هل يملك الجيش الليبي بقيادة حفتر فرض حظر الطيران فوق المنطقة الغربية؟
تطورات متلاحقة ومتباينة على الساحة الليبية بشكل يومي، خاصة بعد مؤتمر برلين الذي عقد قبل أيام بحضور الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
رغم موافقة الأطراف الليبية على هدنة وقف إطلاق النار التي سبقت مؤتمر برلين، إلا أن الاشتباكات تتجدد بين الحين والآخر في العاصمة طرابلس، بحسب تأكيد مصادر ليبية محلية لـ”سبوتنيك”.
في أخر تطورات المشهد جاء إعلان الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري الأربعاء الماضي، تفعيل حظر الطيران فوق طرابلس بالكامل، وسبق وأعلنه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 2019.
بحسب تأكيد المسماري، “إن منطقة الحظر الجوي تمتد من أسفل غريان إلى جنوب غرب ترهونة إلى شمال شواطئ طرابلس بما فيها مطار معيتيقة”، وهو ما طرح تساؤلات بمدى جدية هذا الحظر ومدى تطبيقه فعليا.
آراء الخبراء في هذا الشأن تباينت ما بين التأكيد على إمكانية الجيش في فرض الحظر، وبين استثمار التفعيل من الناحية النفسية فقط، أي عدم القدرة على التطبيق الفعلي
يرى العقيد مفتاح حمزة، الخبير العسكري الليبي المساند لحكومة الوفاق، أن الإعلان بين الحين والآخر عن فرض الحظر الجوي على العامة طرابلس يراد منه بعض الرسائل.
وأضاف، اليوم الجمعة، أن عمليات فرض الحظر الجوي التي يعلنها الجانب الشرقي، تهدف لرفع المعنويات لدى قواتهم والأماكن الشرقية، وبث الرعب في الطرف الأخر، أي أنها مجرد رسائل نفسية.
وأوضح أن مثل هذه العمليات تحتاج إلى أنظمة دفاع جوي حديثة وطيران، وأن هذه الطائرات أو منظومات الدفاع الجوي الدقيقة لم تشاهد في سماء العاصمة طرابلس.
وأشار إلى أن احتمالية إسقاط طائرات مدنية مستبعدة، خاصة أنها تدخل في إطار جرائم الحرب، ولا يمكن أن يسمح بها المجتمع الدولي.
على الجانب الأخر قال المستشار رمزي الرميح، المستشار السابق للجيش الليبي، إن القوات المسلحة الليبية قادرة على فرض الحظر الجوي على المناطق التي أعلنتها بكل حسم.
وأضاف أن إعلان الجيش تفعيل فرض الحظر جاء بعد التأكد من عمليات وصول لمقاتلين أجانب إلى العاصمة طرابلس.
وأوضح أن البعثة الأممية أكدت وصول مقاتلين أجانب إلى العاصمة، وهو ما دفع الجيش الليبي إلى إعادة تفعيل حظر الطيران على العاصمة.
وأشار إلى أن الجيش الليبي استجاب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن مبادرة وقف إطلاق النار، خاصة أن الرئيس الروسي له مكانة كبيرة لدى الشعب الليبي والجيش.
وأضاف أن المتحدث العسكري باسم الجيش الليبي قال من يريد أن يجرب فليجرب، وأن الجيش فرض الحظر على نطاق جوي أكبر من طرابلس، وأنه لن يتهاون في تطبيق فرض الحظر.
الخارجية الليبية تعلق
في ذات الشأن قال وزير الخارجية في حكومة الوفاق الليبية، محمد سيالة، إن تهديدات متحدث الجيش الليبي، أحمد المسماري، بقصف الطيران المدني تعد جريمة حرب مبيتة وخرقا واضحا للمواثيق والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني.
ووضع سيالة خلال خطابه لمجلس الأمن “المجتمع الدولي أمام مسؤولياته إذا تعرض الطيران المدني لأي اعتداء من قبل حفتر، مشددا على مبدأ عدم الإفلات من العقاب لكل من يعرض الملاحة الجوية والمطارات المدنية للخطر”، وفقا لقناة “ليبيا الأحرار”.
أشار سيالة إلى أن المجلس الرئاسي يذكر الجميع بمسؤولياته أمام حماية المنشآت المدنية وبمسار برلين القاضي بالعمل على تثبيت الهدنة وتطويرها.
وأعلن الجيش الليبي، فرض حظر جوي على العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة بها مع استمرار المواجهات العسكرية مع قوات حكومة الوفاق الوطني المتمركزة هناك.
وقال متحدث الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري إن منطقة الحظر تمتد من الماية إلى كلية البنات إلى تاجوراء ومن ثم القرة بوللي وطريق الرابطة، مشيرا إلى استثناء مطار معيتيقة من منطقة الحظر الجوي على العاصمة طرابلس.
إعادة فتح المجال الجوي
وأعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي –المطار الوحيد العامل في العاصمة الليبية طرابلس- إعادة فتح المجال الجوي، مساء الخميس، رغم الحظر الذي أعلنه الجيش الليبي، مشيرة إلى إعلان جداول الرحلات في وقت لاحق.
واتهمت قوات حكومة الوفاق الليبية، الأربعاء، قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بقصف مطار معيتيقة الدولي بطرابلس وانتهاك ترتيبات وقف إطلاق النار.
وانطلق أمس الخميس، في الجزائر العاصمة مؤتمر لوزراء خارجية دول جوار ليبيا مكرس لمناقشة نتائج مؤتمر برلين حول ليبيا وسبل ترجمتها على أرض الواقع.
كما استضافت العاصمة الألمانية برلين، في وقت سابق من الشهر الجاري، مؤتمرا حول ليبيا، بمشاركة دولية رفيعة المستوى، وذلك بعد المحادثات الليبية – الليبية، التي جرت مؤخراً، في موسكو، بحضور ممثلين عن روسيا الاتحادية وتركيا.
وأصدر المشاركون في مؤتمر برلين بيانا ختاميا دعوا فيه إلى تعزيز الهدنة في ليبيا، والعمل بشكل بناء في إطار اللجنة العسكرية المشتركة “5 + 5″، لتحقيق وقف لإطلاق النار في البلاد، ووقف الهجمات على منشآت النفط وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.