زعيم كوريا الشمالية.. درس في سويسرا ومهووس بكرة السلّة واغتال أخاه الأكبر، وأخته قد تحكم إن مات!
أعلنت مجلّة نيويوركر الأمريكية أنّ المخابرات الأمريكية توفِّر الحراسة والحماية لنجل شقيق كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية. يدعى الشاب “كيم هان سول” وهو في سن الخامسة والعشرين. وكان والده قد اغتيل في ماليزيا عام 2017.
بعد اغتيال والده سافر الشاب العشرينيّ إلى تايوان، وفيها قابل أعضاء من المخابرات الأمريكية CIA الذين عرضوا عليه الحماية والحراسة. لكنّ قصّة هذا الشاب تعطي فقط بعض الأضواء البسيطة عن عائلة كيم جونغ أون، الزعيم الأوحد لدولة كوريا الشمالية المعزولة عن العالم.
فماذا نعرف أيضاً عن هذه العائلة غريبة الأطوار؟!
السلالة الحاكمة لكوريا الشمالية
تأسّست كوريا الشمالية عام 1948، على يد جدّ الزعيم الحالي لكوريا الشمالية. فبعد حربٍ مدمّرة بين كوريا الشمالية وحلفائها الصين والاتحاد السوفيتي من جهة، وكوريا الجنوبية وحلفائها وأمريكا والمعسكر الغربي من جهةٍ أخرى، اتّفق الجميع على إبقاء الوضع على ما هو عليه، وهكذا تأسست تلك الدولة المُغلقة، والمحكومة بطريقة الحزب الواحد، بل والعائلة الحاكمة.
حّكم كيم إيل سونغ منذ عام 1948 وحتّى وفاته عام 1994، ثمّ خلفه ابنه كيم جونغ إيل حتّى وفاته عام 2011، حتّى أطلّ علينا بعد وفاة والده بيومين الزعيم الحالي كيم جونغ أون، وريثاً لأبيه، ومتخلصاً من قادةٍ خدموا مع أبيه بأكثر الطرق عنفاً ودمويةً، ومن ضمنهم زوج عمّته الذي كان الرجل الثاني في البلاد، وساهم في انتقال السلطة إليه، فقد أعدمه عام 2013 بتهمة الخيانة.
لكنّ غرائب هذه السلاسة الحاكمة لا تنتهي، وعلى عكس ما قد تظهره الدعاية المعادية له، من أنّه رجلٌ مجنون دائم التوتُّر والغضب، فإن المعلومات التي يوفرها الإنترنت أيضاً تقول إنّه درس في سويسرا في طفولته، بين عامي 1996 و2000.
درس في سويسرا ومهووس بكرة السلة ومايكل جوردان
على غير المعتاد عن أغلب رؤساء العالم، فإنّ حياة كيم جونغ أون محاطةٌ بسريَّةٍ كبيرة كما هو معلوم. وهكذا فهناك بعض التكهنات حول دراسته وتعليمه.
تشير بعض التقارير إلى أنّ الزعيم الكوري الذي ولد في بداية الثمانينيات، قد تعلّم في سويسرا في مدرسةٍ خاصّة، لكنّ التقارير تختلف، هل كان هذا عام 1992 أم كان عام 1998؟ لكنّ المعلوم أنّه درس في سويسرا هو وأخته الأصغر منه كيم يو جونغ، التي يقال إنّها تتقن الفرنسية والإنجليزية معاً.
لكنّ المعلومات المتاحة، تخبرنا أنّ كيم جونغ أون لا يتحدّث الإنجليزيّة حتّى، على عكس المتاح عن أخته. فقد جلب في لقائه مع ترامب مترجمه.
كما أحاطت بعملية دراسة كيم جونغ أون في سويسرا الكثير من التكهنات، فبعض التقارير الإخبارية ترجِّح أنّه درس في سويسرا باعتباره ابن السفير الكوري هناك، بينما ترجّح بعض التقارير الأخرى أنّ الزعيم الكوري درس هناك بهويةٍ مزوّرة غير كونه ابن السفير.
وعلى كلّ حال، فالمتسرِّب للإعلام من زملاء سابقين له أنّه كان طالباً جيداً، شديد الاحترام، يحبّ بصفة خاصة رياضة الكرة السلّة، ومهووس بحبّه للبطل الأمريكي مايكل جوردان، كما سُجِّل هوسه بأفلام جاكي تشان.
