“الغزالي وسياسة الحقيقة” كتاب جديد للباحث مراد بن قاسم

صدر حديثا عن دار كلمة للنشر والتوزيع بتونس كتاب “الغزالي وسياسة الحقيقة: الإحراج الميتافيزيقي ورهانات التأويل” للدكتور مراد بن قاسم.
الكتاب يعد مبحثا في فلسفة الدين، فهو مقاربة حفرية في نص من نصوص التراث الإسلامي المكتوب باللسان العربي. وإن التساؤل عن سياسة الحقيقة في مدونة أبي حامد الغزالي محاولة لاستقصاء مشروعية الإقرار: بأن تاريخ الحقيقة هو تاريخ أوهامها، باعتبار ما يحيط بها، دائما، من التسلط والمراقبة والعنف وفق تقدير الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو.
وإن الحفر في المدونة الغزالية، في كليتها، أفضت بنا إلى أن سياسة الحقيقة لدى الغزالي هي سياسة تدبر وليست سياسة سطحية تحتكم إلى مسلمات الجمهور، كما يعتقد البعض. إذ يخلع الغزالي كل إحراج ميتافيزيقي عن الحقيقة ويرفع عنها حجاب التمثل الوهمي لها، ذلك أن الحقيقة تتأسس لديه على كفاية التمييز بين الميتافيزيقا الإلهية (بمسلماتها)، وميتافيزيقا العقل الحر بكفاءته النقدية وهو ما يتضح في إنشاء التمييز بين ما هو ممكن للعقل في المجال البشري وما هو غير ممكن له في المجال الإلهي.
إن ميتافيزيقا العقل البشري يؤهلها “العقل التأويلي” إلى فاعلية نظرية وعملية، في ان. والقصد فضاء المعرفة من جهة والفضاء الأخلاقي والسياسي، من زاوية أخرى.
وفي التقدير الغزالي، وخلافا للمصادرة الفوكوية، تجسد كل حقيقة سلطة في ذاتها من غير أن تكون خاضعة إلى سلطة أخرى، أو خاضعة لعنف ما، مثلما يفترض ميشال فوكو. لذلك نخلص إلى أهمية ما يراهن عليه الغزالي من رفع للوصاية على العقل في مجاله الإنساني خاصة، مثلما يراهن على فاعلية العقل النقدي في الفضاء المعرفي كما العملي على السواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى