زوبعة في زمن الخذلان

عندما يصل العجز إلى صدر السماء تصبح الكتابة الساخرة الأشد تعبيراً عنه،
عندما تتكسر قواعد القيم وتعجز اللغة عن ترميمها تتقدم اللغة الساخرة لترميمها ،
عندما يسيطر الصمت على ضجيج الدم تصرخ اللغة الساخرة لتخترق جدرانه ،
بهذه الكلمات لخص الكاتب محمد حسين كتاب زوبعة في زمن الخذلان للكاتب الدكتور محمد أبو ناموس ، الموشوم على غلاف الكتاب ،
أجل عندما يكون الواقع مثقلاْ بالأزمات، وتغلق الأفواه والطرق لحلها يلجأ الكاتب إلى استخدام اللغة الساخرة كنوع من الاحتجاج على هذا الواقع ، وهذا ما نلاحظة في أغلب المجتمعات المقموعة حيث تلجأ الناس في انتقاد هذا الواقع عن طريق النكتة ،
قد يجف القطر بمقلة الندى
قد يطبق المدى على اهداب الحلم
قد يحكم القدر سياج الظلمة
لكن النبض لن يستكين مهما تصحرت أبجدية التعبير ،وعجز الصراخ عن تجاوز الصمت العقيم
بخطاب ساخر يحاكي واقع فلسطيني بجدلياته ،ومفارقاته،وسلبياته .
ظواهر مجتمعية سياسية وفكرية ترثي طرائف التفكير وانماطه لتعكس متغيرات ذلك الواقع ،وتحلله بأسلوب عفوي بسيط ،وشفافية لطيفة تلامس ذهن المتلقي .
أزمنة سياسية مختلفة بفضاءات شعبية ،وعلاقات إنسانية بجملة من الأمثال الشعبية التي تمثلها الشخصيات .
سرديات مشبعة بحس شعبي ساخر ،تهجو أفكارا ذهنية موروثة .
(زوبعة في زمن الخذلان )
انطلاقة من المزاج الشعبي الفلسطيني بمحاكاة مبدعة ،وفضاءات إنسانية توقظ الحس الشعبي …(زهايمر سياسي أصاب الكل .. مفردات …بيانات … ندوات… مهرجانات …مقابلات …! نسخة طبق الأصل منذ عقود !
(يتخيل نفسه مجدد ومصلح ،ونسي اثقال التخلف التي يحملها على عاتقه، وعيوبه التي لا تعد ولا تحصى .)
(هل رُفع القلم ،وطويت الصحف عن أولي الأمر في المشهد السياسي الفلسطيني والعربي .)
حورية الصفدي.. كاتبة سورية..