أكاديمي تركي: أنقرة لن تتراجع والعملية العسكرية في سوريا مستمرة
تحديات كثيرة وانتقادات إقليمية ودولية طالت العملية العسكرية التركية في شرق الفرات بسوريا، والتي تستهدف حزب العمال الكردستاني وإنشاء منطقة آمنة لتوطين اللاجئين السوريين، فهل تكمل أنقرة عمليتها العسكرية رغم فرض واشنطن عقوبات على بعض الوزراء وتهديدات ألمانية وفرنسية وعربية.
قال الدكتور أحمد أويصال، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط “أورسام” بأنقرة اليوم الثلاثاء، إن “هدف تركيا من العملية العسكرية هو التخلص من حزب العمال الكردستاني ليس من سوريا فقط، بل من العراق ومن الأراضي التركية”.
وتابع: “تم تطهير تركيا تقريبا من بقايا التنظيم، لكن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت أموال كثيرة للتنظيم كوكيل يعمل لصالحها، مثلما يعمل حزب الله في لبنان، وتركيا لا تقبل حصار على كل حدودها الجنوبية”.
وأضاف رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط: “المرحلة الأولى من العملية هى المنطقة الآمنة بعمق 30 كم من الحدود التركية داخل سوريا، وأيا كانت التكلفة فإن تركيا لن تتراجع، وباقي الأمور تعتمد على المفاوضات والنقاشات مع القوى المختلفة سواء مع أمريكا أو روسيا أو إيران”.
وأشار أويصال إلى أن “العقوبات والتهديدات لن تثني تركيا عن هدفها، نظرا لما يمثله التنظيم من خطورة على الأمن القومي التركي، حيث أن أنقرة لا تريد بجوارها دولة صغيرة تعاديها وتفصل بينها وبين العالم العربي، لذا فهو مشروع غير قابل للوجود، ويمثل خطر كبير عليها، مؤكدا على استمرار تلك العملية حتى كسر ظهر هذا التنظيم”.
وأكد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط”أورسام”، أن “كل الشعب التركي يدعم تلك العملية، ولا تستطيع أمريكا فرض عقوبات على كل الشعب التركي، هذه العقوبات على بعض الوزراء يمكن أن تؤثر نسبيا على الحالة المعنوية، لكنها لن تؤثر على الحالة الاقتصادية، هذا خطر يهددها وتركيا صرفت أكثر من تريليون دولار في محاربة حزب العمال الكردستاني حتى الآن.
ولفت أويصال إلى أن “إدارة ترامب متذبذبة نتيجة الضغوط الإعلامية وضغوط اللوبيات المختلفة داخل أمريكا وفي الغرب، وهذا بدوره يؤثر عليها وعلى قراراتها، فعندما أعلن ترامب عن نيته سحب القوات من سوريا، كان البنتاغون له رأي أخر لأنه يستثمر أكثر في مناطق شرق الفرات عن طريق تلك التنظيمات، هناك تناقضات داخل أمريكا وتركيا تعلم هذا ولا تراهن على قرارات أو أمزجه الآخرين بل تأخذ تدابيرها بنفسها ولذا لن تتراجع عن أهدافها”.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده اتخذت قرارا بإطلاق العملية العسكرية شرقي الفرات يوم 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لتصفية تنظيم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.
وبدأت تركيا، عملية عسكرية شمالي سوريا، تحت اسم “نبع السلام” وادعت أن هدف العملية هو القضاء على ما أسمته “الممر الإرهابي” المراد إنشاؤه قرب حدود تركيا الجنوبية، في إشارة إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ “حزب العمال الكردستاني” وتنشط ضمن “قوات سوريا الديمقراطية” التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار محاربة “داعش”.