آخر الأخبارأخبار عربية

لامتصاص غضب الإسرائيليين.. تل أبيب تدرس تجميد الرحلات السياحية بين مطاري بن غوريون وشرم الشيخ

كشفت هيئة البث الإسرائيلية “كان11” أن إسرائيل تدرس تجميد الرحلات إلى شرم الشيخ القادمة جوا من مطار بن غوريون، كجزء من سلسلة إجراءات أخرى ستناقشها وزارة خارجيتها في إطار تقييم العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.

يأتي هذا الإعلان الإسرائيلي اللافت، بعد أيام فقط من إنهاء وفد عسكري إسرائيلي زيارته للقاهرة، لاستكمال نتائج التحقيق في حادثة معبر العوجة، التي نفذها الشهيد المصري محمد صلاح في 3 من يونيو/حزيران 2023، وعلى إثرها لقي 3 من الجنود الإسرائيليين مصرعهم، ما شكل صدمة لا تزال أصداؤها تتفاعل في الأروقة السياسية والأمنية الإسرائيلية المختلفة.

أصداء العملية لا تزال تدوي في إسرائيل

منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادثة في سيناء، طالبت الكثير من النخب الإسرائيلية حكومة نتنياهو بأن تعيد تقييم علاقاتها مع القاهرة، في ضوء تبني النظام المصري لخيار الصمت تجاه الحدث، وعدم التفاعل معه، ما أثار غضب الإسرائيليين.

آخر هذه التفاعلات ما كشفت عنه القناة الـ13 العبرية في تقرير مصور لمحرر الشؤون العربية تسفي يحزكيلي، أشار فيه إلى أن محمد صلاح تحول لأيقونة في نظر الشارع المصري، وبات اسمه يتردد كثيراً كرمز للثورة.

يعلق التقرير على تكريم نادي الزمالك للشهيد محمد صلاح بتسمية إحدى منشآت النادي باسمه، وإشادة اللواء السابق بالجيش سمير فرج بالدور البطولي لمحمد صلاح، وأن هذه المشاهد وفقاً للتقرير لا يمكن القفز عنها، لأنها تعكس قناعة بأن الشارع المصري لا يزال رافضاً للسلام مع إسرائيل، وأن السلام بين مصر وإسرائيل لا يزال بارداً.

في سياق متصل، أشار محلل الشؤون العربية في صحيفة “معاريف” جاكي حوجي، بأن على إسرائيل أن تدرك الحقيقة المرة، وهي أن التكريم الذي حظي به محمد صلاح سواء ذلك الذي رأيناه على شاشات التلفاز أو التغني باسمه في مقاهي القاهرة، هو أن السلام بين الشعوب لا يزال بعيداً

يستشهد مقال معاريف بتقارير “عربي بوست” التي نقل جزءاً منها من داخل الحي الذي كان يقيم به محمد صلاح في القاهرة، ومنها شهادات أصدقائه الذين قالوا عنه بأنه “كان محباً للرسم ويسمع الموسيقى، ولم يكن سلفياً، ولا ينتمي للإخوان، وكان مؤمناً ويعرف الله كما نعرفه جميعاً، ولم يكن إرهابياً، وأنه يكره إسرائيل كباقي المصريين، ولا يخجل من ذلك”، وفقاً لما ورد في نص التقرير الإسرائيلي.

أثارت مشاهد تكريم محمد صلاح غضب الإسرائيليين، فجاء التلويح بخيار العقوبات الاقتصادية من بينها أن إسرائيل تدرس تجميد الرحلات إلى شرم الشيخ كخطوة رمزية بهدف الضغط على النظام المصري، في محاولة لامتصاص غضب الإسرائيليين الذين شعروا بالإهانة، بعد أن تحول محمد صلاح لأيقونة بات يتغنى بها المصريون.

