أمير قطر يوجِّه دعوة للسيسي لزيارة الدوحة.. واتفاق على تكثيف التشاور والتنسيق المشترك
جاء ذلك بحسب ما أفادت الرئاسة المصرية، في بيان، عقب استقبال السيسي، وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وتسلمه رسالة من أمير البلاد.
حضر اللقاء من مصر وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، إلى جانب رئيس جهاز أمن الدولة القطري عبدالله الخليفي.
حيث أفاد بيان الرئاسة بأن وزير الخارجية القطري الذي وصل في زيارة تستمر يومين، “نقل إلى الرئيس المصري رسالة خطية من أمير دولة قطر، والتي تضمنت توجيه الدعوة لزيارة الدوحة”.
فيما تضمنت الرسالة “الإعراب عن التطلع لتعزيز التباحث بين البلدين حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأنها، بما يخدم تطلعات الدولتين”.
بينما لم يوضح البيان المصري موقف السيسي من الدعوة، لكن حال تمت زيارة السيسي إلى الدوحة، ستكون الأولى له إلى قطر منذ انتخابه رئيساً في 2014.
وفق البيان ذاته، ثمّن وزير الخارجية القطري ما وصفه بالدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر تحت قيادة السيسي في “حماية الأمن القومي العربي، والدفاع عن قضايا الأمة العربية، وكذلك جهود مصر ومساعيها الدؤوبة في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي”.
ترحيب مصري
من جانبه، طلب السيسي نقل تحياته إلى الشيخ تميم، معرباً عن ترحيب مصر بالتطورات الأخيرة في مسار العلاقات المصرية- القطرية، ومشيراً إلى “التطلع لتحقيق التقدم في هذا الشأن في مختلف المجالات، وبما يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، وكذا الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية”.
كما أكد السيسي “حرص مصر على تحقيق التعاون والبناء، ودعم التضامن العربي كنهج استراتيجي راسخ لسياستها، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، مع تركيز الجهود لتحقيق الخير والسلام والتنمية لشعبي البلدين، وكذلك التكاتف لدرء المخاطر عن سائر الأمة العربية وصون أمنها القومي”.
حسب نص البيان “تم التوافق خلال اللقاء على تكثيف التشاور والتنسيق المشترك بين مصر وقطر، بما في ذلك تبادل زيارات كبار المسؤولين خلال الفترة المقبلة، لتعزيز مجمل جوانب العلاقات الثنائية، وكذلك على مستوى العمل العربي المشترك من أجل تحقيق البناء والتنمية والسلام والحفاظ على الأمن القومي العربي”.
“تسريع استئناف العلاقات”
يذكر أن وفداً قطرياً زار القاهرة خلال منتصف شهر مارس/آذار المنصرم، بهدف “تسريع استئناف العلاقات”، بحسب صحيفة الأهرام المصرية المملوكة للدولة.
سبق ذلك قيام وفدين رسميين من قطر ومصر بإجراء مباحثات في 23 فبراير/شباط 2021، في دولة الكويت حول آليات تنفيذ “بيان العلا” الخاص بالمصالحة، وسط إشادة مصرية قطرية بالعلاقات المتكررة منذ إتمام المصالحة.
اتصالات لأول مرة
أما في 15 مارس/آذار الماضي، فقد بحث وزير الداخلية القطري خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني، مع نظيره المصري محمود توفيق، سبل تطوير التعاون الأمني بين البلدين.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه آل ثاني مع توفيق، هو الأول من نوعه، منذ إعلان المصالحة الخليجية.
حينها أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، بأنه جرى خلال الاتصال “استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها خاصة في المجال الأمني”، و”موضوعات ذات اهتمام مشترك”، دون مزيد من التفاصيل حول تلك الموضوعات.
كما أعلنت الرئاسة المصرية أن السيسي تلقى، يوم الإثنين 12 أبريل/نيسان 2021، اتصالاً هاتفياً من الشيخ تميم، للتهنئة بحلول شهر رمضان المُبارك، وتكرر الأمر ذاته يوم 14 مايو/أيار الجاري خلال تبادل التهاني بين الزعيمين بمناسبة عيد الفطر.
بيان العلا
يشار إلى أنه في 5 يناير/كانون الثاني 2021، صدر “بيان العلا” عن القمة الخليجية الـ41 بمدينة العلا السعودية، معلناً نهاية أزمة حادة اندلعت في يونيو/حزيران 2017 بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
كانت كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطعت علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً وبحرياً، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة، معتبرة إياه “محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل”.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قال في تصريحات سابقة، إن “هناك رسائل إيجابية من الأشقاء في قطر بأنهم يرغبون وعازمون على استعادة زخم العلاقة في كافة النواحي السياسية والاقتصادية”، لاستعادة زخم العلاقة بين البلدين، مؤكداً أن “هناك سعياً لتنفيذ ما جاء في قمة العلا بعد سنوات القطيعة بين الرباعي العربي وقطر”.
كما توقع شكري التزام قطر باتفاق المصالحة الخليجية، قائلاً: “نتوقع من قطر تنفيذ التزاماتها”، مشدّداً على أن “العلاقات مع الأشقاء العرب تنتهج سياسة الشراكة، ونتطلع لتفعيل الالتزامات القائمة”.