أبلغته عبر “واتساب”.. محكمة واشنطن تستدعي محمد بن سلمان على خلفية دعوى قضائية (صور)
وجهت محكمة واشنطن الأمريكية استدعاء لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب 9 سعوديين آخرين، ومؤسسة “مسك” الخيرية، عبر تطبيقي “واتساب” و”سيغنال”، من أجل المثول أمامها؛ على خلفية الدعوى القضائية التي رفعها ضدهم المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري، وفق ما ذكرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
حسب تقرير للشبكة نفسها، الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإن المحكمة المذكورة وجهت هذا الاستدعاء لولي العهد السعودي والأطراف الأخرى المذكورة، عبر “واتساب” يوم الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول الماضي، باللغتين العربية والإنجليزية.
Docket update in Jabri v. MBS in US federal court: MBS was served!
The irony is that he was served via WhatsApp. The same app he used via NSO’s Pegasus to hack @JKhashoggi, @oamaz7 & other dissidents. The same app he uses to communicate w/kushner & world leaders
Poetic justice pic.twitter.com/N9fC9VrETl
— Mohamed Soltan | محمد سلطان (@soltan) October 29, 2020
ونشرت الشبكة نفسها، صوراً تقول إنها راجعة إلى المراسَلة التي بعثت بها المحكمة، وقد تبين أنها أُرسلت على الساعة الرابعة وخمس دقائق عصراً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة (الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق مساء بتوقيت السعودية)، كما أكدت أيضاً أن المتلقي توصل بها بعد 20 دقيقة من ورودها عليها.
وقد شمل هذا الاستدعاء إلى جانب ولي العهد السعودي، مؤسسة “مسك” الخيرية إلى جانب 9 أسماء أخرى، يبقى أبرزهم سعود القحطاني وبدر العساكر، إضافة إلى أحمد عسيري.
من هو سعد الجبري؟
كان الجبري، الضابط السابق بالمخابرات السعودية الذي يعيش حالياً في المنفى بكندا، قد عمِل مستشاراً فترة طويلة للأمير محمد بن نايف. وحلَّ الأمير محمد بن سلمان في 2017 محل بن نايف في ولاية العهد، ما جعله الحاكمَ الفعلي للسعودية، الحليفة المقربة للولايات المتحدة.
وكان أشخاص مطلعون قد قالوا لـ”رويترز” سابقاً، إن الجبري مطَّلع على وثائق تحتوي على معلومات حساسة يخشى ولي العهد أن تسبب ضرراً له.
والدعوى القضائية المؤلفة من 107 صفحات والمرفوعة ضد ولي العهد السعودي و24 آخرين أمام محكمة اتحادية في مقاطعة كولومبيا، قال فيها الجبري إن ولي العهد أرسل فرقة قتل إلى كندا في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018.
الدعوى القضائية التي تطالب بتعويضات يتم تقدير قيمتها أثناء المحاكمة، تقول: “سافر فريق من السعوديين عبر المحيط الأطلسي من السعودية بنيّة قتل الدكتور سعد”. تشير الدعوى إلى أن فريق الاغتيال كان مؤلفاً من مجموعة مقربة من ولي العهد تسمى فرقة النمر، وكانوا يحملون حقيبتين تحتويان على أدوات تحقيقات جنائية، وكان من بينهم شخص يعلم كيفية تنظيف مسرح الجريمة من الأدلة.
وأضافت أن الرجال “حاولوا دخول كندا بشكل مستتر، إذ سافروا بتأشيرات سياحية”، وتظاهروا بعدم معرفة بعضهم بعضاً. لكن ضباط الحدود ارتابوا في الأمر، حيث عثروا على صورة تُظهر عدداً منهم معاً، وهو “ما كشف كذبهم وأحبط مهمتهم”.
وحدثت تلك الواقعة بعد أقل من أسبوعين من قتل عملاء سعوديين للصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول. وتعرَّض ولي العهد محمد بن سلمان، لانتقادات دولية، بسبب قتله، الذي قالت مصادر في الحكومة الأمريكية، إن وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) تعتقد أن ولي العهد وافق عليه؛ بل ربما أمر به أيضاً.
وعاش الجبري بعيداً عن الأضواء في كندا منذ أن انتقل إليها في عام 2017 ملتزماً الصمت، لكن بعد اعتقال ابنه وابنته مؤخراً كسر صمته وتحدث إلى الإعلام عن محنته.
ويقول نجله الدكتور خالد الذي يعيش أيضاً بكندا، إن والده يعيش في خوف مستمر ويخشى على حياته، حيث يتعرض لضغوط متزايدة من قِبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للعودة إلى السعودية.