“عمود نار” رواية لـ كين فوليت عن تاريخ أوروبا فى القرن الـ 16
رواية “عمود نار” لمؤلفها كين فوليت، تعود بنا الى حقبة من تاريخ إنجلترا، حيث يجد بطل الرواية نيد ويلارد، حين يرجع إلى منزله في كينجزبريدج، أن العالم قد تغير، حيث تعيش أوروبا حالة من الاضطراب، كما يرى نيد نفسه على الجانب المقابل للفتاة التي يحلم بالزواج منها.
ومن ثم تتولى اليزابيث تيودور العرش، وتتحول كل أوروبا ضد إنجلترا، لكن الملكة الفطنة ستقيم أول جهاز استخبارات سري لتصلها أولى الإشارات عن عمليات اغتيال أو ثورات أو غزوات.
وعبر نصف قرن من الاضطرابات، يشرع التطرف في تأجيج العنف في أنحاء أوروبا. ومع تمسك اليزابيث بالعرش، يصبح واضحاً، بأن العداء الحقيقى، بل بين أنصار التسامح والمساومة ضد الطغاة الذي يفرضون أفكارهم على الجميع.
من أجواء الرواية
أعدمناه أمام كاتدرائية كينغزبريدج حيث تُنفذ الإعدامات عادةً؛ فإن لم تكن قادراً على قتل رجلٍ أمام الرّبّ لن تنجح في قتله أبداً. أحضره الشريف من الزنزانة أسفل مبنى جيلد هيل ويداه مُقيّدتان خلف ظهره.
مشى بانتصابٍ وبوجهٍ شاحبٍ يفور بالتحدي والشجاعة، سخر منه الحشد وشتمه، ولكنه بدا وكأنّه لا يرى أحداً سواى، تلاقت عيوننا، وفي هذا التبادل اللحظي للنظرات مرّ عمرٌ بأكمله.
كنتُ المسؤول عن إعدامه وهو يعلمُ بهذا، طاردته لعقودٍ من الزمن، فقد كان مَن زرع المتفجرات، ولو لم أوقفه لكان قتل نصف حُكّام بلدى – بمن فيهم العائلة المَلكيّة – بكل وحشية وتعطشٍ للدماء.
قضيت حياتي في تقفي أثر المجرمين أمثاله، وقد أوصلت الكثيرين إلى المقصلة، لم يُعدموا فحسب بل أُغرقوا وقُطّعوا، أمّا أحكام الموت الأكثر ترويعاً فقد كانت من نصيب أسوأ المجرمين، قمتُ بهذا مراتٍ عديدة، وراقبتُ كل رجلٍ يموت وأنا على علمٍ تام أنّي – وأكثر من أيّ أحدٍ آخر – مَن أوصله إلى هنا لينال عقاباً رهيباً وعادلاً في آنٍ معاً.
قمتُ بهذا خدمةً لبلدي الغالي، ومن أجل المَلكيّة التي أعمل لمصلحتها، ومن أجل مبدأ آخر وهو الإيمان بأنّ أيّ شخص يملك حق اختيار طريقه إلى الرّبّ، كان آخر الرجال الكُثر الذين أرسلتهم إلى الجحيم، ولكنه جعلني أعتقد أنه أوّلهم.
و كين فوليت من مواليد 5 يونيو 1949بـ ويلز، هو مؤلف روايات تاريخية وقصة مثيرة، بلغت مبيعات أعماله أكثر من 100 مليون نسخة، أربعة من كتبه وصلت إلى رقم 1 فى قائمة أفضل الكتب مبيعا لنيويورك تايمز، منها مفتاح ريبيكا، الثلاثى، وعالم بلا نهاية.