عملاق الاتصالات الأمريكي في قبضة مادورو

يتصيد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الفرص لتوجيه ضربات موجعة لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، بعد فرض واشنطن عقوبات اقتصادية على كاراكاس، في مسعى للإطاحة بمادورو الذي تتهمه بتزوير الانتخابات عام 2018.

وقرر القضاء الفنزويلي مصادرة ممتلكات ومعدات شركة التلفزيون المشفرة “دايركت-تي في” المملوكة للمجموعة الأمريكية للاتصالات “ايه تي اند تي”، التي أعلنت وقف نشاطاتها في كاراكاس بسبب العقوبات الأمريكية.

وأمرت المحكمة العليا الهيئة الوطنية للاتصالات (كوناتل) “بمصادرة كل الموجودات والملكيات العقارية والمكاتب التجارية والمقار الإدارية ومراكز العمليات والبث والأجهزة اللاقطة وكل معدات أخرى أو تمديدات تستخدم لتقديم خدمات الاشتراك” بشبكة “دايركت-تي في”.

وأوضحت المحكمة العليا في بيان أن “كوناتل يمكنها، لتحقيق ذلك، الاعتماد على دعم الجيش”.

وذكر صحفيون من وكالة فرانس برس ظهر الجمعة، أن عسكريين تابعين للحرس الوطني دخلوا المقر الرئيسي لـ”دايركت-تي في” في كراكاس.

وكلفت المحكمة العليا “كوناتل” تعيين مجلس إدارة جديد “لضمان عودة الخدمات فورا وحقوق العمل التي يتمتع بها الموظفون”.

وأعلن عملاق الاتصالات الأمريكي “ايه تي اند تي” الثلاثاء الماضي، وقف نشاطات “دايركت-تي في” في فنزويلا.

وأكدت الشركة أن العقوبات الأمريكية تمنع بث القناتين الإخباريتين الخاصتين “غلوبوفيجن” و”بيديفيسا تي في” التابعة لشركة النفط الوطنية الفنزويلية.

وأوضحت المجموعة الأمريكية أن بث القناتين عبر هذه الشبكة كان شرطا وضعه الرئيس نيكولاس مادورو لمنح ترخيص للتلفزيون المشفر في فنزويلا.

وتفيد أرقام رسمية أن “دايركت-تي في” تمثل 45% من سوق التلفزيون المدفوع في فنزويلا. ويطول إنهاء عمله 6.5 مليون مشترك في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 30 مليون نسمة.

ومطلع الشهر الجاري، اعتقلت السلطات الفنزويلية أمريكيين اثنين اتهمتهما بالعمل مع عسكري أمريكي ثالث من قدامى المحاربين أعلن مسؤوليته عن محاولة توغل مسلح فاشلة في البلد المنتج للنفط.

وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إنه تم اعتقال 13 شخصا وصفهم بـ”الإرهابيين” في مخطط تم بتنسيق مع واشنطن لدخول بلاده عبر ساحل البحر الكاريبي والإطاحة به.

فيما نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضلوع الولايات المتحدة في أي مؤامرة سرية فاشلة في فنزويلا تشتبه كراكاس بتورّط أمريكيَّين فيها.