صمت لبناني رسمي حول التوتر في الجنوب ومطالبات بتفسيرات واضحة

عاد الهدوء إلى الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل بعد توتّر شهدته المنطقة، الإثنين، قالت تل أبيب إنه ناتج عن عملية تخريبية حاول حزب الله القيام بها وهو ما نفاه الحزب.

ولا يزال، الصمت سيد الموقف في لبنان حيث لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل أي مسؤول بشأن ما حدث في وقت ارتفعت أصوات مطالبة بتوضيحات من حزب الله.

ولم يخرق هذا الصمت إلا بيان من قبل الجيش اللبناني بعد ساعات من الحادث، معلنا أنه يتابع الإعتداء على منزل في منطقة الهبارية، حيث سقط قذائف نتيجة التوتر الأمني الذي وقع بالمنطقة.

وقال الجيش في بيانه، إنه قرابة الساعة الرابعة وخمس دقائق بعد ظهر الإثنين، سقطت قذيفة أطلقتها المدفعية الإسرائيلية على منزل المواطن محسن أبو علوان في بلدة الهبارية دون أن تنفجر واقتصرت الأضرار على الماديات، وتعمل وحدات الجيش في المنطقة على تفكيكها وإزالتها، مشيرا إلى أنه تتم متابعة موضوع الإعتداء بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.

وكانت المدفعية الإسرائيلية قد قصفت بعد ظهر اليوم،المرتفعات الشرقية لبلدة كفرشوبا ومحيط موقع رويسات العلم جنوب لبنان، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن إحباط عملية التسلل من جانب عناصر تابعة لحزب الله.

من جهته، أكد المتحدث باسم قوات “اليونيفيل” أندريا تيننتي لـ”الوكالة الوطنية للإعلام”، تعليقا على أحداث اليوم، أن “رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول تواصل على الفور مع القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي من أجل إحتواء الوضع وإرساء وقف الأعمال العدائية”.

وقال: “لقد عاد الهدوء إلى المنطقة، وتحافظ اليونيفيل على وجودها على الأرض، إلى جانب القوات المسلحة اللبنانية. وفتحت اليونيفيل تحقيقا لكشف الوقائع وتحديد ملابسات الحادث”.

وبعد نفي حزب الله علاقته بالعملية، مشيرا إلى أنه لم يشارك بأي اشتباكات ومتوعدا في الوقت عينه بالرد على مقتل قيادي له في سوريا في غارة إسرائيلية الأسبوع الماضي، صدرت مواقف لبنانية مطالبة بالتوضيح ومشككلة بالبيان.

وجاء هذا التوتر بعد أيام من الاستنفار على الحدود حيث كان ينتظر أن يقوم حزب الله بعملية ما ردا على مقتل القيادي في سوريا، وهو ما أشارت إليه كل المعلومات عند الإعلان عن التوتر الأمني ومن ثم تأكيد إسرائيل أنه ناتج عن عملية من حزب الله، فيما يرى مراقبون أن رد حزب الله سيكون محدودا لعدم قدرته على تحمل تداعيات أي حرب قد يقوم بها في الداخل اللبناني.

وكان نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم رمى الكرة في ملعب إسرائيل وأمريكا باعثا برسائل طمأنة بأنه لا يريد الدخول في حرب، قائلا في حديث تلفزيوني: “التهديدات الإسرائيلية لن تستدرجنا إلى موقف لا نريده والأجواء لا تشير بحصول حرب في ظل الإرباك الداخلي الإسرائيلي وتراجع دونالد ترامب في الداخل الأمريكي”.

ومع طرح علامات الإستفهام حول ما حدث في مزارع شبعا، في جنوب لبنان اليوم، كتب رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل على حسابه على “تويتر”: “في الوقت الذي ننتظر فيه شرحا رسميا من دولتنا لما حصل في الجنوب، وبانتظار أن يتفق حزب الله وإسرائيل على رواية موحدة، يستمر مسلسل البهدلة (الإهانة) أمام الأجانب”.

من جهته، اعتبر النائب السابق فارس سعيد أن بيان حزب الله على أثر أحداث مزارع شبعا ضعيف جدّاً، وسأل عبر حسابه على تويتر “أحداث مزارع شبعا هي نسف لحياد لبنان أو حياد سوريا؟” مضيفا:”حمى الله لبنان.”

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعتبر أن حزب الله اللبناني “يلعب بالنار”.

وقال نتنياهو، في مؤتمر صحفي، إن “حزب الله والحكومة اللبنانية مسؤولان عن أي هجوم مصدره الأراضي” اللبنانية، محذرا أن “حزب الله يلعب بالنار ورد فعلنا سيكون شديدا جدا”.

وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية توترا منذ مقتل أحد عناصر “حزب الله” ويدعى علي كامل محسن، في غارة إسرائيلية استهدفت الأسبوع الماضي موقعاً عسكرياً قرب مطار دمشق الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى