لماذا يمثل انتخاب ليبيا نائباً لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة مكسباً مهماً لحكومة الوفاق؟
جاء انتخاب ليبيا كنائب لرئيس للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليمثل نجاحاً دبلوماسياً جديداً لحكومة الوفاق الليبية، التي تسعى لاستعادة وحدة البلاد.
فقد أعلنت وزارة الخارجية الليبية عن انتخاب مندوبها الأممي طاهر السُّني، نائباً لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الدورة الخامسة والسبعين المقرر انطلاقها في سبتمبر/أيلول المقبل، كأحد ممثلي المجموعة الإفريقية.
ويعد هذا ثاني منصب أممي تفوز به ليبيا خلال أقل من شهر؛ إذ تم انتخابها في 18 يونيو/حزيران الماضي، عضواً في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، خلال الفترة من 2021 إلى 2023.
كما تم انتخاب لبنان كنائب لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ممثلاً لكتلة آسيا والمحيط الهادي.
دعم سياسي لحكومة الوفاق
واعتبرت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، أن فوز ليبيا بمنصب أحد نواب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة يعد “تتويجاً للعمل الدبلوماسي في الآونة الأخيرة لوزارة الخارجية الليبية وبعثتي ليبيا الدائمتين لدى الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف، والدعم السياسي الذي حظيت به حكومة الوفاق الوطني من قِبل عدة دول ومجموعات وتكتلات إقليمية”.
وقالت الوزارة عبر صفحتها على “فيسبوك”، إن هذا الدعم “نتج عنه أخيراً ترشيح ليبيا عضواً في المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس حقوق الإنسان”، مشيرة إلى فوز “ليبيا ممثلةً في مندوبها لدى الأمم المتحدة طاهر السني، بأحد مقاعد منصب نائب الرئيس التي يتم منحها حسب التوزيع الجغرافي للدول”.
وأضافت أن “منصب النائب يُعنى بتمثيل الرئيس في اجتماعات الجمعية العامة، والمساهمة في إدارة جلساتها، والتنسيق المشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن في متابعة الملفات المختلفة”.
بدوره، قال المندوب الليبي طاهر السني، عبر “تويتر”: “نشكر الدول والمجموعات الإقليمية التي دعمتنا خلال هذه الفترة الصعبة”.
وتبدأ الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول من كل عام؛ حيث يلتقي رؤساء وزعماء وملوك الدول الأعضاء، في اجتماعات مباشرة بالمقر الرئيسي للمنظمة الدولية في نيويورك.
تركيا رئيساً للجمعية
المفارقة أن الرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم انتخابه هو الدبلوماسي التركي فولكان بوزكير، الذي تعد بلاده الحليف الأبرز لحكومة الوفاق الليبية.
وقالت وزارة الخارجية التركية: “من المنتظر أن يتولى بوزكير منصبه في 15 سبتمبر/أيلول المقبل، لمدة عام واحد”، مشيرة إلى أن “بوزكير شارك في العملية الانتخابية كمرشح وحيد”.
وأردفت قائلة: “لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، سيتولى مواطن تركيٌّ هذه المهمة التي تعد أعلى منصب في منظومة الأمم المتحدة”.
كيف يتم الانتخاب؟
تنتخب الجمعية العامة رئيساً، وواحداً وعشرين نائباً للرئيس قبل افتتاح الدورة التي سيرأسونها، بثلاثة أشهر على الأقل، ما لم تقرر خلاف ذلك.
إذ يُقسم العالم لخمس مجموعات هي: المجموعة الإفريقية، وآسيا والمحيط الهادي، ومجموعة أوروبا الشرقية، ومجموعة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، ومجموعة أوروبا الغربية ودول أخرى، كل مجموعة تنتخب عدداً من النواب يكونون ممثلين لها.
ويختلف عدد النواب من كل كتلة حسب حجمها، حيث يمثل كتلة آسيا والمحيط الهادي على سبيل المثال ستة نواب.
ما أهمية هذين المنصبين؟
مع أن سلطات رئيس الجمعية العامة ونوابه إجرائية بالأساس، إلا أنها تظل ذات رمزية مهمة بالنظر إلى أنها تجرى بالانتخاب من الدول.
فالجمعية العامة للمنظمة بمثابة صوت وضمير المجتمع الدولي، لتمثيل جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة، وتعد الهيئةَ الأكثر أهميةً لصنع القرار في الأمم المتحدة إضافة لمجلس الأمن.
ويتولى رئيس الجمعية العامة دوراً قيادياً، ويلعب دور الوسيط في اتخاذ الدول الأعضاء قرارات ذات صلة بالقضايا العالمية وحلولها، من خلال وجهة نظره المركزة على التعددية والتعاون.
ويقوم الرئيس، بالإضافة إلى ممارسة السلطات المخولة له في مواضع أخرى من هذا النظام، بإعلان افتتاح واختتام كل جلسة عامة من جلسات الدورة، وإدارة المناقشات في الجلسات العامة، وكفالة مراعاة أحكام هذا النظام، وإعطاء الحق في الكلام وطرح الأسئلة وإعلان القرارات.
وهو يبتُّ في نقاط نظام ويكون له، مع مراعاة أحكام هذا النظام، كامل السيطرة على سير كل جلسة وحفظ النظام فيها. وللرئيس أن يقترح على الجمعية العامة، أثناء مناقشة بند ما، تحديد الوقت الذي يُسمح به للمتكلمين، وتحديد عدد المرات التي يجوز لكل ممثل أن يتكلم فيها، وإقفال قائمة المتكلمين أو إقفال باب المناقشة، وله أيضاً أن يقترح تعليق الجلسة أو رفعها أو تأجيل مناقشة البند قيد البحث.
أما نائب الرئيس فيحلُّ مكان الرئيس في حال غيابه، وعندما يترأس يتمتع بصلاحيات الرئيس نفسها.
ويقوم بتمثيل الرئيس في اجتماعات الجمعية العامة والمساهمة في إدارة جلساتها، كما يتم التنسيق المشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن في متابعة الملفات المختلفة التي تقع تحت اختصاص رئيس الجمعية العامة.