ظنوا في البداية أنه انفجار نووي.. خبراء أسلحة: تفجير بيروت أشد من “أم القنابل” أقوى قنبلة تملكها أمريكا
كان الانفجار الذي وقع في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت قوياً، لدرجة أن بعض المراقبين خشوا أن تكون المدينة تعرّضت لانفجار نووي من نوعٍ ما، وهو الخوف الذي تفاقم بسبب السحابة الفطرية التي علت الانفجار، لكن اتضح بعد ذلك، وفقاً للرواية الرسمية، أن الحادث نجم عن اشتعال شحنة قديمة من الأمونيوم.
موقع Business Insider الأمريكي كشف في تقرير نشره الأربعاء 5 أغسطس/آب 2020، أن القوة التفجيرية لمرفأ بيروت “أكبر بمرتين على الأقل من قوة القنبلة “جي بي يو-43/بي” GBU-43/B (الملقبة باسم أم القنابل)”، وهي أقوى قنبلة غير نووية في ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية، مع عائد انفجار يبلغ نحو 11 طناً.
زلزال بقوة 3.3 درجة: تسبب الانفجار المميت الذي حلَّ بمرفأ بيروت الثلاثاء 4 أغسطس/آب، في دمار عظيم للعاصمة اللبنانية، وألحق أضراراً بالمباني، وتسبب في مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة آلاف آخرين. صوّر الناس مقاطع فيديو تُظهر موجة الانفجار وسحابة حمراء تتصاعد إلى ارتفاع شاهق، ليُقارنها البعض بالسحابة الفطرية/سحابة عيش الغراب التي تنتج عن الانفجارات النووية.
رغم أن السبب الدقيق للانفجار غير واضح حتى الآن، فإن التحقيقات تذهب إلى التركيز على أن السبب هو انفجار مستودع كان يحوي 2750 طناً من نترات الأمونيوم دون مراعاة لشروط السلامة العامة.
سُجِّل الانفجار على أنه زلزال بقوة 3.3 درجة على مقياس ريختر. وشعر الناس بآثار الانفجار على بُعد أميال من موقعه. وقال خبراء لموقع Business Insider إن محصول الانفجار قد بلغ على الأرجح ما يعادل انفجار عدة مئات من الأطنان من مادة “تي إن تي” TNT.
“أم القنابل”: يذهب جيفري لويس، خبير الأسلحة النووية والتقليدية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، إلى أن مادة الانفجار تعادل ما “يتراوح ما بين 200 و500 طن من مادة “تي إن تي”، بالنظر إلى الأضرار التي أوقعها، والموجات الصدمية التي أعقبته، والقياسات الزلزالية، وحجم الحفرة التي خلّفها”.
هذه القوة التفجيرية أكبر بمرتين على الأقل من قوة القنبلة “جي بي يو-43/بي” GBU-43/B (الملقبة باسم أم القنابل)، وهي أقوى قنبلة غير نووية في ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية، مع عائد انفجار يبلغ نحو 11 طناً.
استخدم الجيش الأمريكي أم القنابل لأول مرة في عملياته القتالية في أبريل/نيسان 2017، ضد “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) في أفغانستان.
هجوم هيروشيما: كان الانفجار في بيروت قوياً لدرجة أن بعض المراقبين خشوا أن تكون المدينة تعرضت لانفجار نووي من نوعٍ ما، وهو الخوف الذي تفاقم بسبب السحابة الفطرية التي علت الانفجار.
كما شبّه محافظ بيروت الانفجار المروع الذي شهدته المدينة بالقنابل الذرية التي دمرت مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان، خلال الحرب العالمية الثانية.
على الرغم من حجم الحصيلة المتفجرة التي بلغت بضع مئات من الأطنان، فإن انفجار بيروت أقل قوة بعشرات المرات من القنبلة الذرية التي دمرت هيروشيما، والتي بلغت قوتها التفجيرية نحو 15 كيلوطناً.
مع ذلك، فإن قوة انفجار المرفأ يمكن مقارنتها بقنبلة الجاذبية النووية الموجهة “بي 61” B61 الأقل تفجيرية، والتي يعتقد أنها ذات قوة تفجيرية تعادل انفجار 300 طن من المواد المتفجرة.
فيما قدر بعض الخبراء أن حصيلة انفجار بيروت تتراوح بين كيلوطن إلى 2 كيلوطن، ما يجعل هذا الانفجار أقوى من بعض الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية الأصغر.
سوابق لنترات الأمونيوم: صرّح كينغستون ريف، خبير نزع الأسلحة النووية في جمعية العمل على الحدّ من انتشار الأسلحة النووية، لموقع Insider، بأن “الانفجار النووي كان سيصبح أشد سوءاً بكثير، لأنه سيشمل تاثيراتٍ حرارية أكثر إشعاعاً. فالأسلحة النووية ليست كأي سلاح عادي آخر لسبب ما”.
يُذكر أن مادة نترات الأمونيوم التي يُشتبه في أنها قد تسببت في الانفجار الهائل، وهي سماد شائع، سبق أن شاركت في عدد من الانفجارات المدمرة.
إذ كان لتلك المادة دور، على سبيل المثال، في انفجار ضخم وقع في عام 2015 في مدينة تيانجين الصينية، وأودى بحياة أكثر من 160 شخصاً، وألحق أضراراً بأكثر من 300 مبنى. وآنذاك، نتج الانفجار، في جزء منه، عن انفجار 800 طن من نترات الأمونيوم. إضافة إلى انفجار سابق وقع في مدينة تكساس سيتي الأمريكية عام 1974، وقُتل فيه أكثر من 500 شخص، جراء انفجار 2300 طن من المادة ذاتها.