آخر الأخبارتحليلات و آراء

كما وصفته عائلته..”أحمق”..”مهرج”..”بلطجي”..”نرجسي”

سليم الزريعي

من الطبيعي أن تكون صفات أي شخص العقلية السلبية تخصه وحده؛ وربما تمس محيطه الأقرب، وهو ابتلاء يخصه ويخص من هم حوله، فقط ويمكن التعامل معه على أنه ابتلاء خاص، لا يعني الآخرين من قريب أو بعيد، طالما جرت السيطرة عليه وتحييد واحتواء تداعياته الضارة.

لكن المشكلة هي عندما يتمثل كل هذا الابتلاء في شخص، هو رئيس دولة عظمى كالولايات المتحدة، بما لها من قوة عسكرية وسياسية واقتصادية وقوة ناعمة هائلة، فهذا يعني أن هناك مخاطر جدية تهدد العالم، جراء تصرفات هذا الشخص غير المتوقعة، في ظل كل تلك الصفات التي تشكل شخصيته وتؤسس لتصرفاته.
وهذا ليس تحليلا، أو من باب المناكفة السياسية والأيديولوجية، ولكنه من واقع شهادات موثقة لبعض أقرب الناس إليه والدته، وشقيقته الكبرى، وابنة شقيقه الأكبر، ويبدو للأسف أن العالم يعيش مثل هذا الابتلاء الآن في شخص السمسار الرئيس دونالد ترامب، وفي مقدمته الشعب الفلسطيني بشكل عام، وقطاع غزة وأهله بشكل خاص.
ذلك أن وهم ترامب هيأ له أن عزة هاشم، ومدينة فيض الشهداء، والأكثر عراقة من دولة أمريكا نفسها، أنها عقار، وعبر إصرار مرضي يؤكد مجددا أنه “ملتزم بشراء غزة وامتلاكها” وفي هذه الفنتازيا الذهنية لرئيس أمريكا، يواصل هذيانه، بأن يعد بمنح.. هكذا ” منح” “أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لإعادة بنائها”.

لكن ترامب عندما يقول إنه “ملتزم بشراء غزة وامتلاكها”، فهل قطاع غزة أرضا مشاعا دون أهل، في عالم ما قبل التنظيم الدولي وقواعد القانون الناظم للعلاقات بين الدول والشعوب؟ ثم هو ملتزم أمام من؟ ومن هي الجهة التي ستبيعه غزة؟ ثم أليست غزة هي الإقليم الجنوبي من دولة فلسطين التي تعترف بها معظم دول العالم، وأن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة في السلطة الفلسطينية هي صاحبة الولاية الشرعية والقانونية على الديمغرافيا والجغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية بكل مساحتها حتى الرابع من حزيران 1967، وبقطاع غزة بمساحته غير المنقوصة؟ على الأقل وفق القرارات الأممية ذات العلاقة.
لكن السؤال هو: من الذي دمر غزة، وبعيدا عن ذريعة طوفان حماس، أليس هو الكيان الصهيوني وبدعم مباشر من واشنطن من فعل ذلك، وفق موقف الأغلبية الساحقة من دول العالم؟ بما فيها محكمة الجنايات الدولية التي فتحت تحقيقا في جرائم الكيان في قطاع غزة؟ أي أن أهل غزة هم ضحية إجرام الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، كونهما شركاء محرقة غزة وتدميرها، وكان أحرى بالسمسار ترامب أن يعرف من هي غزة ومن هم أهلها؟ قبل أن يفاجئ العالم بهذا الهذيان الصادم، الذي وصفه المستشار الألماني شولتس عندما سئل عن رأيه في اقتراح ترامب بإعادة تطوير غزة لتصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”: “(إنها) فضيحة.
وربما تشكل شهادات أقرب الناس إلية، مفاتيح ضرورية لفهم شخصية ترامب، وأي شخص هذا الذي يقود أقوى دولة في العالم راهنا على الأقل، فهو لدى أمه “ماري آن ترامب”: أحمق ولا يتمتع بأي قدر من الحس السليم، أما عند شقيقته الكبرى ماريان ترانب باري القاضية السابقة في محكمة الاستئناف بولاية نيو جيرسي فهو: “مهرج” ، وأنه “بلا مبادئ على الإطلاق”، لكن المفارقة أن هذا الأحمق عند والدته، والمهرج الذي بلا مبادئ وفق توصيف أخته يحاول هندسة الشرق الأوسط عبر جريمة جديدة يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني، الذي هو ضحية السياسيات الأمريكية مند قرن من الزمان.

المفارقة أن من يكشف مفاتيح شخصية ترامب هم أهله، ومن يعرف ترامب أكثر من أخله؟! من ذلك أن ابنة شقيقه الأكبر ماري؛ والمتخصصة في علم النفس السريري، تصف عمها أنه شخص يعاني على الأرجح من اضطرابات نفسية عديدة، الأمر الذي لا يجعله صالحا لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة.
جاء ذلك في مذكرات لماري ترامب ضمنتها في كتاب بعنوان “أكثر مما ينبغي وغير كاف أبدا: كيف صنعت عائلتي أخطر رجل في العالم”، وهي تعتقد أن عمها تنطبق عليه المعايير التسعة للنرجسية السريرية، كما أنه ربما يعاني أيضا من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واضطراب الشخصية الاعتمادية، وصعوبة في التعلم أعاقت قدرته على معالجة المعلومات لعقود من الزمن.
وتقول ماري في كتابها إن “دونالد عانى من الحرمان الذي سيكون له أثر باق طوال حياته”، فكان أن اتسمت شخصيته بخصال مثل “النرجسية والبلطجة والشعور بالعظمة”.
ومع كل الصفات اللصيقة بترامب التي تشكك موضوعيا في مدي قدرة هذا الرجل على الإدراك والتصرف السليم، وتجعل منه شخصا خطرا جدا ليس على عزة وأهلها وإنما على العالم، وربما تكشف نواياه تجاه كندا توأم بلاده وجرينلاند، أن سلوك هذا الرجل يمثل تهديدا للسلم العالمي، التي يمكن أن تفجرها نواياه نحو غزة والضفة الغربية والقدس، وقضايا المنطقة العربية، وهي النوايا التي يمكن أن تكون بمثابة صاعق تفجير يتجاوز جغرافيا المنطقة العربية.
وبين ما قالت أمه “ماري آن ترامب” من أنه”: أحمق ولا يتمتع بأي قدر من الحس السليم، ومهرج وبلا مبادئ لدى شقيقته، ونرجسي، وبلطجي وموهوم بالعظمة لدى ابنة شقيقه، يمكن إدراك أي شخص هذا الذي صدم العالم بمشروعه شراء قطاع غزة، وكأن غزة ليست وطنا، وأنها بلا أهل يدافعون عنها ومعهم الأمة العربية، وكل أصحاب الضمائر في هذا العالم في مواجهة، رئيس “أحمق”، ونرجسي وبلطجي، ومصاب بداء العظمة”. وفق شهادات عائلته.
لكن نواياه المجنونة عبر كل هذا الهذيان، لن تكون بالتأكيد قدر أهل غزة، مع صعوبة هذا التحدي..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى