أمريكا.. ثقافة السرقة..! الزهار ومعركة زوال “إسرائيل”
مشاكسات
سليم يونس
“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة”؟
أمريكا.. ثقافة السرقة..!
اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، أن القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا “تسرق ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط السوري”.
وجرى استخدام حوالى 800 صهريج لنقل النفط المسروق للقواعد الأمريكية خارج سوريا”،واعتبر أن “سوريا هي ضحية أخرى للنظام القائم على قواعد الولايات المتحدة.
مشاكسة .. هل السرقة كمفهوم ووقائع غريب على الثقافة الأمريكية والعقل الأمريكي؟ ألم يسرق المغامرون من الأوروبيين الذين استوطنوا تلك البلاد الأرض من سكانها الأصليين بعد أن أبادوا 300 مليون من أهل الأرض؟ ثم من الذي ابتدع مبدأ مونرو الذي جعل حق سرقة ونهب خيرات أمريكا حكرا على واشنطن في مواجهة الدول الأوروبية الطامعة، عبر شعار “أمريكا للأمريكيين”؟ لكن أليس هذا الشعار كان كلمة حق أريد بها باطل، لأن المطلوب خيرات أمريكا لمجموع أهلها وليس للولايات المتحدة الأمريكية وحدها؟ ثم ألا يعبر سلوك السرقة الأمريكية لنفط سوريا وقمحها ومنعها من الوصول إلى خيراتها ذروة السلوك المنافي لكل قيم الحق والعدل والخير؟ لكن فيما تسرق أمريكا نفط سوريا وخيراتها وتحاصرها اقتصاديا، ألا يكشف هذا السلوك جوهر قيم الإمبريالية الأمريكية في أسوأ مظاهرها الذي يوظف كل ما هو منافي للقيم المستقرة في الثقافة الإنسانية من عدل وحق وقانون في خدمة مصالحها حتى لو كانت على جماجم الآخرين؟ ثم أليس النهب الإمبريالي للكثير من خيرات ومقدرات شعوب العالم هو مكون أساسي لهذه الثقافة الأمريكية اللاإنسانية؟ ألا يمكن توصيف عملية السرقة والنهب الأمريكي للنفط والقمح السوري المقترن بالقوة هي البلطجة بأبشع صورها؟ ثم ألا يمكن القول بعد كل ذلك، أن هذه هي أمريكا؛ سلوكا وثقافة وتاريخا؟
الزهار ومعركة زوال “إسرائيل”
قال عضو المكتب السياسي لـ”حماس” محمود الزهار، إن حركته “تتابع التحضيرات التي تقوم بها الجماعات الصهيونية لإحياء مواسم الأعياد اليهودية بدءا من 26 سبتمبر، عبر اقتحام وتدنيس الأقصى”.
وشدد الزهار على التزام “حماس” بـ”الدفاع عن حقوق شعبنا بكل الوسائل الممكنة”، محذرا من أن “استمرار عدوان الاحتلال بحق القدس سيكون سببا في معركة كبرى نهايتها زواله”.
مشاكسة.. هل يقصد الزهار أن حماس ستترجم هذه المرة الالتزام بالدفاع ” عن الشعب الفلسطيني، باستخدام الصواريخ لقصف المواقع الصهيونية في محيط القدس؟ لكن ماذا يعني تعبير ” الوسائل الممكنة” هل المقصود أن حماس تعتبر أن الشروط التي حكمت موقفها من مسيرتي الأعلام ونزول التوراة أواخر مايو/أيار الماضي، هي التي ستحكم مفهومها للدفاع هذه المرة أيضا؟ ثم لماذا ينتظر الزهار مادامت حماس قادرة على ” إزالة الكيان” حتى يدنس بعدوانه الأقصى والقدس؟ ولكن ماذا لو قرر الاحتلال عدم تدنيس الأقصى ، هل ستتوقف حماس عن إزالة كيان الاحتلال؟ ثم أين يمكن صرف أن حماس “تتابع التحضيرات التي تقوم بها الجماعات الصهيونية لإحياء مواسم الأعياد اليهودية بدءا من 26 سبتمبر، عبر اقتحام وتدنيس الأقصى ” ألا يعرف الزهار أن الكيان ضم القدس لكيانه منذ عشرات السنين، وأن عدوانه عليها قائم ومستمر وبشكل شبه يومي، وهو غير مرتبط بمناسبة، لكنه مضاعف إذا ما قورن بمدن الضفة الأخرى لمكانتها المقدسة؟ ثم هل المعركة الكبرى معركة دينية أم معركة تحرير الأرض كل الأرض؟ لكن السؤال الأهم هو: هل ستقرن حماس أقوال الزهار بأفعال يوم 26 سبتمبر؟ أم أنها ستعيد تمثيل نفس دورها أثناء مسيرة الأعلام، وبالطبع معها كل الفصائل عندما ابتلع الكل حتى ألسنتهم لأن حماس قررت ذلك؟