لتنهي “رحلة المخاطر” بأمان.. إليك نصائح للتسوق في زمن كورونا
قبل أشهر قليلة فقط كنا سنستغرب هذا السؤال: “كيف نتسوق؟”، لكن في عهد كورونا أصبح كل شيء مختلفاً، فكيف نتسوق هنا نعني بها أكثر الطرق أماناً لشراء احتياجاتنا مع الحفاظ على صحتنا وتجنب الإصابة بعدوى محتملة من الفيروس المستجد.
وهنا نقدم لك مجموعة من النصائح من بداية رحلة التسوق المحفوفة بالمخاطر وحتى نهايتها، لتنهيها بسلام وأمان.
الطريقة الأسلم للتسوق
استناداً إلى ما أعلنته منظمة الصحة العالمية عن انتقال فيروس كورونا، فإن لمس الثمار والمأكولات يجب ألا يكون مصدر قلق كبيراً مقارنة بالاقتراب من الأشخاص المصابين بالفيروس، لذا اهتمّ بالتباعد الاجتماعي.
من الأسلم لك أن تقلل رحلات التسوق، لتصبح مرة كل أسبوع أو أسبوعين لتقليل فرص الاختلاط بالآخرين، وحاول قدر الإمكان التسوق في أوقات بعيدة عن الذروة، مثل الصباح الباكر بينما يعمل أو يدرس الآخرون (منزلياً على الأغلب).
عندما تدخل المتجر حاول قدر الإمكان أن تحافظ على مسافة بين متر إلى مترين بينك وبين المتسوقين الآخرين والعاملين بالمتجر وفي طابور دفع الحساب.
أيضاً يجب أن تذهب بمفردك، وليس هناك داعٍ للتذكير بأن تترك أطفالك في المنزل، سواء لتحافظ على صحتهم، أو لتسهيل الحركة، أو لتجب المشاكل القانونية، إذ منعت بعض الدول الخليجية خروج الأطفال إلى الأماكن العامة والمتاجر.
هل يجب أن أرتدي قناعاً طبياً وقفازات في المتجر؟
في البداية، كانت توصيات منظمة الصحة العالمية وﻣﺮﻛﺰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻷﻣﺮاض واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ تقتصر على ارتداء الكمامات على من يشتبه بإصابته بالفيروس أو وجوده في محيط شخص مشتبه بإصابته، لكننا في الأماكن العامة كالمتاجر لا نعرف بالضبط إن كنا سنخالط مرضى أم لا، خاصة أن الفيروس قد لا تظهر أعراضه على المصابين لمدة تصل لـ14 يوماً.
لذلك يفضل أن نرتدي كمامات، وإن لم تتوفر بسبب نقصها في بعض الدول، لف قطعة قماش على أنفك وفمك، فإن لم تكن هذه الفكرة بجودة الكمامات الطبية، خاصة المحتوية على فلتر تهوية من نوع N95، فهي لا تزال توفر بعض الحماية، خاصةً مع حديث هذه المؤسسات الطبية عن طفو القطرات المحملة بالفيروس نتاج عطس وسعال المصابين لساعات في الهواء.
لكن الأمر ليس نفسه بالنسبة للقفازات، إذ لم توصِ منظمة الصحة بارتداء القفازات مثل الكمامات، كونها تعتبر حاملاً للفيروس تماماً مثل اليد، لذلك سواء اخترت أن ترتديها أم لا، عليك أن تتجنب ملامسة وجهك مهما كان الداعي، وكذلك غسل يديك 20 ثانية بالصابون وتعقيمهما بمعقم 60 أو 70% كحول فور انتهاء رحلة التسوق.
أول شيء تفعله لدى دخول المتجر
نعم، قلنا إن فرص انتقال العدوى عن طريق لمس المنتجات أقل من الاحتكاك المباشر بالأفراد، لكنها تظل فرصة متاحة لانتقال الفيروس الذي يعيش لساعات على الأسطح، لذلك عندما تدخل المتجر امسح عربة التسوق بمنديل مطهر، وضع هاتفك ومفاتيحك في جيبك، وحاول ألا تخرجها طوال فترة تواجدك بالمتجر، لأننا نمسك بهواتفنا أغلب الوقت ونضعها على وجوهنا وملابسنا.
كما عليك تجنب لمس الأشياء قدر الإمكان لتقليل فرص التعرض لإصابة ممكنة، لذلك فالأفضل ألا تلمس إلا ما تحتاج شراءه، وسيساعدك في هذا وجود قائمة بالمشتريات أعددتها مسبقاً لتعرف بالضبط ما الذي تريده وتحصل عليه بسرعة. وحاول أيضاً الحصول على المنتجات من الرفوف العليا أو بنهاية الرفوف، لأنها في الغالب لم تلمسها أيادٍ كثيرة مثل تلك في الواجهة، وفق نصيحة الموقع الأمريكي CNET.
