سمعنا جميعاً عن البلوكتشين، لكن هل تعرف كيف يعمل هذا النظام؟

في هذه الآونة يعج وسط التكنولوجيا بالحديث عن البلوكتشين، وكيف باتت تغزو العالم، ولكن رغم ذلك يجهل الكثير هذه التكنولوجيا.

وبحسب موقع Make Tech Easier يصبح من الصعب متابعة تلك الأحاديث ما لم تكن تعرف ماهية البلوكتشين، ولِمَ يرغب الجميع في الحصول عليها؟ ومع ظهور اتجاه لتطوير نظام تشغيل قائم على البلوكتشين، فإن الأمور تصبح أكثر تعقيداً.

ستشرح هذه المقالة ماهية البلوكتشين ولِمَ يجب بناء نظام تشغيل مبني عليها؟

ما هو البلوكتشين؟

يعرف البلوكتشين على أنه سجل من الأحداث أو التعاملات، مقاوم للتلاعب به أو تغييره. يستعصي تغيير البلوكتشين نتيجة «اللامركزية»، أي أن سجل البلوكتشين لا تحتفظ به جهة واحدة فقط.

فعلى سبيل المثال، إذا قررت أنت وزملاؤك في السكن وضع جدول للمهام المنزلية، وعهدتم بمهمة الإشراف على هذا الجدول إلى أحدكم، فنحن نصبح بصدد نظام مركزي. إذ يحق للمشرف على الجدول التحكم فيه، وبالتالي، يصبح بوسعه إجراء تعديلات على الجدول لكي يتملص من أداء الواجبات التي لا يرغب في أدائها.

ولكن، إذا ما وافق الجميع على جدول المهام المنزلية، وقاموا بطبع نسخة منه وتوزيع نسخة منها على كل فرد في المجموعة، فبهذه الطريقة إذا ما رغب أحد المشاركين في تعديل الجدول، فإن زملاءه الأربعة سيصححون التعديلات التي أجراها بمقارنتها بنسختهم من الجدول. وعلى نفس المنوال، إذا ما رغب أحد في تغيير بعض المهام ووافق الجميع على ذلك، فبوسعهم تعديل الجدول لكي يعكس رغبتهم.

يعمل البلوكتشين بطريقة مشابهة. يستعمل البلوكتشين عدة حاسبات على الشبكة للاحتفاظ ببيانات السجل، ويملك كل حاسب نسخته من السجل. وإذا ما رغب أحد أعضاء الشبكة بإضافة أو تعديل أي من بيانات السجل، فيجب على الحاسبات المشاركة في الشبكة أن تصدّق على ذلك التغيير. وبمجرد التصديق، يضاف هذا التغيير على البلوكتشين، ويتم تحديث نسخ السجلات على الحاسبات لتعكس ذلك التغيير.

ما هو نظام تشغيل البلوكتشين؟

تكمن المشكلة الرئيسية في أنظمة البلوكتشين في أن هناك الكثير منها، لتلائم أغراض التخزين، والنقل، والإنتاج، والعملات المشفرة، وهو ما يعني أن المستقبل سيكون مليئاً بالبلوكتشينات. بالإضافة إلى ذلك، فهناك العديد من البرامج وأنظمة التشغيل المستعملة في الوقت الحالي. يعني ذلك صعوبة التوفيق بين الأنظمة المختلفة.

سيهدف نظام تشغيل البلوكتشين إلى حل كلتا المشكلتين. فمن ناحية، سيكون نظام تشغيل البلوكتشين نظاماً افتراضياً. يعني ذلك أنه لن يعمل باستخدام المعدات الصلبة على حاسبك وإنما سيعمل اعتماداً على الحوسبة السحابية، مما سيمكنك من إدارة البلوكتشين على الحاسب الشخصي، وهواتف iOS، والهواتف المحمولة بنظام التشغيل أندرويد.

ثانياً، سيشمل نظام تشغيل البلوكتشين كل الأنظمة الموجودة. فيمكنك، على سبيل المثال، أن تستثمر في العملات المشفرة، وسيظهرها نظام التشغيل على المحفظة. يمكنك بعدئذ أن توزع أموالك بين بلوكتشينات العملات المشفرة المختلفة، وسيتابع نظام التشغيل تلك الأرصدة المختلفة.

يمكنك بعد ذلك أن تتوجه إلى سوق أنظمة التشغيل وتشتري أي نظام تشغيل يلاقي إعجابك. وبهذا ستتمكن من تخزين العملات المشفرة وشرائها، وسيتولى نظام التشغيل مهمة تحريك الأموال من حسابك وتعديل السجلات على بلوكتشين السوق.

ستؤدى كل تلك المهام على واجهة رسومية مشابهة لتلك المستخدمة على الحواسب الشخصية والهواتف المحمولة. وهو الأمر الذي سيسهل مهمة إدارة العديد من التطبيقات التي تعمل باستخدام البلوكتشين دون الحاجة إلى القلق بشأن التوفيق بين تلك التطبيقات.

قد يبدو ما سبق خيالاً علمياً، إلا أن تطوير تلك الأنظمة يجري بالفعل على قدم وساق، فنظام تشغيل نينجا Nynja، على سبيل المثال يدمج الاتصالات والبلوكتشين في تطبيق واحد. سيتسنى لك استئجار خدمات المتعاقدين بنظام العمل الحر، مع وجود كل التفاصيل على البلوكتشين.

تعد البلوكتشينات أداة مفيدة ويمكن إيجاد العديد من الاستخدامات لها في عدد لا نهائي من المجالات، أكثر مما يمكننا أن نحصيه، ولحسن الحظ، فإن أنظمة تشغيل البلوكتشين ستساعد في تجميع تلك السجلات لتسهيل إدارتها واستخدامها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى