“أريد أن أموت في وطني”..“الملكية الأردنية” تمنع مواطناً من العودة إلى عمان وتثير موجة غضب واسعة
أثار مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، جدلاً واسعاً في الشارع الأردني، الامر الذي دفع خطوط الطيران الملكية الأردنية للتعليق في محاولة منها لتبرير الموقف “المخزي” الذي جرى.
وحسب المقطع الذي جرى تداوله، فقد منعت خطوط الطيران الملكية الأردنية، المواطن الأردني احمد الطهراوي من السفر عبر خطوطها الجوية من الولايات المتحدة عودة إلى عمّان، وذلك لأسباب عدة ذكرتها شركة الطيران الملكية الأردنية في ردها على الفيديو الذي تناقله كثير من الصفحات والنشطاء الأردنيين على نطاق واسع.
مقطع الفيديو أظهر المواطن الأردني احمد الطهراوي والذي يعاني من عدة أمراض وكان في رحلة علاجية إلى الولايات المتحدة، كما ويُسمع في المقطع صوت أقارب المريض الذين هاجموا الخطوط الجوية الأردنية، واستنكروا كيف ترفض الطائرة الإقلاع بهم إلى بلدهم، فيقول أحدهم: “أردنيون أبً عن جد احنا، كلنا ولاء وانتماء للهاشميين، وهيك بيسووا فينا الملكية الأردنية، هيك بيعاملونا أسوأ معاملة”
وتابع: “الأجانب ما عاملونا مثلهم، لقد عاملونا أحقر معاملة، شو طالبين أحنا، بدو يودع بناته وبدو يودع اولاده (بالإشارة للمريض الطهراوي)”
ويضيف: “مش طالعين نطش، طالعين علاج، خلوه يروّح يودّع أهله ويموت في بلده”
وفي ردود الأفعال حول الحادثة يقول المدون الأردني جهاد أبو عليان: “كابتن الطائرة وأي شركة طيران أخرى يتم التعامل مع المرضى والحوامل ضمن أسس وقوانين وتقارير طبية، الشركة هي التي توافق وهي تتحمل أي مسؤولية تحدث له لا سمح الله، إذا لم يكن تنسيق وترتيب الكابتن لا يخاطر بصحة أي راكب”. ويتابع: “الشغلة مش اقطع تذكرة وامشي، تصرف الكابتن بعيدا عن العواطف سليم وقانوني”
فيما عقّب فواز سالم: “الرجل معروف لدينا مهندس من سحاب وخدم بالجيش عشرين عام، الظاهر أن الأطباء أعطوا علمهم بمدة الحياة حسب رأيهم الطبي، فقرر أ، يعود ليموت بين أهله، بكل المعايير الطيار.. حسبي الله ونعم الوكيل”
كما و جاء رد شركة الطيران الملكية الأردنية سريعاً حول الفيديو المُتداول، حيث قالت في ردّها لوكالة أنباء سرايا الإخبارية الأردنية وعبر لسان ناطقها الإعلامي باسل الكيلاني:”من المعلوم أنه لا الملكية الاردنية ولا أية شركة الطيران في العالم يمكنها أن ترفض نقل المرضى، وهذا أمر بديهي، لكن الملكية الأردنية، و كما هو حال جميع شركات الطيران العالمية، تطبق سياسة واضحة ومعروفة لدى جميع الأطباء بشأن سفر المرضى وهذه السياسة تقوم على ضرورة أن يحصل المريض على موافقة مسبقة للسفر وقبل الذهاب الى المطار”.
وتابع الكيلاني:” تتم اجراءات الموافقة عن طريق مخاطبة شركة الطيران وتحديدا المستشار الطبي في الشركة وقبل 48 ساعة من موعد الرحلة وذلك بإرسال تقرير طبي مفصل من الطبيب المختص عن وضع المريض الصحي يفيد بأن حالة هذا المريض الصحية لا تتأثر من السفر أثناء التحليق جواً ، حرصا على سلامة المريض وعدم تعرضه لمشاكل صحية أكبر خلال الرحلة”.
ويضيف:”هناك العديد من الحالات المرضية تتأثر من السفر جوا وخصوصا عندما تكون مدة الرحلة طويلة مثل الرحلات من وإلى اميركا، وبناء على التقرير الطبي الذي يجب يصل إلى المستشار الطبي في الملكية الاردنية قبل 48 ساعة من موعد الرحلة يقوم الطبيب بتقييم حالة المريض وتقديم النصيحة الملائمة لموظفي محطات الملكية الأردنية في الداخل أو الخارج وإعلامهم فيما إذا كان المريض قادر على السفر، أو أنه غير قادر على السفر الا بصحبة مرافق من ذويه أو أنه غير قادر على السفر الا على “نقالة” او انه غير قادر على السفر الا أن يكون معه طبيب مرافق طيلة الرحلة … أو أنه غير قادر على السفر على الاطلاق ، وكل ذلك يعتمد على طبيعة وضعه الصحي الدقيق كما يبينه التقرير الطبي”.
ونوه:”بالنسبة للمريض السيد الطهراوي، فإننا ونحن نسأل الله تعالى له الشفاء والعافية لكن المرافقين له لم يقوموا باتخاذ الإجراء المناسب والسابق شرحه أعلاه و إرسال تقرير طبي الى الملكية الاردنية عن حالته مسبقاً، لكنهم أحضروه إلى المطار مباشرة ليتبين لدى قائد الطائرة وطاقمها أن حالته الصحية ليست سهلة – وكما يظهر من الفيديو – وتستدعي بالضرورة الحصول على رأي طبي لم يكن موجود بين أيديهم، لذلك لم يكن بمقدورهم غير الاعتذار عن قبوله على تلك الرحلة وهو ما كان لمصلحته وحرصاً على سلامته أولاً وأخيراً ، حيث علمنا أن المريض قد تم نقله إلى المستشفى مباشرة بعد مغادرته مطار أوهير في شيكاغو”.