع سورية، يمكننا من خلالها إفساد العديد من المخططات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي». لافتاً أيضاً إلى أنّ أنقرة «كانت على الدوام داعمة للحلّ السياسي والحوار في سورية».
مشاكسة.. ترى ما هو سبب هذه الاستدارة بزاوية 180 درجة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؟ وأين ذهب وعد رئيس الوزراء التركي أردوغان عام 2012 بأنه سيصلي صلاة النصر بعد هزيمة الرئيس الأسد في الجامع الأموي بدمشق خلال أشهر، وسيزور قبر صلاح الدين بصفته قائد معركة تحرير سوريا؟ وهل نزل الوحي على أردوغان رئيس الجمهورية الآن أن رئيس الوزراء السابق رجب طيب أردوغان قد ورطه في خلق حاضنة للإرهاب وأوهمه أن بإمكانه أن يعيد مجد الخلافة العثمانية التي كانت فبها تركيا تستعمر معظم الوطن العربي، ومن بوابة دمشق هذه المرة؟ لكن أليست هي سياسة الباب الدوار التركي التي جعلت من تركيا مقصدا لمئات الآلاف من إرهابي العالم الذين تكدسوا في سوريا بعتادهم ووسائل نقلهم فهم لم يهبطوا من السماء، وإنما عبر المعابر التركية الشرعية أو المدبرة بمعرفة المخابرات التركية؟ ثم عندما يقول أردوغان يمكننا إفساد العديد من المخططات في هذه المنطقة من العالم الإسلام، فإن السؤال أليست غريبة أن يدعو أردوغان سوريا لمواجهة المخططات التي تستهدف إفساد المنطقة التي كان عراب معظمها وصل حد احتلال أراض سورية؟ هل أدرك أردوغان أخيرا أن الاحتلال الأمريكي هو أحد عوامل إفساد المنطقة؟ السؤال الأهم هل أدرك أردوغان أخيرا أن تصويب العلاقة مع سوريا خيار استراتيجي وليس انحناءة بسبب وضع تركيا الاقتصادي والانتخابات الرئاسية المقبلة التي تشير كل المؤشرات أنها ليست لمصلحة أردوغان؟
تايوان.. ولاية أمريكية..!ّ
حذر قائد القوات الجوية الأميركية، فرانك كيندال، من التصرفات الصينية تجاه الجزيرة شبه المستقلة. وقال متحدثاً للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إن تصرفات بكين حول تايوان تزيد مستوى المخاطر.
كما أوضح أن بلاده تشعر بالقلق من برامج التسليح العسكري الصيني، ومن سلوك بكين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
مشاكسة .. ترى هل الصين أخطأت عندما اعتبرت أن جزيرة تايوان جزءا من الأراضي الصينية، في حين أنها تابعة للولايات الأمريكية؟! وإلا ما علاقة الولايات المتحدة بجزيرة صينية أرضا وشعبا وتاريخا وحضارة وحيزا جغرافيا، حتى يحذر قائد القوات الجوية الأمريكية من أن الصين تزيد المخاطر؟ لكن أليس الوجود الأمريكي العسكري في تلك المنطقة هو المشكلة هو جوهر الخطر؟ أليس من الصفاقة والاستقواء واجترار أحلام عفا عليها الزمن عندما تعتبر واشنطن أن مصالحها تقضي بذلك، فيما تنكرها على الصين صاحبة الحق في الجزيرة؟ ثم ما علاقة الولايات المتحدة ببرامج التسليح الصيني؟ وهل التسليح حق مشروع لواشنطن التي تنتشر قواتها وقواعدها في كل شبر من العالم، ومحظور على الصين وغيرها من دول العالم؟ ثم متى تعي واشنطن أن زمن القطب الواحد الذي كان يتحكم في مصائر دول العالم قد ذهب إلى غير رجعة، وأن مصائر الكثير من دوله الحرة المستقلة، لا يقررها البيت الأبيض أو البنتاجون أو الكونجرس الأمريكي، وأن قلق أمريكا لن تجد له دواء، لأن العالم يتغير؟