فشة خلق : ليطمئن قلبي ..فالغيث الهادر آتٍ
بقلم : أديب الطهقان
عذب في سجونك ليل نهار إخوتك الأعداء.. كما تشاء وكيفما تشاء، واكسر قدم أو اقطع يد من ترغب ، وأقطع لسان من قال لك في وجهك لا جهرا أو سرا لا يهم ، واسرق خيرات البلاد والعباد تحت أي مسمى أو تحت أي غطاء واجلد واكسر عموده الفقري برصاصة غير طائشة واجعله قعيدا لا حول له ولا قوة سوى الدعاء، واقصف بيوتا على رؤوس ساكنيها دون ذنب، وارمي بوابل صواريخك حافلة تحمل الربيع بداخلها فتتطاير أزهارها أشلاء لأجساد أطفال في السماء، عذرا ..لم يكن لهم ذنب سوى أنهم ولدوا هناك وشرد شعبهم وجوع ، ولا يملك من أمره شيئا سوى النظر بعيدا بين السحاب، ثم بعد هذا وذاك أجزل في العطاء وأبهر من حولك من العالم الآخر من المغرر بهم بطيب الأخلاق، فكسرة الخبز تسد بكاء صغيرهم وهو معجون من قمح بلادهم أو شربة ماء من نبع ترابهم ثم زد في الإغداق بكرسي وبضعة دراهم لمن كسرت قدمه من سجانهم ليجلس على قارعة الطريق ليستجدي المارين من أجل البقاء، وزد كرمك الطائي ببضع آلاف من خير بلادهم لعلاج من لا دواء له أو علاج قعيد شل من حسن جواره أو بطلقة علمت من حوله معنى الجزاء، وبدفع إيجار لعامين لبيت أصيب بصاروخ ضل طريقه فانحرف عن هدفه المنشود ليدمر كل شموخ واباء ويزرع الرعب للساكنين ممن حوله، وبهذه الطريقة تكون الرسالة وصلت دون قصد أو عناء ولا بأس مع قليل من الخسائر من الجدران وبعض الأشلاء.
أيها الهارب من هول الأحداث في بلادي وبلادك جاءك الغيث من حيث لا تحتسب حاملا لك على ظهره البشائر ممن باعوك وتاجروا بك وبقضيتك ثم هبوا لنجدتك وأغاثوك، أغاثوك بعد أن طعنوك وأوغلوا في جراحك ثم ضمدوك بعد أن ركلوا خيول الحرب، لا تستغرب ولا تعجب فنحن في زمن العجائب، فأصبح من لا يملك تاريخا يسرقه ممن يملكله أو يصنعه من وحي ما يسرقه دون خجل أو رادع ،لا تنازع ولا تقارع فأقبل ببعض الفتات من هواء وشربة ماء ولا تنسي أن تكثر من الثناء،و أدامية منحوها لك حينا وأزالوها حينا أخرى، أيها الحشرة على هيئة إنسان اجلس هناك مكانك دون أن تكثر من الكلام وعش في سلام ووئام واحمد ربك الذي لا ينام فأنت مازلت على قيد الحياة، هل عرفتم القصة يا سادة يا كرام؟
ترددت كثيرا قبل أن أقرر الكتابة بهذا الشأن فقد أكون مخطئا وأتجنى على هذا البرنامج وقد تكون النوايا صادقة ولكن وساوس الإنسان بداخلي رفضت السكوت وقبول الأمر على ظاهره فشياطين تلك الدولة التي أوغلت في التدمير والفساد ولم توفر جهدا في إهلاك الحجر والشجر والعباد في كل البلاد، واستغلال ماسي البشر والمتاجرة في قضاياهم التي كان لهم اليد الأولى فيها دون رحمة أو ذرة إنسانية، في برنامجهم الملغوم يدسون السم في العسل ومن بعدها ليمدوا يد العون من هلالهم الأصفر المنظمة المشئومة والتي زرعت عملائها أثناء الحرب على غزة ليمدوهم بأماكن صواريخ المقاومة لحلفائهم بني صهيون، هذه الدولة من دويلاتها المتفرقة والتي لم توجد في خرائط العالم إلا منذ وقت قصير لا يتجاوز عشرات السنين تحاول أن تلعب دورا لا يتناسب مع حجمها الذي لا يرى بالعين المجردة ولا مع تاريخها الذي لا نعرفه إلا منذ بضع سنين، باعوا عقارات لبني صهيون في القدس دون أسباب مقنعة، نشروا الفساد في المنطقة واستقطبوا المومسات من كل أصقاع الأرض واعتاشوا من فروج النساء وربما تصدقوا ببعضها على الفقراء ممن ساهموا في تشريدهم وتجويعهم وتاريخهم طويل في الفساد والإفساد وإخماد الحريات والثورات بكل الإمكانيات، وهاهو الغيث يخرج علينا في برنامج اطمان قلبي ليغدق على من حُطم في العراق واليمن والسودان وتونس ببعض اللقيمات وليقول لنا ان العرب إخوة والدنيا بخير وقد تكون كذلك عندما نتخلص من أمثالك ومن هم وراءك، قد تكون الدنيا بخير عندما لا يتاجر أمثالك وأمثال أسيادك بحاجة الضعفاء ممن تكالبتم عليهم وأوصلتموهم لما هم فيه، قد تكون الدنيا بخير حين تكفوا أيديكم عنهم انتم وأعوانكم من عبدتكم، لن يعلوا شانكم مهما حاولت دويلاتكم المتهالكة فقد ولى زمن الاستخفاف بالعقول وطمس الحقائق، لن يمضي زمن طويل حتى تنكشف الغمة وتعود إلى وعيها الأمة إذا أرادت إصلاحا وسيعلم هؤلاء أي منقلب ينقلبون، اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.
المقالة لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي صاحبها