حزب ”القروي“ يتراجع عن رفض التفاوض مع ”النهضة“ حول حكومة تونسية جديدة
أكد حزب قلب تونس، الذي يرأسه المرشح الرئاسي السابق نبيل القروي، اليوم الإثنين، أنّه لا يرفض التشاور مع حركة ”النهضة“ حول تشكيل حكومة وطنية لا ترأسها شخصية من ”النهضة“، ما يُعتبر تطورًا في موقف الحزب من مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال القيادي في حزب قلب تونس وناطقه الرسمي حاتم المليكي إن حزبه ليس مطالبًا بالتفاوض مع النهضة، نافيًا وجود مشاورات ثلاثية تجمع بين حركة النهضة وحزب قلب تونس وتحيا تونس، قائلًا: ”لا وجود لمشاورات لا سرّية ولا علنية“.
لكن المليكي أكد في المقابل أن قلب تونس ”لا يرفض التشاور والاستماع إلى حركة النهضة في صورة طرحها برنامجًا لتشكيل حكومة وطنية“، موضحًا أن الحزب ”يتجاوز كل التصريحات الصادرة عن قيادات النهضة التي فيها اتهامات بشبهات الفساد لقلب تونس“، قائلًا: ”لا نريد إضاعة الوقت ولسنا صغارًا بصدد التشاجر حول مسألة بسيطة“.
وأوضح المليكي في تصريحات صحفية أنّ ”النهضة هي المكلفة بتشكيل الحكومة، وحسب مجلس شوراها فإن رئيس الحكومة القادمة هو شخصية نهضوية وهو ما نرفضه“، مؤكدًا أن ”الحزب يتقاطع في هذه النقطة مع حركة الشعب والتيار الديمقراطي“ اللذين يمثلان كتلًا برلمانية وازنة بعد ”النهضة“ و“قلب تونس“.
وأكد القيادي في حزب قلب تونس أن حزبه يتعامل مع قرارات المؤسسات الرسمية لحركة النهضة، ولا يتعاطى مع التصريحات الإعلامية لقياداتها التي اعتبر أنها ”موجهة لداخل الحركة وليس لبقية الأطراف السياسية“، مشيرًا إلى أن ”قلب تونس يعتبر أن ترؤس النهضة الحكومة هو إعادة لسيناريو الفشل“، معبرًا عن رفضه حكومة المحاصصة الحزبية.
ويأتي هذا التطور في موقف حزب ”قلب تونس“ وسط تصاعد احتمالات تراجع حركة ”النهضة“ عن فرضية ترشيح أحد قياداتها لرئاسة الحكومة الجديدة، خاصة أن هذه النقطة مثلت محور الخلاف الأبرز الذي عبّرت عنه مختلف الأطراف السياسية المعنية بالمشاورات.
وقال الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في هذا السياق: إنّ الأحزاب الفائزة في الانتخابات التشريعية ”رفضت المبادرة التي تقدمت بها حركة النهضة الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة، واعتبرتها مناورة سياسية“.
ونقلت جريدة ”العرب“ اللندنية في عددها الصادر اليوم الإثنين عن المغزاوي قوله: إن ”مبادرة حركة النهضة التي طرحتها تحت مسمّى ”وثيقة تعاقد“ هي مناورة سياسية تسعى من خلالها إلى إيهام الرأي العام بأنها تناقش مع الأحزاب مسألة تشكيل الحكومة على قاعدة برامج واستراتيجيات تخص متطلبات المرحلة الحالية“.
وأكد أن حزبه يرفض مشاركة ”النهضة“ في الحكم على ضوء البنود التي تقدمت بها في اقتراحها، ”باعتبارها لا تحتوي برنامجًا محدّدًا زمنيًا“، وفق قوله.
وكانت حركة النهضة قد أصدرت يوم الجمعة الماضي ما أسمتها ”وثيقة تعاقد“، قالت إنها ستناقشها خلال مفاوضاتها مع الأحزاب؛ بهدف التوصل إلى تشكيل حكومة، واعتبرت هذه الوثيقة بمثابة عقد يتعيّن التوقيع عليه من كل طرف يقبل المشاركة في الحكومة.