لماذا تحتل ماكدونالدز منزلة خاصة في قلوب أصحاب البشرة السمراء؟

من بين شركات أمريكية كثيرة أعلنت دعمها للتظاهرات المناهضة للعنصرية حيال الأمريكيين السود، تحتل ماكدونالدز مكانة خاصة في قلوب أصحاب البشرة السمراء في هذا البلد إثر تاريخ من الدعم النفسي والاقتصادي.

وتعتبر “ماكدونالدز” من أكبر سلاسل مطاعم الوجبات السريعة في العالم مع حوالى 39 ألف مطعم في 119 بلدا وإيرادات قدرها 21,1 مليار دولار في 2019.

وعلى الرغم من أن “القناطر الصفراء الذهبية” التي تزين علامتها التجارية تعد أكثر ماركة ترميزا للرأسمالية الأمريكية، إلا أنها صاحبة قصة تمكين تاريخية للسود بما يصطدم مع الرأسمالية الأمريكية وانعدام المساواة.

“كان واحدا منا”

وفي أعقاب اندلاع التظاهرات في الولايات المتحدة إثر مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد على يد رجل شرطة أبيض، نشرت ماكدونالدز رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في يونيو/ حزيران جاء فيها “اليوم نقف إلى جانب السود عبر الولايات المتحدة”.

وذكرت الرسالة أسماء أمريكيين سود قتلتهم الشرطة، وتابعت “كان واحدا منا. كانت واحدة منا. كانوا جميعا واحدا منا”.

 وترى مارسيا شاتلين استاذة التاريخ والدراسة حول الأمريكيين السود في جامعة جورجتاون في واشنطن أن دعم “ماكدونالدز” لأوسع تظاهرات مطالبة بالحقوق المدنية في الولايات المتحدة منذ عقود، غير مفاجئة.

وأوضحت في كتابها “فرانشايز: ذي غولدن آرتشز إن بلاك أميركا” أن “العلاقة بين ماكدونالدز والأمريكيين السود معقدة بطريقة فريدة.

وتقول شاتلين لوكالة فرانس برس عن دعم “ماكدونالدز” للتظاهرات “يندرج ذلك في إطار نهج السلسلة التي لطالما اتخذت موقفا عندما كانت تدرك أن هذا الموقف سيلقى دعما من قاعدة مستهلكيها وسيؤدي أيضا إلى تحسين صورتها”.

الفرانشايز لأصحاب البشرة السمراء

وتستمد ماكدونالدز جذورها من التغيرات في نمط الحياة بعد الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة. لكن شاتلين تقول إن إشراك السود يعود إلى المرحلة التي تلت أعمال الشغب في الكثير من المدن الأمريكية في العام 1968.

وتضيف شاتلين “إعطاء حقوق امتياز (فرنشايز) إلى أمريكيين سود سمحت بتحقيق الكثير منهم ثروات كبيرة ليساهموا بعد ذلك بالكثير من أعمال الخير أكانت بدعم جامعات +سوداء+ أو جهود على مستوى المجتمع المحلي”.

 واندرجت هذه الجهود مع ميل كان بارزا في عهد الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون نحو الرأسمالية السوداء أو التشجيع على بناء ثروات للأمريكيين السود من خلال الأعمال.

إلا أن شاتلين ترى أن هذه المقاربة لا يمكنها معاجلة تاريخ التشريعات التمييزية الطويل في الولايات المتحدة.

وتقول “هو لا يقضي بالضرورة على العنصرية التي أججتها الهوة في الثروات بحسب العرق ولا تحل كذلك مشاكل الناس الذين لن يحققوا الملايين”.

وساهمت مجموعة “ماكدونالدز” في توفير فرص عمل. فالفروع التي كان يملكها سود كانت توفر فرص عمل للأمريكيين السود مهمة بحسب شاتلين “إذ إنها متوافرة بسهولة ويمكن لأشخاص من دون مؤهلات عالية الحصول عليها”.

إلا أن العاملين في “ماكدونالدز” لا يحصلون على الرعاية الصحية وإجازات مرضية مدفوعة ومخصصات رعاية الأطفال ما يؤثر على الاستمرارية في العمل وهو أمر تتذرع به المجموعة لعدم منح المزيد من المخصصات.

 وتواجه الشركة اليوم مجموعة من المطالب العمالية من بنيها حد ادنى للأجور يحدد ب15 دولارا في الساعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى