“ألفاظ نابية وشتائم”.. كتاب جديد ومزاعم جديدة تخص بايدن وقادة بارزين
كشف الصحفي الأمريكي بوب ودورد تقييمات الرئيس الأمريكي جو بايدن المليئة بالشتائم لقادة دول بارزين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
كتب ودورد في كتابه “حرب” الذي من المقرر أن يصدر في 15 أكتوبر وحصلت الـCNN على نسخة منه أن بايدن صرح في جلسة خاصة مع أحد مساعديه في ربيع عام 2024 مع تكثيف إسرائيل لحربها على غزة، قائلا: “ابن العاهرة، بيبي نتنياهو، إنه رجل سيئ. إنه رجل سيئ لعين (بديل لكلمة خادشة بالإنجليزية تبدأ بحرف F)!”.
وبحسب الكاتب، استخدم بايدن العبارة ذاتها في حديث مع مستشاريه في المكتب البيضاوي بحق الرئيس بوتين بعد فترة وجيزة من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ويزعم كتاب “حرب” أن “الولايات المتحدة حصلت في الفترة التي سبقت العملية الروسية على كنز من المعلومات الاستخباراتية، والتي أظهرت بشكل قاطع في أكتوبر 2021 أن بوتين لديه خطط لغزو أوكرانيا بـ 175 ألف جندي”.
وقال ودورد: “لقد كانت هذه ضربة استخباراتية مذهلة من جواهر التاج في أجهزة الاستخبارات الأمريكية، بما في ذلك وجود مصدر بشري داخل الكرملين”. فالمصادر البشرية هي من بين أكثر المصادر حساسية في عالم الاستخبارات.
وفي حين اتفق بايدن ومستشاروه على أن الخطة “جدية للغاية”، إلا أنه كان من الصعب عليهم وعلى حلفائهم تصديقها.
ونقل ودورد عن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بيل بيرنز قوله لبايدن: “هذا ما يخطط بوتين للقيام به”. فأجاب بايدن: “سيكون هذا أمرا مجنونا للغاية”. وأضاف بايدن: “يا يسوع المسيح! الآن علي أن أتعامل مع روسيا التي تبتلع أوكرانيا؟”.
في ديسمبر 2021، في اتصال عبر الفيديو، ثم فيما وصفه ودورد بـ”مكالمة ساخنة لمدة 50 دقيقة” أصبحت ساخنة للغاية لدرجة أن بوتين “أثار في مرحلة ما خطر الحرب النووية بطريقة تهديدية”.
يصف أحد المشاهد الأكثر دراماتيكية في كتاب “حرب” مدى قلق بايدن وفريقه للأمن القومي بشأن احتمال استخدام بوتين للأسلحة النووية.
بحلول سبتمبر 2022، كشفت تقارير استخباراتية أمريكية عن “تقييم مثير للقلق العميق” بشأن بوتين وأنه “قد يستخدم الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا”.
وبناء على التقارير الاستخباراتية الجديدة المثيرة للقلق، اعتقد البيت الأبيض أن هناك فرصة بنسبة 50% لاستخدام روسيا لسلاح نووي تكتيكي – وهو تقييم ارتفع بشكل كبير من 5% و10%، بحسب ودورد.
وقال ودورد: “أصدر بايدن تعليماته لمستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، بأن يتواصل مع الروس عبر جميع القنوات، وأن يخبرهم بما سنفعله ردًا على ذلك”.
ويروي الكتاب محادثة هاتفية متوترة بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الروسي في أكتوبر 2022.
وبحسب ودورد، قال أوستن لشويغو: “إذا فعلتم هذا، فسوف نعيد النظر في كل القيود التي كنا نعمل بموجبها في أوكرانيا. وهذا من شأنه أن يعزل روسيا على الساحة العالمية إلى درجة لا يمكن للروس أن يقدروها بالكامل”.
ورد شويغو قائلا: “لا يروق لي أن أتعرض للتهديد”.
وقال أوستن، بحسب ودورد: “سيدي الوزير، أنا قائد أقوى جيش في تاريخ العالم. أنا لا أطلق التهديدات”.
وقال ودورد في كتابه إنه في عام 2020 “أرسل ترامب سرا إلى بوتين مجموعة من أجهزة اختبار كوفيد من إنتاج شركة (أبوت بوينت أوف كير) لاستخدامه الشخصي”.
خلال ذروة الوباء، تبادلت روسيا والولايات المتحدة معدات طبية مثل أجهزة التنفس الصناعي. لكن بوتين، الذي عزل نفسه بسبب مخاوف من كوفيد، طلب من ترامب في مكالمة هاتفية إبقاء تسليم أجهزة فحص كورونا سرا.
