غزة تختبر عالمين.. غارات مستمرة وهدنة تلوح بالأفق
بالتزامن مع تقارير عن مقترح جديد للهدنة، نفذ الجيش الإسرائيلي، الخميس، غارات جديدة على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط قتلى.
وقال الدفاع المدني في غزة، إن غارات إسرائيلية الخميس أسفرت عن مقتل 21 شخصا بينهم أطفال، بعد ساعات من دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع المدمّر.
ووفق حديث المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة “فرانس برس”: “تم انتشال 15 قتيلا بينهم ستة أطفال على الأقل، وأكثر من 17 مصابا جراء القصف الإسرائيلي الجوي في حوالى الثانية فجر اليوم الخميس” على منزلين في “مخيم النصيرات وسط القطاع”.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق لحركة حماس على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير القطاع بشكل كبير.
وأدّى هجوم حماس إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب إحصاء أعدّته وكالة “فرانس برس”، استنادا إلى أرقام رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.
وخطِف أثناء الهجوم 251 شخصا من داخل الدولة العبرية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 35 شخصا أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.
وفي أحدث ضغط لإنهاء الحرب، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء، قرارا يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.
لكن الولايات المتحدة، الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، صوّتت ضد القرار غير الملزم.
مقترح الهدنة
في سياق متصل، نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، عن مسؤولين إسرائيليين، أن تل أبيب قدمت لحركة “حماس”، الأسبوع الماضي، اقتراحا محدثا للتوصل إلى اتفاق وبدء وقف لإطلاق النار.
ويتضمن الاقتراح إطلاق بعض من الأسرى الذين تحتجزهم الحركة. كما أشار المسؤولون إلى أن الاقتراح قريب مما تم التفاوض عليه في أغسطس/آب الماضي، مع التركيز على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأضاف المسؤولون أن حماس أبدت استعدادًا أكبر للتحلي بالمرونة والبدء في تنفيذ الاتفاق، حتى وإن كان ذلك بشكل جزئي.
والأسبوع الماضي، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مقترح جديد يستند إلى خطة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، ينسحب فيها الجيش الإسرائيلي جزئيا من القطاع، ويتم خلالها التفاوض على إنهاء الحرب وعلى مطلب حماس بالانسحاب الإسرائيلي الكامل، على أن يتم إنجاز الاتفاق بحلول تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمنصبه العام المقبل.
جولة سوليفان
وبالتوازي، يصل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى إسرائيل، الخميس، ثم يزور مصر وقطر، في محاولة أخيرة لدفع اتفاق وقف النار في قطاع غزة، قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب في غضون ستة أسابيع.
وبحسب مصدرين مطلعين على التفاصيل لموقعي «واللا» الإسرائيلي و«أكسيوس» الأمريكي، فإن سوليفان سيلتقي قادة إسرائيليين لمناقشة عدد من القضايا، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، وأحدث التطورات في سوريا، وكذلك لبنان وإيران، ثم سيسافر إلى القاهرة والدوحة لمناقشة جهود الوساطة.
ووفق المصادر، فإن سوليفان يخطّط للضغط على الإسرائيليين والقطريين والمصريين، للقيام بما يلزم لإبرام الصفقة في غضون أيام، وبدء تنفيذها في أقرب وقت ممكن، خصوصاً أن هناك تفاهماً بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وترمب على الدفع نحو التوصل إلى اتفاق يريده كلا الزعيمين قبل انتهاء فترة بايدن وتولي ترمب منصبه.