كورونا ينتشر في السفارة الأمريكية بالسعودية.. نيويورك تايمز: تم إجلاء عشرات الموظفين وعائلاتهم
كشفت صحيفة نيويورك تايمز، الخميس 2 يوليو/تموز 2020، عن وجود مخاوف إزاء سلامة الدبلوماسيين الأمريكيين في السعودية بعد تفشي فيروس كورونا داخل مجمّع سفارة واشنطن في العاصمة الرياض.
قالت الصحيفة إن عشرات الموظفين بالسفارة أصيبوا بالفيروس الشهر الماضي، وخضع أكثر من 20 آخرين للعزل الصحي. وأضافت أن العدوى انتشرت خلال حفل شواء في عيد ميلاد، مشيرةً إلى وفاة سائق سوداني يعمل لدى دبلوماسيين كبار بالسفارة.
استجابة السعودية “غير كافية”: أشارت الصحيفة إلى أن تقريرها الذي يسلِّط الضوء على المخاوف إزاء سلامة الدبلوماسيين الأمريكيين في المملكة واستجابة الإدارة الأمريكية للأزمة، يستند إلى شهادات 9 مسؤولين حاليين ومسؤول سابق.
نقلت الصحيفة عن تحليل من داخل السفارة، تم تداوله في قنوات مغلقة في الرياض وواشنطن أواخر الشهر الماضي، تشبيهه لتفشي الجائحة في المملكة بما شهدته مدينة نيويورك في مارس/آذار الماضي.
كما أشار التقييم إلى أن استجابة الحكومة السعودية كانت “غير كافية”، حتى عندما فاقت الإصابات قدرة المستشفيات وتفشت الجائحة بين العاملين بالقطاع الصحي.
تابعت الصحيفة أن مسؤولين بالسفارة، لم تسمّهم، نقلوا الوضع إلى الكونغرس خارج القنوات الرسمية، مطالبين بإجلاء معظم موظفي السفارة الأمريكية وعائلاتهم، على غرار ما حدث مع بعثات في الشرق الأوسط قبل شهور.
انتقادات للخارجية الأمريكية: نقلت الصحيفة عن هؤلاء المسؤولين قولهم إنهم “لا يعتقدون أن قيادة وزارة الخارجية أو السفير الأمريكي في المملكة، جون بي أبي زيد، يأخذان الموقف على محمل الجد بما يكفي”.
السبت الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن “المغادرة الطوعية للموظفين الأمريكيين، غير الأساسيين، وأفراد أسر البعثة الأمريكية في المملكة العربية السعودية”.
جاء إعلان الوزارة استجابة للضغوط التي مارسها أعضاء في الكونغرس من الحزبين، وفقاً للصحيفة الأمريكية. إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن مسؤولين كباراً في السفارة يرون إعلان الخارجية أنه “إجراء ناقص”.
كما نقلت عن مسؤولين مطلعين قولهم إنهم مارسوا ضغوطاً لإجلاء معظم الموظفين الأمريكيين البالغ عددهم من 400 إلى 500 يعملون في السفارة بالرياض بالإضافة إلى قنصليتين.
الأربعاء، أفادت الخارجية الأمريكية، في بيان، بأن المغادرة الطوعية “مناسبة للظروف الحالية المرتبطة بالجائحة”، التي أثرت على موظفي البعثة والجالية الأمريكية بالمملكة.
مخاوف من تبعات خفض عدد الدبلوماسيين: نقلت الصحيفة عن دوجلاس لندن، عضو سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، قوله: “إن العائلة المالكة بالسعودية لن ترحب بأي تحرك من جانب الحكومة الأمريكية لخفض عدد الدبلوماسيين وضباط المخابرات في المملكة”.
أضاف لندن، الذي عمل كضابط سري في العديد من دول الشرق الأوسط، أن “استرضاء المملكة كان أكثر أهمية لإدارة ترامب، التي جعلت علاقة أمريكا بالعائلة المالكة حجر الزاوية لسياستها الخارجية”.
كما لفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والبيت الأبيض يركزان على عواقب علاقتهما بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكثر من المخاطر التي يتعرض لها الأمريكيون هناك.