ماذا عن الحقيبة؟
هل تحضر حقيبة قابلة لإعادة الاستخدام أو تشتري أكياساً بلاستيكية وتتخلص منها؟ إن استخدمت الخيار الأول فاحرص على تنظيف الحقائب في كل مرة تنهي فيها التسوق، سواء بغسلها أو بتعقيمها بمناديل مطهرة أو رزاز مطهر ومنشفة ورقية، وإن لم يُبدِ خبراء الصحة قلقاً كبيراً حول هذه النقطة، وفق موقع Vox الأمريكي.
كيف أدفع الحساب؟
من الأفضل أن تستخدم التطبيقات للدفع مثل Apple Pay وGoogle Pay أو تطبيقات البنوك لتضمن ألا يحدث تلامس، وعندما تخرج الهاتف من جيبك عليك أن ترش رزازاً مطهراً أولاً. أما بالنسبة للمفاضلة بين الدفع ببطاقة الائتمان أو الدفع النقدي فلا توجد إجابة قاطعة هنا، فكلاهما قد يكون وسيلة لنقل الفيروس، وإن كانت فرصة البطاقة الائتمانية أقل من النقود التي يستخدمها العشرات يومياً، وعموماً احرص على تعقيم يديك بعد الانتهاء من الدفع، خاصة إذا كنت ستذهب لقيادة سيارتك بعدها.
هل أقوم بتعقيم البقالة بمجرد الوصول للمنزل؟
على الأغلب لست مجبراً على ذلك، إذ قال فرانك ياناس، نائب مفوض إدارة الغذاء والدواء لشؤون السياسة الغذائية والاستجابة: “لا يوجد دليل على انتقال الفيروس عن طريق الطعام أو تغليف المواد الغذائية”.
كما أن بعض المنتجات قد لا تستطيع تعقيمها مثل الفواكه والخضراوات، لأن الصابون قد يتسرب إليها، ما يضر بالجهاز الهضمي عند تناولها، والماء الساخن سيطهي منتجك بدلاً من تعقيمه، كما أنك لن تضمن تعقيم كل شيء بنسبة 100%، لكن إذا كان لديك وقت كاف فلا بأس بمسح العلب والأكياس البلاستيكية بمناديل مطهرة وغسل العبوات، وبالنسبة للخضراوات والفاكهة فإذا أمكنك بعد غسلها تقشير أو نزع القشور الخارجية منها فسيكون جيداً، وفق نصيحة موقع HuffPost الأمريكي.
هناك نصيحة أخرى قد تكون عملية لبعض المنتجات، وهي تركها خارج المنزل أو في غرفة منفصلة لمدة، ولتكن 3 أيام، لأن الفيروس لا يعيش على الأسطح الورقية والبلاستيكية مدة أطول. لكن الأهم هو أن تغسل يدك جيداً فور دخولك المنزل قبل أن تلمس أي شخص، ثم تنظف أسطح المطبخ والمقابض.
التوصيل للمنزل أم رحلة المتجر المحفوفة بالمخاطر؟
الأكثر أماناً هو التوصيل للمنزل إذا كانت هذه الخدمة متاحة في بلدك بمقابل مادي مناسب، ورغم أنك تتواصل مع شخص يسلمك المنتجات فإنه اختلاط أقل بالطبع من فرص لقائك عشرات الأشخاص في رحلة التسوق.
وإن كنت بحاجة إلى نصيحة أخلاقية فهي التعاقد مع شركة توصيل لديها سياسة جيدة في الإجازات المرضية، وأجور مناسبة للموظفين، ووسائل تعقيم ورعاية صحية مناسبة تقدر نزولهم للشارع ومخاطرتهم بصحتهم من أجل خدمة آلاف آخرين.
ما مقدار الطعام الذي أشتريه؟
كما أشرنا سابقاً، وكما تنصح صحيفة “واشنطن بوست” فإن شراء كمية طعام تكفي أسبوعاً أو أسبوعين أو حتى ثلاثة كمية منطقية، لكن أكثر من ذلك سيكون مخزون الحرب أو نهاية العالم وليس مخزون الطعام المنزلي.
في النهاية الطعام لن ينتهي، كما أن بعض المنتجات قد تفسد لديك قبل استخدامها، وعليك أيضاً أن تراعي أن آخرين يريدون توفير الطعام لأسرهم، وقد لا تكون لديهم مقدرة لشراء مخزون لمدة كما تفعل.