وعلى كل، فكل تلك التقارير تخبرنا أنّ كيم قد غادر سويسرا عام 2000، ليدرس الفيزياء في جامعة كيم إيل سونغ في كوريا الشمالية، كما درس في جامعة كيم إيل سونغ العسكرية أيضاً. بالطبع كان هذا لتأهيله ليحكم بعد والده.
ليس أكبر إخوته! أخوه الأكبر يحبّ العزف على الغيتار
على غير المعتاد من انتقال السلطة للابن الأكبر، فقد انتقلت السلطة للابن الأصغر هذه المرّة. لدى كيم جونغ أون أخوان أكبر منه، الأوّل هو أخوه غير الشقيق كيم جونغ نام، والذي كان “المفضّل” عند والده في فترةٍ ما، وفق ما ذكره دبلوماسي كوري شمالي منشقّ.
لكنّ الابن المفضّل لدى والده أثار غضبه عام 2001 عندما قُبض عليه وهو يحاول التسلُّل إلى اليابان بجواز سفر مزوّر. وقد قال الابن حينها إنّه كان ينوي فقط زيارة مدينة ألعاب ديزني لاند.
وقد انتهت حياة هذا الأخ الأكبر للزعيم الكوري في مطار العاصمة الماليزية كوالالمبور عام 2017، عندما اغتيل بدسّ سُم له في مشروبه حينما كان نائماً في المطار. وهو الشخص الذي أعلنت نيويوركر أنّ ابنه يحظى بحماية المخابرات الأمريكية.
كان هذا الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي. لكنّه أيضاً لديه أخٌ شقيق أكبر منه بثلاث سنوات يدعى كيم جونغ تشول. وينقل هذا الدبلوماسي المنشقّ عن طباخٍ يابانيّ سابق للعائلة أنّ والدهما وصفه سابقاً بأنّه “مخنّث وضعيف جداً على قيادة دولة عسكرية مثل كوريا الشمالية”.
لكنّ هذا الأخ الأكبر لا يبدو أنّه يشكّل أي خطر على كيم جونغ أون، فهو يحظى بحمايته الكاملة. كانا قد درسا معاً في سويسرا، وهو شغوفٌ للغاية بعزف الغيتار والحفلات الموسيقية. ويذكر الدبلوماسي المنشق أنّه سبق له أن زار لندن بطريقةٍ سرية لحضور حفلاتٍ موسيقية.
ما الذي سيحدث لو مات الزعيم؟ شقيقة كيم جونغ أون المتحكمة في كل شيء
بعدما آل الحكم إلى كيم جونغ أون ظهرت سيطرتها وهيمنتها أكثر، بل إنّ بعض التحليلات قد ظهرت بعد خضوعه لعمليةٍ جراحيةٍ في القلب تتحدّث أنّه في حال وفاة كيم جونغ أون فإنّ أخته الصغرى “كيم يو جونغ” هي المرشّح المثالي لتخلفه.
تعتبر كيم يو جونغ هي السيدة الأكثر نفوذاً في كوريا الشمالية، لقّبها والدها بـ”الأميرة”. دخلت كيم السياسة عام 2007، حين كان عمرها آنذاك 20 عاماً. وتولّت مهام إدارية في عهد أبيها ما ظهر أنّه تجهيز لمستقبلها السياسي في البلاد.
وبعدما قبض أخوها الأكبر منها بسنواتٍ قليلة على زمام السلطة، تولّت عام 2014 وزارة الإعلام، وهكذا أصبح رسم الصورة العامة لأخيها مهمّتها. وهي المرأة التي تكاد لا تتخلّف على أيّ حدثٍ أو مناسبة يحضرها الزعيم الكوري الشمالي.
وهكذا بدأت تتصاعد قوّتها ونفوذها في البلاد، فقد حضرت القمة المنعقدة بين ترامب وكيم، كما كانت أوّل مسؤول كوري شمالي يزور كوريا الجنوبية بعد أكثر من نصف قرنٍ على الحرب بينهما في أربعينيات العام الماضي.
ويبدو أنّه في حالة وفاة كيم جونغ أون بسبب حالته الطبية، فإنّ خلافته ستكون من نصيبها، فهي الشخص الثاني في البلاد، ولا يبدو أنّ أياً من أطفال كيم جونغ أون قد بلغ من العمر ما يؤهله لخلافة والده.
من ضمن كلّ هذه المعلومات المتناثرة عن السلالة الحاكمة في كوريا الشمالية، يتبقّى لنا أن نذكر أنّ والدة كيم وأخته كانت الزوجة الثالثة لوالدهما، واسمها “كو يونغ هو”. ويقال إنّها كانت راقصة سابقة أحبها والدهما فتزوّجها.