تقرير: تكليف أمريكي لإسرائيل بتنفيذ عمليات عسكرية على حدود العراق مع سوريا
حاول مراقبون إسرائيليون تفسير أسباب الزيارة التي أجراها رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، مارك ميلي، أمس الأحد، والتي حل خلالها ضيفا على رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، لتكون تلك هي المرة الأولى التي يزور فيها ميلي إسرائيل منذ توليه مهام منصبه، وفق القناة الإسرائيلية السابعة.
وحسب القناة العبرية، ناقش ميلي وكوخافي العديد من الملفات ذات الإهتمام المشترك، منها التعاون العسكري بين البلدين، لافتة إلى أن تلك الزيارة جاءت بعد سلسلة من الزيارات التي أجراها ضباط كبار بالجيش الأمريكي خلال الشهر الماضي، والتي تعكس عمق التعاون بين البلدين، لكن هناك مصادر أخرى تتحدث عن بحث الدور الإسرائيلي في ساحة مواجهة أمريكية – إيرانية جديدة، من المتوقع أن تنشط قريبا.
حدث كبير
وتحدث موقع ”ديبكا“ الاستخباري الإسرائيلي، مساء الأحد، عن الزيارة وعن هذه الجبهة، وقال أن الحديث يجري عن مهام يكلف بها الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بما أسماها ”الجبهة الأمريكية – الإيرانية على امتداد الحدود السورية مع العراق“.
وربط الموقع بين الزيارة وبين تصريحات الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي (CENTCOM)، يوم السبت الفائت من البحرين، قال خلالها أن إيران ستنفذ المزيد من الهجمات في الشرق الأوسط مثلما فعلت في 14 أيلول/ سبتمبر الماضي من استهداف لمنشآت نفطية سعودية، على الرغم من التعزيزات الأمريكية الإضافية بالمنطقة.
ووجد صلة أيضا بين زيارة ميلي للشرق الأوسط وبين التقارير التي اطلع عليها نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، لدى زيارته المفاجئة إلى العراق، يوم السبت الماضي، حيث اطلع على ما يحدث على الحدود السورية – العراقية من داخل قاعدة سلاح الجو الأمريكي ”عين الأسد“، وكون انطباعا بأن هناك أمر كبير بصدد الحدوث أو أنه يحدث بالفعل في منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر أن الغارة التي وصفها بـ“السرية“، و“الغامضة“ التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي يوم 19 من الشهر الجاري ضد أهداف إيرانية في منطقة ”البوكمال“ القريبة من الحدود السورية – العراقية، ومرت على غير العادة من دون تعقيب إيراني أو إسرائيلي حول التفاصيل، كل ذلك على صلة بالزيارة التي أجراها الجنرال الأمريكي ميلي.
لماذا أربيل؟
وأضاف أن هناك حقيقة يجب الإلتفات إليها، وهي أن نائب الرئيس الأمريكي بينس الذي زار العراق اختار بالتحديد التوجه إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، والتقى رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، فيما أجرى اتصالا هاتفيا قصيرا و“باردا“ مع رئيس الوزراء في بغداد عادل عبد المهدي.
واعتبر محللو ”ديبكا“ أن ما حدث يعني عودة التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية والأكراد ليس فقط في العراق، ولكن الأكراد في سوريا أيضا، وذلك بعد ”صرخات عالية“ أطلقها الأكراد خلال الشهور الأخيرة وحديثهم عن ”خيانة“ أمريكية. وتابع المحللون أن الواقع على الأرض الآن أصبح مختلف تماما، حيث التعاون بين الجيش الأمريكي وبين الجيش السوري الديمقراطي والذي يتشكل في الغالب من جنود أكراد عاد إلى سابق عهده.
قواعد جديدة
وجاءت التقارير العديدة عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا لتسهم في اخفاء حقيقة أن عدد الجنود الأمريكيين في سوريا في تزايد، يقول الموقع، مضيفا: ”الجيش الأمريكي لم يخل قواعدة من شمال شرق سوريا، ولكنه أقام قواعد جديدة من بينها قاعدتان على الأقل لسلاح الجو الأمريكي“.
وذكرت مصادر عسكرية لموقع ”ديبكا“ أن الوحدات الهندسية التابعة للجيش الأمريكي تنشغل حاليا باقامة قاعدة جديدة في منطقة دير الزور، وقاعدة أخرى قرب مدينة عمودا بالحسكة شمالي شرق سوريا.
ويرد الجيش الأمريكي بذلك على التواجد الروسي المستمر والمتزايد بهذه المناطق، ولا سيما مع عمله على اقامة قاعدة جوية جديدة في مطار القامشلي، الواقع أقصى شمال شرق سوريا، بحيث لا يفقد السيطرة على المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، ولا سيما المناطق الحدودية مع العراق.
ساحة نشطة
ورأى محللو ”ديبكا“ أن هناك سبب آخر للجهود الأمريكية يرتبط بتزايد النفوذ الإيراني في بغداد، والتوغل العسكري لعناصر ”فيلق القدس“ التابع للحرس الثوري الإيراني بين الميليشيات الشيعية العراقية، وبعضها يتواجد قرب الحدود العراقية – السورية، وهنا تكمن الأهمية العسكرية لمناطق شمال شرق سوريا المتاخمة للحدود العراقية.
وأردف المحللون أن التواجد العسكري الأمريكي في هذه المناطق يعد اليوم العائق الرئيسي أمام إيران لبناء صلات استراتيجية مباشرة مع قواتها في العراق وسوريا ولبنان، وأن هذا هو السبب وراء التقديرات الأمريكية والإسرائيلية بشأن تحول هذه المناطق في المستقبل المنظور إلى ساحة قتال نشطة ستتزايد أهميتها خلال الأسابيع والشهور المقبلة.
واعتبر محللو ”ديبكا“ أن كل ذلك دفع رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية لعقد اجتماع مع رئيس الأركان الإسرائيلي كوخافي، من أجل بحث دور الجيش الإسرائيلي في هذه التطورات.