ألمانيا تلغي لقاء «متوقعاً» بين ميركل والسيسي، وبرلين: الاعتقالات لن تحقق الاستقرار
نقل موقع «دويتشه فيله» على لسان وزارة الخارجية الألمانية، قولها إن اعتقال المتظاهرين بمصر لن يسهم في استقرار البلاد.
وقال الموقع على لسان الخارجية الألمانية، الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول 2019، إن ألمانيا أوضحت بمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أنه «من وجهة نظرنا لن يسهم تنامي قمع المجتمع المدني والصحافة الحرة في استقرار مصر».
وتابع المتحدث: «بل العكس من ذلك، القمع المتنامي سيؤدي إلى تشدد وتطرف عنيفَين». وأوضح قائلاً إن ألمانيا «تفترض أن الأشخاص الذين لم تتمكن السلطات من توجيه اتهامات إليهم، سيتم إطلاق سراحهم فوراً».
وكشف الموقع أنه كانت هناك محادثة متوقعة بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في نيويورك، الإثنين، على هامش قمة الأمم المتحدة لكنها أُلغيت، في حين قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، إن الأسباب ليست «سياسية»، بل «لوجيستية»، وتحديداً لـ «ازدحام حركة النقل في نيويورك، وازدحام جدول مواعيد ميركل والسيسي».
هذا وقد تجاوزت أعداد المعتقلين بمصر 1000 معتقل، في أقل من أسبوع منذ انطلاق دعوات التظاهر ضد السيسي، الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2019، وطالت الاعتقالات عدداً من قادة الرأي وقادة الأحزاب السياسية المعارضة.
حسن نافعة والمتحدث باسم سامي عنان
إذ اعتُقل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة، الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول، بعد ساعات من اعتقال المتحدث السابق باسم الفريق سامي عنان وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حازم حسني، اللذين اقتيدا إلى جهة غير معلومة حتى اللحظة.
من جانبه، تقدَّم المحامي المعروف بدعمه الحكومة، سمير صبري، بـ3 بلاغات ضد نافعة يتهمه فيها بـ «الخيانة العظمى، والتحريض على مصر بظهوره على شاشة (الجزيرة)».
قيادات حزبية.. بينهم سيدات
ويوم الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول، اعتُقل أكثر من 20 من قيادات حزب الاستقلال، على رأسهم الأمين العام للحزب مجدي قرقر، المُخلى سبيله بتدابير احترازية في مارس/آذار 2016، وكذلك أمين التنظيم في الحزب محمد الأمير، وعضو اللجنة القانونية بالحزب المحامية الحقوقية سحر علي.
وكذلك أمينة المرأة في الحزب نجلاء القليوبي، زوجة الصحفي المسجون منذ عام 2014 مجدي أحمد حسين، التي اعتُقلت من منزلها بعد ساعات من حضورها تحقيقات مع عدد من المتظاهرين المعتقلين على خلفية تظاهرات الجمعة.
بالإضافة إلى عدد من قيادات الحزب في محافظات أخرى، ومنهم: أمين الإعلام بمدينة المنزلة في محافظة الدقهلية محمد القدوسي، وأمين لجنة التنظيم والعضوية أحمد القزاز، وعضو اتحاد شباب الحزب محمد شادي.
في حين أشار موقع «العربي الجديد» إلى اقتحام الشرطة منازل عدد آخر من قادة الحزب وتحطيم محتوياتها.
كذلك أعلن المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية اعتقال عدد من أعضاء حزب «الكرامة» اليساري.
وقد طالت حملة الاعتقالات أيضاً، الناشطة وعضو حركة «الاشتراكيين الثوريين» ماهينور المصري، التي أمرت النيابة بحبسها 15 يوماً على ذمة التحقيقات، إذ وجهت إليها تهمة مشاركة جماعة إرهابية وإذاعة أخبار كاذبة.
الاعتقالات تجاوزت الـ1000.. ونصفهم مصيرهم مجهول
أعلنت «المفوضية المصرية للحقوق والحريات» وصول أعداد المعتقلين من 17 محافظة إلى 1003، في آخر تحديث نشرته مساء الثلاثاء 25 سبتمبر/أيلول 2019، مؤكدةً أن نحو 400 منهم لا يزال مصيرهم مجهولاً، إذ لم يتم التحقيق معهم في النيابات حتى الآن.
«العفو الدولية» تطالب قادة العالم بالتحرك
من جانبها، استغلت منظمة العفو الدولية وجود عدد من قادة العالم في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتطالبهم بإصدار إدانات واضحة للحملة القمعية لنظام السيسي، الذي يوجد هناك أيضاً.
وكتبت المنظمة، الثلاثاء، أنه «مع توقُّع اندلاع مظاهرات أخرى يوم الجمعة المقبل، فإنه يجب على قادة العالم مواجهة السيسي، وأن يدينوا بشكل تامٍّ حملة القمع التي شنها لمواجهة اندلاع الاحتجاجات خلال الأيام الأخيرة».
وتحدثت عن مئات الاعتقالات في محافظات مصر، مطالِبةً بالإفراج عنهم، كما أدانت حجب بعض المواقع الإخبارية وتعطُّل خدمة الرسائل القصيرة (الماسنجر) على فيسبوك خلال اليومين الماضيين.
وقد خرجت تظاهرات في مصر الأسبوع الماضي؛ استجابةً لدعوات تمّ إطلاقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما من جانب الفنان ورجل الأعمال المصري محمد علي، الذي ينشر منذ أيام، مقاطع فيديو تحدَّث فيها عن «فساد في الجيش وإهداره للمال العام، واستغلال السيسي للسلطة»، والتي رفضها السيسي.