وكتب ودورد أن ترامب بقي على اتصال مع بوتين بعد تركه منصبه. وفي أحد المشاهد، يروي ودورد لحظة في منتجع “مار إيه لاغو” المقر الخاص للرئيس السابق في فلوريدا، حيث يطلب ترامب من أحد كبار مساعديه مغادرة الغرفة حتى يتمكن “من إجراء ما قال إنه مكالمة هاتفية خاصة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وقال ودورد: “وفقا لمساعد ترامب، كانت هناك مكالمات هاتفية متعددة بين ترامب وبوتين، ربما يصل عددها إلى 7 مكالمات في الفترة منذ مغادرة ترامب البيت الأبيض في عام 2021”.
تجدر الإشارة إلى أن مزاعم “7 مكالمات” نفى صحتها الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف. كما نفاها ستيفن تشون مدير اتصالات حملة ترامب، قائلا: “كل القصص التي سردها بوب وودوارد عديمة الصحة”. وتحدث جيسون ميلر، مستشار الرئيس السابق، في نفس السياق. وأكد ميلر: “لم أسمعهما (بوتين وترامب) يتحدثان، لذا فإنني أعارض (مثل هذه الادعاءات)”.
ولي العهد السعودي والتطبيع
يحتوي كتاب ودورد أيضا على تفاصيل تتعلق بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي كان يناقش احتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل هجوم السابع من أكتوبر.
في أعقاب الهجوم، سافر وزير الخارجية أنتوني بلينكن في جولة سريعة عبر الشرق الأوسط، في محاولة للتفاوض بشأن المساعدات الإنسانية لغزة. وبحلول الوقت الذي وصل فيه بلينكن إلى المملكة العربية السعودية لمقابلة محمد بن سلمان، كان منهكا.
ولكن ولي العهد، الذي يسهر ليلا، أبقى بلينكن وفريقه مستيقظين طوال الليل قبل أن يلتقوا به أخيرا.
ونسب ودورد إلى بلينكن قوله: “لم يكن محمد بن سلمان أكثر من طفل مدلل”.
وفي محادثة لاحقة، سأل بلينكن ولي العهد السعودي عن مطلبه بإيجاد مسار للدولة الفلسطينية قبل أن تقوم السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وادعى ودورد أن محمد بن سلمان قال وهو يطرق على صدره: “هل أريد ذلك؟ لا يهم ذلك كثيرا. لكن هل أحتاج إليه؟ بالتأكيد”.
ويروي ودورد أيضا اجتماعا عقده السيناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام مع ولي العهد في شهر مارس.
وقال غراهام لمحمد بن سلمان أثناء زيارته للمملكة: “دعنا نتصل بترامب”.
يقدم ما حدث بعد ذلك بعض الكواليس على كيفية عمل ولي العهد السعودي وتواصله مع مختلف زعماء العالم والمسؤولين الحكوميين. وكتب ودورد أن محمد بن سلمان طلب من مساعده إحضار حقيبة بها حوالي 50 هاتفا مؤقتا غير قابل للتتبع Burner Phones، وأخرج واحدا مكتوبا عليه “ترامب 45”.
ومن بين الأشياء الأخرى الموجودة في الحقيبة، كما كتب ودورد، كان هناك هاتف يحمل اسم “جيك سوليفان”، مستشار الأمن القومي الأمريكي.
بايدن وهاريس والألفاظ النابية
عندما انسحب بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية في 21 يوليو، أيد هاريس على الفور، مما سمح لها بتعزيز الدعم الديمقراطيين وتجنب الاقتتال الداخلي الفوضوي في الحزب الديمقراطي.
وتذكر بايدن أيضا كيف كان الأمر عندما لم يحصل على تأييد الرئيس.
وقال بلينكين، بحسب ودورد: “أعتقد أن الأمر ربما يعود إلى شعور بايدن بأنه لم يحصل على ذلك من الرئيس أوباما في عام 2016. لقد شعر بخيبة الأمل. لقد شعر، كما تعلمون، بصفته نائبا للرئيس، أن هذا هو المسار الطبيعي”.
يقدم كتاب “حرب” لمحة عن تعاملات هاريس الخاصة مع بايدن بصفتها نائبا للرئيس. وكتب ودورد أنها كانت في وقت ما قلقة بشأن عزلة بايدن واتصلت بأحد أقرب مساعديه.
قالت هاريس لصديق بايدن: “أتصل بك لأطلب منك – بل وأتوسل إليك حقا – هل يمكنك التحدث إلى الرئيس أكثر مما تتحدث إليه؟ رئيسك يحبك حقا. يجب أن تتحدث إليه أكثر مما تفعل”.
وكتب ودورد: “كان مساعد بايدن صريحا مع نائب الرئيس. قال المساعد إن أحد أكبر الأسباب التي تجعل بايدن يتصل بي هو أنني أقدم له مستوى من الراحة إلى الحد الذي يجعله قادرا على الشتم بحرية”.
ضحكت نائبة الرئيس هاريس وقالت، بحسب ودورد: “ربما يكون هذا هو السبب الوحيد الذي يجعله لا يزال مرتاحا معي إلى حد ما، لأنه يعلم أنني الشخص الوحيد الموجود الذي يعرف كيفية نطق كلمة “ابن الزانية” بشكل صحيح”.