أردوغان يتمسك بتحويل “آيا صوفيا” لمسجد رغم الانتقادات الواسعة

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، تمسكه بتحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في إسطنبول إلى مسجد، رغم الانتقادات والقلق الذي تثيره هذه الخطوة في تركيا كما في الخارج.

وقال أردوغان إن “توجيه اتهامات إلى بلدنا في مسألة آيا صوفيا هو بمثابة هجوم مباشر على حقنا في السيادة”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حث أنقرة، الأربعاء، على عدم إحداث أي تغيير في الوضع الحالي لآيا صوفيا كمتحف.

واتهمت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أردوغان بمحاولة ضرب التسامح الديني، بتدميره تراث تركيا الأرثوذكسي الإسلامي المزدوج، وتحويل آيا صوفيا إلى مسجد.

وقالت المجلة إن آيا صوفيا في إسطنبول التي بنيت قبل ما يقرب من 1000 عام، كانت أكبر وأهم بيت للعبادة المسيحية في العالم حتى تم تحويله إلى مسجد في القرن الخامس عشر ولا يزال المبنى، الذي تم تحويله الآن إلى متحف، مليئا بالفسيفساء المسيحية واللوحات الجدارية التي لا تقدر بثمن.

ويسعى أردوغان لتنفيذ هذه الخطوة في محاولة لتعزيز شعبيته أمام قاعدته الانتخابية.

وكان يأمل أن تلغي المحكمة القانون الذي يعود إلى 86 عاما، بتحويل آيا صوفيا إلى متحف حيث راوده الأمل هو وبعض مستشاريه في أن يقيموا الصلاة في المسجد في 15 يوليو/ تموز، في ذكرى الانقلاب المزعوم ضد أردوغان في عام 2016.

ويشير التقرير إلى أنه بالنسبة لإردوغان، فالربح السياسي لا يمكن مقاومته، وستكون خطوة رمزية ضخمة نحو تعزيز قوميته الدينية.

ورفضت المحكمة الدستورية في 2018 طلب جمعية تركية إعادة فتح آيا صوفيا للمسلمين.

ويشير التقرير إلى أن صدور قرار لصالحة يعني مكسبا سياسيا لا يمكن مقاومته، لكنه بالنسبة للكثيرين، بما في ذلك الأقلية المسيحية الصغيرة في تركيا والملايين من المسيحيين الآخرين في جميع أنحاء العالم، سيكون تذكيرا بالماضي الاستعماري الدموي للعصور الوسطى، لا التعايش السلمي الذي يطمح إليه غالبية الأفراد في العصر الحديث.

وتعد آيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوّجون أباطرتهم فيها.

وقد أدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول.

وقام كمال أتاتور، أول رئيس لتركيا، بعلمنة المبنى وأعاد افتتاحه كمتحف عام 1935 للمساهمة في إنشاء تركيا الحديثة – وتحسين صورة تركيا في العالم، بما في ذلك علاقات أفضل مع اليونان.

وكان أتاتورك يعلم مدى أهمية آيا صوفيا للمسيحيين الأرثوذكس. ويقول المؤرخ ديارميد ماك كولوش “لقد تمحورت الأرثوذكسية حول مبنى كنيسة واحدة.. كاتدرائية الحكمة المقدسة (آيا صوفيا)”.

وأشار التقرير إلى أن توقيت تحويل آيا صوفيا إلى مسجد ليس عرضيا. إذ أن شعبية حزب أردوغان الحاكم في أدنى مستوياتها منذ عامين، بسبب تراجع الاقتصاد، فضلاً عن مستويات مروعة من الاستبداد والفساد.

كما يواجه أردوغان تحديات جديدة من قبل حزبين جديدين يجدان شعبية بين قاعدته المحافظة: حزب المستقبل، بقيادة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم بقيادة وزير الاقتصاد السابق علي باباجان.

وخلصت المجلة في تقريرها إلى أن هناك طريقة أفضل لحل قضية آيا صوفيا. إذ بدلا من هذه القومية الدينية المُنَهِكة حسب تعبيرها، هناك فرصة لحل قائم على التعددية، ويمكن فتح آيا صوفيا للعبادة الإسلامية والمسيحية على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى