ياسر العظمة يعلن عودته ويقول لجمهوره: “بلاكم ما لي قيمة.. كالشجرة بلا جذور”
من مكتبه، فاجأ ياسر العظمة جمهوره المتشوق إلى لقائه بدعوة أن “حطوا القهوة عالنار”. وهذه الدعوة ليست ترينداً على مواقع التواصل الاجتماعي أو تحدياً؛ بل دعوة إلى مشاهدة برنامجه الجديد عبر شاشات أجهزتهم الذكية.
وبعد غيابٍ دامَ نحو 7 سنوات، ها هو العظمة يعود إلى الشاشات على طريقته، متحرراً من القيود الإنتاجية التي “تنتظر شهر رمضان” فقط، على حسب تعبيره.
“أنتم عائلتي الكبيرة، وأنا بلاكم ما لي قيمة، مثل الشجرة بلا جذور”، بهذه المقدمة بدأ العظمة الفيديو الترويجي لبرنامجه الجديد عبر صفحة الفيسبوك، داعياً محبيه إلى متابعته أسبوعياً عبر روابط مواقعه الاجتماعية حصراً على فيسبوك ويوتيوب وإنستغرام.
أعرب العظمة عن اشتياقه الكبير إلى الجمهور، وأنه يدعو الجميع إلى التواصل “فيسبوكياً ويوتيوبياً”، بسبب جائحة كورونا التي فرضت التباعد الاجتماعي.
أما عن فحوى البرنامج الجديد فوصفه العظمة بـ”الخفيف”، وبأنه سيكون أسبوعياً وسيشكل “بداية صغيرة وتلويحاً باليد تحية للمشاهدين إعلاناً بقدومي وشوقي للقاء الجمهور”.
وأوضح أنه سيتناول في كل حلقة موضوعاً مختلفاً وهو عبارة عن ظهور فردي، وختم إطلالته قائلاً إن إنتاج أي عمل دون نشره على الملأ واستقباله بحفاوة من الجمهور سيكون بمثابة حلول موعد اعتزاله حقاً.
أما موعد عرض الحلقة الأولى فهو في 25 أغسطس/آب 2020 تحت عنوان “إن رضيت دمشق”.
والعظمة ابتعد عن الشاشات منذ العام 2013، وهو العام الذي عُرض فيه الموسم الأخير من مسلسل مرايا الذي بدأ العام 1982.
توقف المسلسل بسبب الظروف الأمنية في سوريا، وتدهور وضع الدراما السورية بشكل عام، إضافةً إلى هجرته وهجرة العديد مِن الممثلين والفنانين السوريين.
لكن بعض الفنانين السوريين صرحوا في العام 2018 بإمكانية عرض مسلسل مرايا 2019 مثل عابد فهد وصفاء سلطان وكاريس بشار وغيرهم، وهو الأمر الذي لم يتم.
ياسر العظمة.. من القانون إلى الفن
يُذكر أن ياسر العظمة ممثل سوري من مواليد 16 مايو/أيار 1942، وحاصل على شهادة في القانون من كلية الحقوق بجامعة دمشق.
شارك بعدد من المسرحيات، منها “ضيعة تشرين” و”غربة” مع الفنانين نهاد قلعي ودريد لحام.
بالإضافة إلى تقديم عدد من الأعمال التلفزيونية القديمة منها برنامج لتصحيح اللغة العربية (أبجد هوز) في الستينات.
ومن الجدير بالذكر أن العظمة مُقلٌّ في الظهور الإعلامي، ونادراً ما يشارك في لقاء إعلامي أو يصرّح.
إرث العظمة الفني
ورغم ابتعاده عن وسائل الإعلام، فإن للعظمة بصمة كبيرة على الدراما، إذ قدَّم على مدى 18 موسماً، لوحات كوميدية بمشاركة كوكبة من الأبطال والنجوم الشباب الذين أصبحوا الآن نجوماً من الصف الأول.
اعتمد على كوميديا الموقف لينتقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية في سوريا، في وقت لم يجرؤ الكثيرون على انتقادها.
نقل لسان حال الناس وعبّر عن قضاياهم، فتارة تدور الأحداث في منزل شعبي، وتارة بمقهى أو داخل مكاتب شركة مرموقة أو وزارة.
كان ينتقد أطباع الناس تارةً وسياسات الحكومة تارةً أخرى، ويعكس في مراياه أبسط التفاصيل اليومية الأسرية وحتى صراع الإنسان مع نفسه.
ولم يتم الاعتماد فقط على أفكار ومقترحات الكُتاب الذين أسهموا في نجاح العمل، بل اقتبس العظمة من روايات عالمية لأنطون تشيخوف كـ”الرهان” وعزيز نيسين.
بدأ العظمة أول سلسلة من مسلسل مرايا العام 1985، فألفها وأعدها، وتعاون مع الكُتاب لاحقاً لكتابة وإعداد 18 موسماً على مدى 35 عاماً، بالتعاون مع المخرج هشام شربتجي.
كما تعاقب على إخراجه كبار المخرجين السوريين مثل مأمون البني، وحاتم علي، وسامر برقاوي، وسيف الدين سبيعي.
ويعد مسلسل مرايا علامةً فارقةً في الدراما السورية الرمضانية تحديداً، وله مكانة خاصة في الذاكرة المعاصرة والثقافة الشعبية الفنية.
شائعات الوفاة
في صيف عام 2019، انتشرت شائعة وفاة ياسر العظمة بحادث سير في العاصمة دمشق، فما كان منه إلا أن رد بطريقته الطريفة والغريبة المعتادة، قائلاً عبر صفحته على فيسبوك لمروجي الشائعات: “قد قالوا إني قد مت، مع أني حي ما زلت، أأُساق إلى رحمة ربي”.
وتابع: “لو أني مثلاً سافرت، أيقال بأني مرحوم، لو عن شاشة تلفاز غبت، كذب الحاسد والواشي والسوشيال ميديا والنت”.
ويبدو أن مواقع التواصل نفسها التي استُخدمت في يوم من الأيام للترويج لنشر شائعة وفاة العظمة، ستشكل هي نفسها المنصة التي يقدم إنتاجه الجديد عبرها والبداية مع بيت شعر لابن زيدون بتصرفه:
“أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.. لكن قلبي بكم ما زال مفتوناً”