أكثر من 50 قتيلا وجريحا إثر معارك عنيفة بين الجيش اليمني و”أنصار الله” في محافظة مأرب
سقط العشرات بين قتيل وجريح، اليوم الجمعة، إثر تجدد المعارك بين الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً، وجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز شمال شرقي اليمن، في تصعيد هو الأول من نوعه منذ الإعلان عن هدنة الأمم المتحدة التي انقضت مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعد 6 أشهر من سريانها.
وأفادت مصدر عسكري يمني وكالة “سبوتنيك” بأن معارك عنيفة دارت بين قوات الجيش اليمني المسنود بالقبائل الموالية له، ومقاتلي “أنصار الله” في جبهة العكد بالمحور الرملي في الجهة الجنوبية من مدينة مأرب.
وأضاف أن المعارك التي استمرت لساعات وتبادل خلالها الطرفان القصف المدفعي، أوقعت 13 قتيلاً من مسلحي “أنصار الله” بينهم قيادي، و10 قتلى من الجيش والقبائل الموالية له، في حين أصيب نحو 28 من الجانبين.
وأشار إلى محاولة مقاتلي “أنصار الله” التقدم والسيطرة على مواقع استراتيجية للجيش اليمني على امتداد جبل البلق الشرقي المرتفع الاستراتيجي جنوب مأرب.
ويوم الثلاثاء الماضي، حذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء الماضي، من أن تتسبب هجمات جماعة “أنصار الله” على موانئ تصدير النفط في تصعيد عسكري واقتصادي، وتقويض جهود الوساطة الأممية بين أطراف الصراع لتجديد وتوسيع الهدنة المنقضية في اليمن في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وفي 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تبنت “أنصار الله” هجوماً على ميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت شرق اليمن، هو الثاني من نوعه على الميناء والثالث الذي يستهدف الموانئ النفطية في مناطق سيطرة الحكومة، وذلك بعد شهر من إعلانها إبلاغ الشركات النفطية إيقاف عمليات التصدير رداً على ما تعتبره الجماعة استحواذاً من الحكومة على إيرادات النفط والغاز وعدم توجيهها في دفع رواتب الموظفين
ويأتي التصعيد العسكري بعد شهرين من إعلان “أنصار الله”، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وصول مفاوضات تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتشهد محافظة مأرب، منذ مطلع شباط/ فبراير العام قبل الماضي، قتالاً متصاعداً بين الجيش اليمني و”أنصار الله”، إثر إطلاق الأخيرة عملية عسكرية للسيطرة على مركز المحافظة مدينة مأرب، تمكنت خلالها الجماعة من التقدم واقتحام عدد من مديريات المحافظة الاستراتيجية.
وتكتسب السيطرة على مدينة مأرب، أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن، إذ تضم المدينة مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش اليمني، إضافة إلى حقول ومصفاة صَافِر النفطية.
وتسيطر جماعة “أنصار الله” منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.