عودة للوراء في العلاقات

يمثل قرار إسرائيل تدرس تجميد الرحلات إلى شرم الشيخ، عودة للوراء في طبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية، وضربة لجهود السيسي في جذب السياح الأجانب لبلاده وتحديداً في سيناء لتوفير نقد أجنبي، من خلال عائدات السياحة التي تمثل 12% من حجم الاقتصاد المصري في ظل ما تعانيه الدولة من تراجع حاد في احتياطيات النقد الأجنبي.

ففي مارس/آذار 2022، طالب السيسي خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت في شرم الشيخ، بدعم اقتصاد بلاده من خلال تسيير رحلات جوية بين مطاري بن غوريون وشرم الشيخ، وجرى الاتفاق آنذاك على تسيير 13 رحلة أسبوعية بين المطارين.

إسرائيل تدرس تجميد الرحلات إلى شرم الشيخ التي تعد من أبرز الوجهات السياحية للإسرائيليين - رويترز
إسرائيل تدرس تجميد الرحلات إلى شرم الشيخ التي تعد من أبرز الوجهات السياحية للإسرائيليين – رويترز

السياحة الإسرائيلية في سيناء

تمثل مدن سيناء مناطق جذب للسياح الإسرائيليين، وتعد سيناء واحدة من الوجهات الأكثر تفضيلاً للإسرائيليين لقضاء عطلة الأعياد في التقويم العبري كأعياد الفصح والغفران والأنوار.

يزور الإسرائيليون مناطق سيناء بشكل منتظم ضمن وفود سياحية في موسم الصيف، وتعدّ مدن شرم الشيخ ودهب ونويبع الأكثر تفضيلاً للإسرائيليين عن غيرها من المدن المصرية الأخرى، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال امتلاء الصفحات الإسرائيلية على “فيسبوك” بإعلانات عن تنظيم رحلات سياحية لسيناء، التي عادة ما تكون قصيرة من 3-11 يوماً.

يدخل الإسرائيليون سيناء براً عبر معبر طابا الواصل بين سيناء ودولة الاحتلال، بالإضافة للنقل الجوي بين مطاري بن غوريون وشرم الشيخ، التي لا تزيد مدة الرحلة عن ساعة واحدة.

يمثل القرار الإسرائيلي بتجميد الرحلات السياحية بين مطاري بن غوريون وشرم الشيخ، خطوة ذات دلالات رمزية، كجزء من سلسلة إجراءات ترتبط بإعادة تقييم الموقف مع القاهرة بعد حادثة معبر العوجة، وقد لا يكون للقرار تأثير اقتصادي كبير كون الإسرائيلييون يعتمدون على التنقل البري لسيناء أكثر من الرحلات الجوية.

تقدر أوساط إسرائيلية مختلفة بأن متوسط السياح الإسرائيليين الذين يزورون سيناء من 500- 700 ألف سائح سنوياً، يتنقل الجزء الأكبر منهم براً عبر معبر طابا الحدودي، فيما يذهب جزء آخر منهم عبر رحلات جوية بين مطاري شرم الشيخ وبن غوريون.

لماذا يفضل الإسرائيليون سيناء؟

تحظى السياحة الإسرائيلية في سيناء بالعديد من المزايا بالنسبة للإسرائيليين، منها أنه يمكن لهم السفر براً بمركباتهم الخاصة عبر معبر طابا، بدون تأشيرة سياحية.

كما أن الإسرائيليين يفضلون مصر وجهة سياحية بسبب انخفاض تكلفتها مقارنة بالوجهات السياحية الأخرى، إذ لا تزيد تكلفة الإقامة لمدة أسبوع في مدن سيناء السياحية عن 300 دولار للشخص الواحد.

من الامتيازات الأخرى، أن العديد من المطاعم والفنادق في سيناء توفر الوجبات الحلال في الشريعة اليهودية “الكوشر” لكسب جمهور المتدينين من اليهود، الذين يعتبرون ذلك شرطاً أساسياً من متطلبات السياحة، وفق ما تناولته صحف عبرية.

يشار إلى أن فصل الصيف يعد من أكثر المواسم السياحية التي تستقطبها المدن الساحلية في مصر، بالإضافة إلى منتجعاتها المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى