أسوشييتد برس: الإمارات رتبت لقاء نتنياهو والبرهان بعلم من السعودية ومصر.. تفاصيل جديدة عن الاجتماع السري
قالت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، الإثنين 3 فبراير/شباط 2020، إن الإمارات لعبت دوراً في ترتيب اللقاء الذي جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، حيث اتفقا على بدء تطبيع العلاقات بينهما.
لماذا الحدث مهم؟ يأتي اللقاء بعد أسبوع فقط من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخطة التي ترى واشنطن أنها تمثل «الحل النهائي» للقضية الفلسطينية والمعروفة إعلامياً باسم «ًصفقة القرن»، التي قوبلت بالرفض من الفلسطينيين وجامعة الدولة العربية، في حين يشير ترتيب اللقاء إلى خطوة إضافية أخرى من الإمارات في إطار التطبيع مع إسرائيل.
تفاصيل أكثر: صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية نقلت عن الوكالة الأمريكية، قولها إن «الإمارات رتبت للقاء نتنياهو والبرهان في أوغندا، بحجة أن ذلك سيساعد في إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب».
كذلك أكد موقع «تايمز أوف إسرائيل» نقلاً مسؤول عسكري سوداني -لم يذكر اسمه- دور الإمارات في ترتيب اللقاء، وأشار المسؤول إلى أن «دائرة صغيرة» فقط من كبار المسؤولين علموا به، كذلك كانت السعودية ومصر على علم بالاجتماع بين نتنياهو والبرهان.
يشير المسؤول إلى أن البرهان «وافق على لقاء نتنياهو؛ لأن المسؤولين ظنوا أن ذلك سيساعد على تسريع عملية إخراج السودان من لائحة الإرهاب الأمريكية».
القناة 13 الإسرائيلية قالت نقلاً عن مسؤول إسرائيلي -لم تذكر اسمه- إن السودان «طلب من إسرائيل مساعدته في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، وحثّ إدارة ترامب على التخلي عن تسمية الإرهاب».
أضافت القناة أن نتنياهو وافق على القيام بذلك، وبعد ذلك أثار القضية مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو عندما كان بواشنطن، الأسبوع الماضي، في أثناء الإعلان عن «صفقة القرن».
كان السودان قد وُضع على لوائح الإرهاب عام 1993، بعدما استضاف، فترة وجيزة، زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وغيره من المطلوبين لأمريكا.
ردّ رسمي: في أول تعليق رسمي على لقاء نتنياهو والبرهان، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، إنه لم يتم التشاور وإخطار مجلس الوزراء بشأن اللقاء.
صالح أوضح في بيان مقتضب، مساء الإثنين: «تلقينا عبر وسائل الإعلام خبر لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي بأوغندا».
ترحيب أمريكي: بعد اللقاء السري بين نتنياهو والبرهان، شكر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، البرهانَ، على «مبادرته لتطبيع العلاقات مع إسرائيل»، ووجه له دعوة إلى زيارة واشنطن.
بيان صدر عن الخارجية الأمريكية، جاء فيه أن «بومبيو والبرهان أكدا رغبتهما المشتركة في تحسين مشاركة السودان الفعالة في المنطقة والمجتمع الدولي، والتزامهما العمل من أجل إقامة علاقة ثنائية أمريكية-سودانية أقوى وأكثر صحة».
كذلك وجه بومبيو دعوة إلى البرهان لزيارة الولايات المتحدة في وقت لاحق من العام الجاري.
تحوُّل في الموقف: يأتي لقاء البرهان ونتنياهو رغم مشاركة السودان في قرار الجامعة العربية الرافض لـ «صفقة القرن».
يمثل هذا اللقاء تحولاً كبيراً في موقف السودان من إسرائيل، لا سيما أن الخرطوم كانت قد استضافت قمة الجامعة العربية بعد حرب يونيو/حزيران عام 1967، التي اشتُهرت بإعلان «اللاءات الثلاثة»: «لا للسلام مع إسرائيل، لا للاعتراف بإسرائيل، ولا للمفاوضات معها».
يشير موقع «تايمز أوف إسرائيل» إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يسعون منذ فترة طويلة إلى تحسين العلاقات مع الخرطوم، مشيرين إلى أهميتها في المنطقة بالإضافة إلى موقعها الجغرافي.
تريد إسرائيل الحصول على إذن يسمح لطائراتها بعبور سماء السودان لاختصار المسافات، وقال مسؤول إسرائيلي كبير للموقع الإسرائيلي، إنه «من المتوقع أن يوافق السودان على هذا الأمر في أقرب وقت ممكن هذا الأسبوع، كجزء من عملية التطبيع».