«غمزة ترامب».. هل كان الصدام مع زيلينسكي مدبرا؟

كانت المشادة الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض مشهدا استثنائيا وصادما، لكن هل كان مدبرا؟
فبمجرد دخوله، أظهر ترامب سحره، وقدم ضيفه إلى نائب الرئيس جيه دي فانس والعديد من المسؤولين، في الوقت الذي كان الطهاة مشغولين فيه بتحضير طعام العشاء، الذي لم يتمكن زيلينسكي والوفد المرافق له من تذوقه أبدًا بعد طردهم من البيت الأبيض، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وبعدما أثنى ترامب على ضيفه، وأشاد بجنوده الشجعان، سلط الضوء على نفسه قائلًا إن الحرب لم تكن لتندلع في أوكرانيا لو كان رئيسًا في ذلك الوقت، مشددًا على رغبته في وقف إطلاق النار، وسرعان ما تحولت المناقشات إلى مشادة كلامية عنيفة.
ومن المؤكد أن زيلينسكي كان قد تلقى توصيات مسبقة بأن يتوخى الحذر خلال لقائه مع ترامب ومع ذلك فإن أحد المراقبين الدبلوماسيين اعتبر أن الهجوم على زيلينسكي ربما كان مدبرا وذلك وفقا لما ذكرته “ديلي ميل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك بعض القرائن على أن كل شيء لم يكن كما يبدو ولعل أكبرها كانت غمزة ماكرة من ترامب للمراسل الأمريكي برايان جلين الذي أثار غضب زيلينسكي.
وبطريقة متسلطة تقترب من حد “الوقاحة”، سأل جلين الرئيس الأوكراني “لماذا لا ترتدي بدلة.. هل تملك بدلة؟” حيث كان زيلينسكي يرتدي ملابس عسكرية.
وقال جلين “أنت في أعلى مستوى في مكتب هذا البلد وترفض ارتداء بدلة. هل تملك بدلة؟.. الكثير من الأمريكيين لديهم مشاكل مع عدم احترامك لكرامة هذا المنصب”.
لكن زيلينسكي قمع هذا الخط الهجومي ببراعة قائلا “سأرتدي زيًا بعد انتهاء هذه الحرب.. ربما شيء أفضل من زيك، لا أعرف.. ربما شيء أرخص”.
وما يثير الجدل حول احتمال أن يكون الأمر مدبرا هو أن جلين يرتبط بعلاقة عاطفية مع عضوة الكونغرس اليمينية المتطرفة مارغوري تايلور جرين، التي نشرت تغريدة لاحقا عبر منصة “إكس” أعربت خلالها عن فخرها به.
وتحت ضغط المشهد التاريخي للمشادة باتت أوكرانيا وأوروبا تحت ضغط محاولة إرضاء ترامب من أجل ضمان الدعم الأمريكي للحلفاء عبر الأطلسي، وهو ما يمكن أن يجبر كييف وعواصم أوروبية أخرى لتقديم تنازلات.