أجسام مضادة في جسم الإنسان تجعل كورونا أكثر قسوة! دراسة تشرح مخاطرها على البشر
مهاجمة كورونا لأعضاء الجسم
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الأحد 13 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن العلماء قارنوا الاستجابات المناعية في المرضى والأشخاص غير المصابين، واكتشفوا العشرات من الأجسام المضادة الشاذة في المرضى، التي أوقفت الدفاعات المضادة للفيروسات، وقضت على الخلايا المناعية المفيدة، وهاجمت الجسم على جبهات متعددة، من الدماغ والأوعية الدموية والكبد إلى النسيج الضام والجهاز الهضمي.
كذلك كشفت اختبارات أخرى أنه كلما زاد عدد “الأجسام المضادة الذاتية” في دمائهم، ازدادت حالتهم المرضية سوءاً، إذ كانت أعداد الأجسام المضادة الذاتية في مرضى فيروس كورونا تفوق أعدادها في الأشخاص المصابين بمرض الذئبة المناعي الذاتي، الذي تسببه أجسام مضادة ضارة مماثلة.
يقول آرون رينغ، خبير علم المناعة في جامعة ييل وكبير مؤلفي الدراسة: “نعتقد بلا شك أن هذه الأجسام المضادة الذاتية ضارة بمرضى كوفيد-19″، مضيفاً أن “آثارها الضارة قد تستمر بعد انحسار الإصابة، وهو ما يتسبب في إصابة المرضى بمشكلات طبية طويلة الأمد. ونظراً لأنه من الممكن أن تستمر هذه الأجسام المضادة لفترة طويلة، فمن الممكن أنها قد تساهم في تطور الإصابة بكوفيد طويل الأمد”.
زيادة الأجسام المضادة
أوضح العلماء أيضاً في الدراسة، التي تنتظر المراجعة والنشر في إحدى الدوريات العلمية، كيف أن مرضى كورونا لديهم “زيادات هائلة في نشاط الأجسام المضادة الذاتية” مقارنة بـ 30 عاملاً صحياً لم يصابوا بالفيروس.
ورغم أن بعض الأجسام المضادة الذاتية في بعض المرضى كانت موجودة قبل إصابتهم بفيروس كورونا، ظهر البعض الآخر وتزايد مع تقدم المرض.
في مثالين مخيفين على هذه النيران الصديقة، ظهر لدى مرضى آخرين أجسام مضادة ذاتية تستهدف الخلايا البائية المصانع الخلوية التي تنتج أجساماً مضادة لمحاربة الفيروس، فيما ظهر في أحد المرضى أجسام مضادة ذاتية تدمر العديد من الخلايا التائية الواقية.
الخلايا البائية هي نوع من الخلايا الليمفاوية المسؤولة عن إفراز الأجسام المضادة لمحاربة مُسبِّبات الأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا، كما أن لها القدرة على تذكُّر الأمراض التي أصيب بها الجسم عبر تاريخه، وبالتالي يُمكنها إفراز الجسم المُضاد الأفضل لمهاجمة ذلك المرض، وفقاً لموقع Scientific American، أما الخلايا التائية الواقية فإنها تقوم على إنتاج الأجسام المضادة.
ويعتقد العلماء أن الإصابة بفيروس كورونا تزداد سوءاً حين تظهر العديد من أجسام مضادة ذاتية مختلفة في المريض نفسه، وليس نوعاً واحداً منها. وأكدت الاختبارات التي أُجريت على الفئران التي تحمل بعض الأجسام المضادة الذاتية أنها جعلتها أكثر عرضة للإصابة وأكثر عرضة للوفاة من المرض.
في هذا السياق، قال رينغ إنه إذا استمرت الأجسام المضادة الذاتية لكوفيد-19 في الجسم، فقد تساهم في الإصابة بكوفيد لفترة طويلة، مضيفاً: “يمكن أن تحدث متلازمات ما بعد كوفيد بسبب الأجسام المضادة الذاتية طويلة العمر التي تستمر لفترة طويلة بعد زوال الفيروس من الجسم. وإذا كان هذا صحيحاً، فتوجد علاجات مثبطة للمناعة، مثل تلك المستخدمة في أمراض الروماتيزم، يمكن أن تكون فعالة”.
كذلك يُعتقد أن كوفيد طويل الأمد يؤثر على حوالي 10% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً، وترتفع معدلات الإصابة به إلى واحد من كل خمسة أشخاص ممن تزيد أعمارهم عن 70 عاماً.