خسائر حادة ونادرة للأسهم الأمريكية بعد انهيار أسعار النفط

انخفضت الأسهم الأمريكية بشكل حاد في مستهل تعاملات اليوم الاثنين، ما أضطر إدارة بورصة نيويورك لتعليق التداولات لمدة 15 دقيقة للسيطرة على اندفاع المستثمرين الراغبين في بيع حيازاتهم من الأسهم.

وقبل تعليق التداولات، انخفضت المؤشرات الرئيسية للأسهم “داو جونز” و”ناسداك” و”إس أند بي 500″ بنحو 7.3% و6.9% و7% على التوالي، ما يشكل انخفاضا حادا ونادرا في “وول ستريت”.

وواصلت الأسهم تراجعها بعد استئناف التداول، لكنها قلصت خسائرها نسبيًا، وسجل “داو جونز” على سبيل المثال تراجعًا نسبته 5%، لكنه بهذه النسبة يتجه إلى تسجيل أسوأ أداء يومي منذ ديسمبر/ كانون الأول من عام 2008، وفقًا لشبكة “سي إن بي سي”.

جاءت الخسائر بشكل أساسي من انهيار أسعار النفط بعد فشل مفاوضات “أوبك+” في التوصل إلى اتفاق بشأن خفض إمدادات النفط، والمخاوف من استمرار انتشار فيروس كورونا وتأثيره على الاقتصاد العالمي.

وفي ظل أوقات الاضطرابات والمخاوف، عادة ما يتخلص المستثمرون من الأسهم باعتبارها استثمار خطر، ويسعون وراء الأصول الآمنة مثل الذهب والين الياباني وسندات الخزانة الأمريكية.

وعلى سبيل المثال، تراجع اليوم العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى ما دون 0.5% للمرة الأولى. غالبًا ما ينخفض العائد على السند عندما يرتفع سعره بفعل الطلب المتزايد.

ودفع هذا التغير في عائدات الديون إلى زيادة الضغط على أسهم البنوك في أمريكا، حيث يشكل ذلك أثرًا سلبيًا على هوامش الربح. تراجع سهم مصرف “جيه بي مورغان” وهو أكبر بنك أمريكي بأكثر من 9%.

وتراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط أكثر من 30 في المئة، اليوم الاثنين، بعدما خفضت السعودية السعر الرسمي لبيع نفطها الخام، وذلك بعد فشل محادثات أوبك+ مع روسيا في التوصل لاتفاق بشأن خفض الإنتاج.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الاثنين، إن الطلب العالمي على النفط يتجه للانكماش في عام 2020 للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات في ظل تعثر النشاط الاقتصادي العالمي بسبب فيروس كورونا.

وأضافت أنها تتوقع أن يبلغ الطلب على النفط 99.9 مليون برميل يوميا في 2020 لتخفض بذلك توقعاتها السنوية بقرابة مليون برميل يوميا وتشير إلى انكماش قدره 90 ألف برميل يوميا في أول تراجع للطلب منذ عام 2009، وذلك بحسب وكالة “رويترز”.

وتابعت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرا لها، أنه في حال فشل الحكومات في احتواء تفشي فيروس كورونا فإن الاستهلاك قد ينخفض بما يصل إلى 730 ألف برميل يوميا.

يقول المحلل ومؤسس شركة “فيتال نولدج” لخدمات سوق المال، آدم كريسافولي، لـ”سي إن بي سي”: “أصبح النفط مشكلة أكبر بالنسبة للأسواق من فيروس كورونا. سيكون من المستحيل تقريبًا أن تسترد المؤشرات الرئيسية خسائرها بشكل مستدام إذا استمر أداء النفط بهذا الشكل”.

وتجاوزت الإصابات العالمية بفيروس كورونا الجديد الذي ظهر لأول مرة في وسط الصين نهاية العام الماضي، 110 آلاف مصاب، وبلغت الوفيات أكثر من 3800 حالة وفاة، لكن بلغ أيضًا عدد المعافين 62 ألفًا.

وفي حين كانت أغلب الحالات مسجلة في الصين حتى منتصف الشهر الماضي، فإن المرض انتشر على نحو متسارع في مناطق مختلفة من العالم، وتجاوزت الإصابات 7 آلاف في كوريا الجنوبية، ومثلها في إيطاليا، وأكثر من 6 آلاف في إيران، إلى جانب المئات في أكثر من 100 دولة أخرى.

وعطل عدد من الدول في الشرق الأوسط وأوروبا وبعض الولايات الأمريكية، الدراسة جزئيا أو بشكل مؤقت، إلى جانب إلغاء العديد من الفعاليات والأحداث العامة وعزل عشرات الآلاف من المواطنين. كما عطلت عدة دول الرحلات الجوية والبرية بين بعضها البعض خشية استمرار انتشار الفيروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى